شهدت جنازة الناشط اليساري والعضو السابق في التنسيقية الداعمة لحركة 20 فبراير بطنجة، أيمن المرزوقي، عصر أول أمس الأربعاء، حضور قياديين سياسيين بارزين من حزب اليسار الاشتراكي الموحد، في مقدمتهم أمينته العامة نبيلة منيب، ومحمد الساسي، اللذان وجدا إلى جانبهما في الجنازة القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري. وشهدت مراسيم الدفن حضورا كثيفا لناشطين في حركة 20 فبراير، خاصة المنتمين إلى الحزب الاشتراكي الموحد، الذي كان الراحل أحد مؤسسيه. كما عرفت مراسيم الدفن حضور أسماء حقوقية بارزة، من ضمنها أحمد المرزوقي المعتقل السابق في تازمامارت، إلى جانب ممثلين عن تيارات إسلامية، في مقدمتها جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح. وكان المرزوقي قد قضى نحبه قبل أربعة أيام عن عمر يناهز 51 عاما، في ظروف غامضة، حيث اختفى عن الأنظار لمدة يومين، فيما كانت أسرته قد سافرت خارج المدينة، مما ولد قلقا لدى أصدقائه، الذين اضطروا إلى اقتحام منزله حيث عثروا عليه جثة هامدة. وحسب مدير المشرحة العمومية لطنجة، الدكتور جمال بخات، الذي أشرف على عملية تشريح جثة المرزوقي، فإن الوفاة كانت طبيعية جراء سكتة قلبية، مؤكدا أن الراحل كان يعاني من عدة أمراض مزمنة، منها داء السكري والضغط الدموي. ويعد الراحل، الذي يعمل أستاذا للفلسفة بثانوية زينب النفزاوية بطنجة، واحدا من القياديين اليساريين البارزين، الذين انخرطوا في الحراك السياسي والاجتماعي لحركة 20 فبراير في طنجة. كما سبق أن قضى فترة طويلة كمعتقل سياسي بعدما ألقي عليه القبض منتصف الثمانينيات وحكم عليه ب30 عاما، وهي الفترة التي يعزو إليها رفاقه سبب الأمراض التي ظل يعاني منها إلى وفاته، جراء ما قالوا إنه تعذيب وسوء معاملة كان يتعرض لها. وساهم المرزوقي في إنشاء حزب اليسار الاشتراكي الموحد، ثم في توحيد مختلف الأحزاب اليسارية تحت مسمى الحزب الاشتراكي الموحد. كما أولى اهتماما كبيرا لملف المعتقلين السياسيين، حيث كان عضوا في اللجنة الدولية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.