بعد أن استقرت أجساد الضحايا الخمسة لأسرة فريد برادة تحت التراب، بات في حكم المؤكد أن أسباب الوفاة لم تكن ناتجة عن خطإ في القيادة كما راج لحظة وقوع الحادث. فبالتزامن مع مراسيم دفن فريد برادة وزوجته وأبنائه الثلاثة، تلقت عائلة الضحايا اتصالا آخر من مكتب الأبحاث في الحوادث الجوية بفرنسا BEA، يؤكد أن «الخطأ الإنساني صار مستبعدا من لائحة الفرضيات». وكان مكتب التحقيقات ذاته بعث رسالة إلى العائلة «ينفي جملة وتفصيلا ما سبق أن صرح به وكيل الجمهورية الفرنسية بأن سبب سقوط الطائرة هو «خطأ في القيادة». وورد في التقرير أن «السائق فقد السيطرة على الطائرة لأسباب مجهولة»، ورجحت أن تكون «مرتبطة بمشكل تقني»، كما استبعدت أن «تكون أسباب الفاجعة تعود إلى خطإ إنساني». ورجحت التحقيقات أن يكون «هناك مشكل تقني لا علاقة له بالسائق ولا بالأحوال الجوية». وقال مقربون من التحقيق إن «التحقيقات في مثل هذه القضايا تطول جدلا، وقد تستغرق شهورا لإجلاء الحقيقة». وقال صهر فريد برادة إن «مالك كولورادو قام قيد حياته بآلاف الرحلات الجوية بدون أن يسجل أي خطإ، كما كان يقوم بكل الإجراءات الضرورية لإعداد الطائرة والتأكد من جاهزيتها، ليس لأنه يريد ذلك، ولكن لأن الأمر ضروري وإجباري». إلى ذلك، عبر بوشعيب بنحميدة، والد الهالكة زينب أن الحضور الكبير الذي عرفته الجنازة «خفف من آلام العائلة على الرغم من أنه لن يعيد إلينا أحدا». وأضاف «لم نكن ننتظر هذا الحضور، وجلالة الملك كلف ثلاثة مستشارين لإبلاغنا تعازيه ووزراء في الحكومة أيضا». وزاد «لدي يقين تام أنه تأثر للحادث مثلنا تماما، خاصة وأنه تلقى الخبر في الوقت نفسه الذي تلقيته فيه شخصيا». وقال بنحميدة إن «حضور رئيس الحكومة فاجأني وقد عمل على مواساتي طوال مراسيم الجنازة التي حضرتها عدة أطياف من عالم السياسة والأعمال والمال». وإلى جانب الحضور الرسمي، رافق جنازة فريد برادة وأسرته الصغيرة رجال أعمال كثر من معارف فريد وزوجته، وأيضا جميع عمال وموظفي شركة كولورادو. وقال بنحميدة «حضر لمواساتنا أيضا عمال غادروا كولورادو منذ مدة، حيث بقيت ذكرى فريد طيبة لديهم على الرغم من مغادرتهم الشركة، وكذلك أشخاص كانوا يعملون لديه في البيت ضمنهم سائق غادر قبل حوالي أربع سنوات». ولفت حضور مليكة أفقير، ابنة الجنرال أوفقير، انتابه الكثيرين، حيث بدت متأثرة جدا للحادث لدرجة أن صعب عليها الوقوف. وقال صهر فريد برادة إن «مليكة تجمعها علاقة صداقة قوية بعائلة برادة، التي تعرفت عبرها على ابنتي زينب حيث نشأت بينهما صداقة قوية».