تعيش مجموعة من الدواوير بإقليم الحسيمة حالة من العزلة بسبب المسالك الطرقية التي دمرت عن آخرها نتيجة الثلوج والظروف المناخية بشكل عام التي عرفتها هذه الدواوير منذ أسابيع، ووفق مصادر مطلعة، فإن «دوار كريعة» بجماعة كتامة يعرف منذ مدة حالة من العزلة عن العالم الخارجي «نتيجة تردي البنية التحتية من طرق ومسالك، التي هي من إنجاز السكان رغم ضيق ذات اليد»، وعرفت الطريق الوحيدة الرابطة بين الدوار ومركز الجماعة، وفق المصادر نفسها، «انهيارات كاملة»، وأصبح «من المستحيل تنقل السكان من وإلى خارج الدوار للتبضع قصد تأمين حاجياتهم اليومية، وقضاء مآربهم المختلفة مع الإدارات، وخصوصا الحالات المستعجلة التي تتطلب الإسراع في التدخل كالولوج إلى الخدمات الصحية». ولإبراز حجم التهميش الذي يعرفه الدوار المذكور، قالت المصادر ذاتها إن جملة من المرافق الموجودة بالدوار تم بناؤها من طرف السكان «كالمدرسة الابتدائية والمستوصف والطريق»، ونتيجة لهذا الوضع الذي بات يعيشه الدوار، فإن سكانه، وفق المصادر ذاتها، يطالبون ب«إيلاء الاهتمام لتحسين ظروف الحياة اليومية، والرفع من مستواها من خلال إحداث بعض المرافق الضرورية والبنية التحتية وتفعيل الإرادة الحقيقة للإصلاح لتحسين أداء المنظومة التربوية والصحية من خلال التدبير الأمثل للموارد، ودعم المنشآت الداعمة ضد الانجرافات لأن وضعية العديد من البيوت والمرافق تشكل خطرا محدقا بأرواح السكان». ويتطلع السكان إلى أن تجد مطالبهم الآذان الصاغية، وألا تبقى حبيسة رفوف المصالح المعنية، وأن ينظر إلى معاناتهم بعين المسؤولية «ويتم إخراجهم من حالة العزلة والتهميش، والانخراط بجدية في مسلسل تحسين ظروف المواطن». دوار كريعة ليس وحده من يعاني العزلة والتهميش، فعدد من سكان دوار «تيزي مادة» التابع لجماعة النكور أبدوا غضبهم الشديد من استمرار حرمانهم من الربط بشبكة الكهرباء، وفي شكاية وجهها السكان إلى والي جهة تازة-الحسيمة-تاونات عبروا فيها عن رفضهم لاستمرار حرمانهم من الكهرباء، وقال السكان، في الشكاية التي توصلت «فبراير.كوم» بنسخة منها، إنهم «محرومون من الربط بالكهرباء لمدة 15 سنة»، منذ أن شرع الربط في الجماعة بالتيار الكهربائي، وأبرز المحتجون أن كل الدواوير المحيطة بدوارهم وقع ربطها بالتيار الكهربائي باستثناء دوارهم، وأن المبرر الذي تقدمه الجماعة لحرمانهم من الكهرباء هو أن «الدوار مهجور وخال من السكان»، في حين أن عدم استفادتهم يرجع إلى «تصفية للحسابات لها علاقة بالانتخابات الجماعية الماضية»، وفق المصادر ذاتها. وكشف السكان أنهم أصبحوا يواجهون مشكلا حقيقيا أمام ندرة المياه أيضا، خاصة أن البئر التي كان يرتوي منها عدد كبير من السكان غمرتها مياه الفيضانات، ولم تعد صالحة بتاتا، وبالرغم من هذا الوضع لم يتم إصلاحها أو إعلام المصالح المختصة بذلك من أجل توفير المياه للسكان، وطالب المحتجون الوالي بالتدخل من أجل إعادة الاعتبار إلى الدوار عبر «المساعدة والتدخل من أجل الربط بشبكة الكهرباء لإصلاح البئر». ومع بداية فصل الشتاء، تعاني مجموعة من الجماعات والدواوير بالإقليم من العزلة بسبب الثلوج المتراكمة خاصة باساكن، بني احمد وكتامة، وهو ما يرفع من حدة الانتقادات الموجهة إلى المصالح الموكل لها التدخل من أجل فك العزلة، خاصة مصالح وزارة التجهيز التي يتهمها السكان «بالتقصير» في إزالة الثلوج.