قال القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حسن طارق، إن مرحلة تجربة التناوب التوافقي التي قاد فيها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حكومة التناوب لا يزال فيها الكثير من البياضات والغموض والأساطير التي تتطلب التمحيص. وطالب طارق في ندوة نظمها مركز طارق بن زياد مساء أمس الأربعاء 19 نونبر الجاري بكلية الحقوق أكدال بالرباط، الفاعلين السياسيين، وخاصة الذين كانوا شهداء على المرحلة، بالحديث عن هذه البياضات بتدقيق وكشفها للرأي العام ليُستفاد منها. وأبرز طارق حسب ما نقله الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، أن الصراع الذي شهدته المرحلة التمهيدية لدخول « عهد » التناوب التوافقي هو من يكون إلى جانب الملك ويشاركه في الحكم، لأن الترتيبات كانت تتم على أساس بناء القوة الثانية في البلد، لكن القوة الثالثة، يشير طارق، كانت دائما تعرقل هذه التجربة وتسعى بكل الوسائل لإعطاب القوة الثانية والمتمثلة في حكومة اليوسفي. وأشار إلى أنه بعد سنة 1998 أي بعد تشكيل حكومة التناوب أصبح المغرب يعرف نوعين من اليسار، يسار مشارك ويسار معارض، بعدما فضل الاتحاد الاشتراكي خوض خيار المشاركة في الحكم إلى جانب الملك، مؤكدا أن جزء من النقاش حول المشاركة من عدمها انطلق سنة 1992. وبعد أن قال القيادي في الاتحاد الاشتراكي، إن الاتحاد سرعان ما أدى ضريبة دخوله تجربة التناوب في 2001 بعد الانشقاق الذي حدث فيه، أكد أن الجسم الاتحادي لم تكن فكرة التناوب مهضومة لديه داخليا، الأمر الذي ساهم في إفراز خطابين داخل الاتحاد اتجاه القواعد، تراوح بين التشبث بمبادئ زمن المعارضة الرادكالية والانسياب في خوض تجربة المشاركة في الحكم إلى جانب الملك، معتبرا أن الاتحاد كان يمارس التقية في تلك اللحظة بهذه الازدواجية. وأبرز طارق، أن الاتحاد الاشتراكي لما اختار المشاركة كان دائما يغريه التحالف مع حزب العدالة والتنمية لوجود أرضية مشتركة بينهما وهي بناء دولة الديمقراطية، لكن خروجه من التجربة منهكا تنظيميا وسياسيا حال دون أن يتحقق الحلم. وأكد أن الذي حطم حلم اليوسفي في بناء الدولة الديمقراطية وحقوق الانسان هو أنه كان معزولا في هذه التجربة، وتجلى ذلك في المؤتمر السادس للاتحاد، فبعدما كان يبحث في هذا المؤتمر عن القوة التي تدفعه إلى الأمام وتساعده على إنجاح التجربة، وجد نفسه في معركة ضد الحلفاء التنظيميين الذين شجعوه لخوض خيار المشاركة والذين أبرموا معه عقدا غير معلن لخوض التجربة، فأحس بالخذلان.