تحولت رحلة قصيرة للاستمتاع بمحطات التزحلق على الجليد في القمم البيضاءلفرنسا إلى حادث رهيب أودى بحياة أفراد أسرة بكاملها، فقد لقي الملياردير المغربي فريد برادة، صاحب شركة «كولورادو» للصباغة، وزوجته وأبناؤه الثلاثة٬ حتفهم في حادث تحطم طائرة صغيرة بعد ظهر أول أمس السبت٬ قرب مطار غرونوبل في فرنسا بعد أن كانوا في رحلة العودة من عطلة لمدة أسبوعين في جبال الألب. وكشفت النتائج الأولية للتحقيق حول الحادث أن الطائرة، التي كان يقودها الملياردير المغربي بنفسه، اصطدمت، لأسباب مجهولة، بهضبة في بلدة سان- جوار، وذلك بعد إقلاعها لفترة قصيرة لا تتجاوز ثلاث دقائق من مطار «غرونوبل» متجهة نحو الأجواء المغربية عبر إسبانيا. وحسب شهود عيان، فقد عثرت عناصر الإنقاذ والمطافئ على جثتي فريد برادة، الذي ليس سوى ابن المحامي المعروف محمد برادة، وزوجته زينب بنحميدة، بالإضافة إلى جثث أبنائهما الثلاثة، ذكرين وأنثى، تتراوح أعمارهم بين 6 و16 سنة، وسط حطام الطائرة المحاصر بألسنة النيران. ومباشرة بعد علمه بالحادث، انتقل سعد بندورو، القنصل العام للمغرب في ليون، إلى عين المكان للاطلاع لدى السلطات الفرنسية على ملابسات الحادث٬ واستكمال إجراءات تحديد هويات الضحايا وترحيل جثامينهم إلى المغرب. وقد تم إحداث خلية أزمة في سفارة المملكة المغربية بباريس تحت إشراف رياض رمزي، المكلف بالأعمال في السفارة. وقد كلفت السلطات الفرنسية محققين من مطار شارل دو كول بباريس للبحث في حيثيات الحادث، في وقت أشارت فيه وسائل إعلام فرنسية إلى أن المعطيات تؤكد أن العائلة المغربية حلت بمحطة للسياحة الجبلية قبل حوالي 15 يوما لقضاء احتفالات رأس السنة، وأن صعوبة الرؤية يمكن أن تكون سببا مباشرا في وقوع الحادث المميت. وعلمت «المساء» بأن أفرادا من عائلتي برادة وبنحميدة قد توجهوا، مساء أول أمس السبت، نحو فرنسا لمعرفة تفاصيل الحادث ونقل جثامين القتلى إلى المغرب. هذا في وقت توقع فيه محللون ببورصة الدارالبيضاء أن تشهد أسهم شركة «كولورادو» تراجعا كبيرا خلال جلسة يومه الاثنين، متأثرة بوفاة فريد برادة، الرئيس المدير العام للشركة. وللإشارة، فإن فريد برادة (46 سنة) هو واحد من أبناء المحامي والصحفيِ محمد برادة، حصل على الإجازة في العلوم الاقتصاديّة عامَ 1989، وانتقل إلى فرنسا حيث تخرج من جامعة السوربون، كما حصل على دبلوم في الاقتصاد من جامعة لوس أنجلوس الأمريكية. وقد استطاع برادة في ظرف وجيز مضاعفة رقم معاملات «كولورادو» والرقي بها إلى مصاف الشركات الكبرى التي ولجت بورصة الدارالبيضاء، بعدما كانت عبارة عن معمل متواضع لإنتاج الصباغة في منطقة الصخور السوداء في الدارالبيضاء.