على العكس من مبادرة إنشاء صفحة خاصة بأسرة برادة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تكريما لفريد برادة الرئيس المدير العام لشركة «كولورادو» وزوجته زينب بنحميدة، وأبنائهما يطو (13 سنة)، ادريس (9 سنوات) وأمين (6 سنوات) إثر حادث تحطم طائرة صغيرة بالقرب من مطار غرونوبل، تحولت صفحة زينب بنحميدة التي كانت من خلالها أكثر حضورا على الموقع الاجتماعي «فيسبوك» لتقاسم لحظاتها السعيدة مع الأصدقاء والأحباب إلى ما يشبه الصفحات المجهولة (هل عن قصد أو عن غير قصد) حيث تم حذف صورة «البروفايل» وأيضا صور «الألبوم» التي تداولتها وسائل الاعلام المغربية والغربية وكذلك كل التعليقات التي كانت تتحف بها الراحلة زينب الجميع من اصدقاء ال«فيسبوك». وفي ذات السياق، تتواصل التحقيقات، بتعاون ما بين السلطات الفرنسية والمغربية، في تكتم كبير من أجل معرفة أسباب تحطم طائرة أسرة برادة ذات المحركين من نوع «بايبر بي أ 34»، والمسجلة بالمغرب، السبت الماضي قرب مطار غرونوبل (جنوب شرق فرنسا)، ثلاث دقائق بعد إقلاعها من مطار بلدة سان إيتيان دو سان جيوار. غير أن وسائل الاعلام الفرنسية، عادت أول أمس الثلاثاء إلى موقع الحادث من أجل البحث عن معطيات جديدة حول سبب تحطم الطائرة والاجابة عن سؤال هل يتعلق الأمر بعطب تقني أو خطأ إنساني؟. وأكد شهود عيان، أشار أحدهم كان قد دل رجال الانقاذ إلى مكان الحادث، أن نيرانا اشتعلت بمحرك الطائرة وان انفجارا حدث بها، ولم يستبعد شهود عيان، في ذات الروبورتاج الذي بثته القناة الفرنسية الثالثة، أن عطبا تقنيا مس المحرك كان السبب في الانفجار. هذا وذكرت مصادر اعلامية فرنسية أول أمس الثلاثاء أن فرق التحقيقات بمختلف اختصاصاتها، تمكنت خلال يومين بعد تسييجها مكان الحادث، من جمع وتفتيش بقايا حطام الطائرة، التي تم نقلها إلى مختبراتها الاثنين. وأضافت أن تحقيقات جارية لدى السلطات المغربية لمعرفة طبيعة رخصة الطيران التي يتوفر عليها الراحل فريد برادة، وعدد الساعات التي قضاها في الطيران والتحليق وتحقيقات أخرى تخص طائرته ذات محركين المسجلة بالمغرب. هذا وقالت مصادر إعلامية فرنسية إن ذات المطار الذي انطلقت منه طائرة أسرة برادة قد سبق وأقلعت من أرضيته طائرة خاصة في ملكية أحد رجال الاعمال المغاربة من أصل يهودي من أصدقاء الراحل في اتجاه المغرب، اضطر لتغيير الاتجاه ليحط بمطار بمدينة افينيون فور اشعاره من قبل السلطات الجوية الفرنسية بخبر تحطم طائرة أسرة برادة. يذكر أن عملية ترحيل جثامين كل من الراحل فريد، وزوجته زينب وأبنائه يطو، إدريس وأمين إلى المغرب من المتوقع أن تتم قبل نهاية الاسبوع الجاري، وذلك بعد ما أنهت فرقة تحديد الهوية الجنائية تحرياتها. وقال القنصل العام للمغرب بمدينة ليون، سعد بندورو، الذي يتابع عن كثب تداعيات هذا الحادث الذي وصفه ب«المروع والمؤلم»، إن قرار تحديد توقيت ترحيل الجثامين يبقى من اختصاص النيابة العامة بمحكمة غرونوبل التي تباشر التحقيق في الحادث. وأوضح بندورو، في تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» أول أمس الثلاثاء، أن المصالح القنصلية المغربية بمدينة ليون بتنسيق مع السلطات المغربية والفرنسية قامت بكل الاجراءات والتدابير لتتم عملية الترحيل في أحسن الظروف «ولا تنتظر سوى الضوء الأخضر من النيابة العامة لنقل الضحايا الى المغرب».