المحققون المغاربة والفرنسيون يسابقون الساعة من أجل التقدم في الوقوف على ملابسات الحادث الذي أودى بحياة رجل الأعمال المغربي فريد برادة وأسرته، بحيث تحققوا من رخصة سياقة الراحل للطائرات. مازالت خلية التحقيق الفرنسية المغربية التي تكونت لكشف ملابسات سقوط الطائرة الخاصة لفريد برادة مالك شركة «كولورادو» مستمرة، حيث حل محققون مغاربة وأجانب ببيت عائلتي برادة وبنحميدة في سياق مهمة البحث عن أسباب الحادث.
ولم يضع المحققون أيديهم لحد الآن على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط الطائرة وهلاك ركابها الخمسة، وهم فريد برادة وزوجته وأبناؤه الثلاثة.
وقال بوشعيب بنحميدة، والد الهالكة زينب بنحميدة إن «المحققين حلوا ببيته وسألوا عن معلومات خاصة بفريد»، وأساسا منها «قدرته على السياقة والفترة التي قضاها يقود فيها طائرته ومعلومات أخرى». وأضاف بوشعيب بنحميدة أن «المحققين تأكدوا من قدرة فريد على سياقة طائرته الصغيرة».
وفي هذا الصدد، توجه المحققون إلى وزارة النقل والتجهيز للإطلاع على رخصة السياقة التي حصل عليها فريد. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن مالك «كولورادو» حصل على رخصة سياقة الطائرة سنة 1995، وتدرب على يد ربابنة أكفاء. هؤلاء شملهم التحقيق أيضا، زارتهم فرق التحقيق وطلبت منهم معطيات عن فريد برادة.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه أن تتسلم عائلتا برادة وبنحميدة جثامين الهالكين الخمسة في الحادث المأساوي، أمس الأربعاء أو اليوم الخميس على أبعد تقدير، أكد بوشعيب بنحميدة أن «التحقيقات تتطلب المزيد من الوقت، وبالتالي يصعب تسلم الجثامين قبل نهاية الأسبوع». وقال بنحميدة إن الموعد الذي أخبرونا به «يشير إلى يوم السبت المقبل، لكنني أستبعد ذلك، وأعتقد أن مهمة التحقيق ماتزال طويلة، وبالتالي يمكن أن ننتظر إلى غاية الأسبوع المقبل».
وماتزال جثامين الضحايا بمستودع الأموات ب»كرونوبل»، وهي المنطقة التي انطلقت منها الطائرة قبل أن تصطدم بهضبة ثلاث دقائق قبل تحليقها في السماء.
وينتظر أن تقام مراسيم الجنازة ببيت العائلة في الدارالبيضاء، مباشرة بعد وصول الجثامين.
وقال بوشعيب بنحميدة إن «أسرة ابنته ستدفن بمقبرة عائلية بحي الرحمة إلى جانب قبر الراحل محمد برادة». وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر مقربة من فريد برادة أن «شركة كولورادو لم تتخذ لحد الآن أي إجراء إداري بعد وفاة مالكها الأصلي»، مشيرة إلى أن الأمر «يتعلق بشركة عائلية يسيرها فريد باسم ثلاثة إخوة آخرين، هم جواد برادة وسليمان برادة، إضافة إلى شقيقتهم التي تعيش في الخارج»، لكن يبقى فريد الرقم الأول في الشركة.
عندما استلم فريدة برادة شركة «كولورادو» التي ورثها عن والده الراحل المحامي محمد برادة، كانت شركة صغيرة على حافة الإفلاس، لكن فريد طورها وحولها إلى شركة ذات صيت عالمي ولها عدة فروع.
واستفاد فريد برادة من الانتعاشة التي خلفها دخول شركة الضحى العقارية للبورصة، حيث لم يكن يتوقع الكثيرون أن تحقق الضحى كل تلك الأرباح بدخولها البورصة، ف قرر فريد برادة بدوره»إدخال كولورادو إلى البورصة «. هذا الأمر مكن الشركة التي كانت على حافة الإفلاس من تحقيق أرباح خيالية «وظفها فريد برادة في تطوير الشركة الأم وأنجز بذلك مصنعا آخر». كما كان يستعد قبل وفاته لتدشين مصنع ثالث للمجموعة.
وعرف عن فريد، حسب أصدقائه، ولعه ب»الطائرة الصغيرة، حيث ظل طوال 20 سنة هاويا ثم محترفا فيما بعد، حيث حصل على رخصة في سنة 1995».
وفي نهاية كل أسبوع كان يستقل طائرته ليقضي رفقة أسرته الصغيرة عطلة نهاية الأسبوع سواء بمراكش أو مناطق أخرى.