صباح مشمس من الرابع عشر من فبراير، المكان "مارشي سنطرال" وسط مدينة الدارالبيضاء قرب بائعي الورود، وصفاء تقتني وردة حمراء "شوف قادها ليا مزيان وديرها فشي بابيي زوين ياك ماتخسرش ليا من دابا حتى الليل"، توصي الفتاة بائع الورد على وردتها التي تشكل لها هدية ثمينة للتعبير عن مشاعر الحب والعشق. ليلة عيد الحب الشهير ب "الفالانتين" يشكل مناسبة لصفاء ولغيرها من العشاق لتجديد مشاعر الحب، لكن عيد الحب في المغرب يتخذ طابعا مغايرا إلا في بعض الاستثناءات بسبب العادات والتربية التي نشأ عليها غالبية المغاربة، والتي يتنج مفاهيم مثيرة من قبيل أن الحب "حشومة"، والأكثر إثارة أن هذه المفاهيم تصل إلى بيت الزوجية فيعتبر الحب أو التعبير عن الحب "حشومة" حتى بين الأزواج. ندى كما صفاء، ندر وصفاء ليستا من اللواتي يعتبرن الحب "حشومة" ولذلك خرجت ندى لتشتري بدورها وردة لكي تهديها في هذه المناسبة لخطيبها"هاد الوريدة لخطيبي" تقول ندى صاحبة بصوت منخفض مع احمرار في الوجنتين ثم تصمت لثواني قبل أن تعترف:"بيني وبينك هادك ماشي خاطيبي، راه واحد الولد كنعرفو دابا أربع سنوات" تضيف ندى بتردد وخجل يأكد الكلام السابق وكأنها تقول أن الحب "حشومة". غير بعيد عن "مارشي سنطرال" هناك محل لبيع العطور والمواد التجميلة، حيث العطور وربطات العنق والساعات إلى جانب الورود الحمراء على وجه التحديد، إقبال لم يعرفه المحل في الأيام السابقة، فالتعبير عن الحب بلغ مداه يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع: "اليوم تزادت شوية الحركة ديال البيع والأكثرية كيكونوا رجال عكس الأيام العادية"، توضح صاحبة المحل.
عيد الحب على "الفايس بوك" بين الذين لا يعترفون به والذين قالوا إنه كان ثوريا هذه السنة تنوعت الطرق الافتراضية للاحتفال بهذا العيد على المواقع الإجتماعية، فهناك من غير صور حائط حسابه على "الفايس بوك" فوضع صورة لقلب أحمر، فيما نشر أشخاص لا يعترفون أساسا بالحب صورا كُتب عليها:"هذا الشخص لا يعترف بعيد الحب"، مرفوقة بتعليق:" أيضا لا أعترف بالحب أعترف بالمنطق فقط .. الحب معاملة وليس قول .. أن تجرح مشاعري وتسبب لي الأذى باسم الحب لا أريد حبك ... أن تنتقص من كرامتي وأن تحسب أنك على صواب باسم الحب .... لا أعترف بحبك". "فايسبوكيون" آخرون اكتفوا بنشر قصائد غرامية و ورودا للمعايدة أو مقاطع أغاني رومانسية مع تبادل الآراء حول الرجل أو المرأة المثلية، في حين اتفقت الأغلبية أن عيد الحب هذه السنة يتميز بطعم ثوري لأن اللون الأحمر استنفاذ بدماء شهداء الربيع العربي.
بين المبالغة في الاحتفال وتحريمه لإتاء السعودية حرمته وتايلاند تنظم مسابقة أطول قبلة أطلق عاشقون تايلانديون في عيد الحب ما سمي بماراثون أطول قبلة التي تعني ألا تفارق الشفاه بعضها البعص إلا عند قضاء الحاجات الضرورية. ويشارك في هذا الماراثون الغريب الذي يجري في منتجع باتايا الساحلي على بعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة بانكوك 14 عاشقا أمامهم تحدي كسر الرقم القياسي السابق لأطول قبلة متصلة والتي دامت نحو يومين، وكان حققه عام 2011 "لاكانا تيرانارات" وزوجها اللذان يشاركان مجددا في سباق هذا العام على أمل كسر رقمهما القياسي السابق. ومن قوانين هذه المسابقة أن عضوا كل فريق متسابق له الحق في أن يشغل مترا مربعا يحاولان فيه إظهار كل ما عندهما من مشاعر على أن يتناولا الطعام والشراب من خلال أنبوبة للمص مع منع الذهاب للمرحاض في أول ثلاث ساعات من السباق، وبعد ذلك فيجب ألا تنفصل شفاههما حتى أثناء الذهاب للمرحاض وبحضور أحد محكمي السباق. الفائزان في مسابقة أطول قبلة سيحصلان على خاتم من الألماس ثمنه 3333 دولارا وقسائم مجانية للإقامة في إحدى أفخم الفنادق بالتايلاند. و بعيدا عن أطول قبلة، فقد حذرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية محلات بيع الورود والشباب من استغلال هذا اليوم للترويج لما أسمته بالبدعة التي تخالف المبادئ الإسلامية، وقد سبق هذا التحذير عدة فتاوى تحرم الاحتفال بيوم الحب التي أصدرتها اللجنة الدائمة للإفتاء، وشددت في عدد من المناسبات على حرمة الاحتفال بهذا اليوم ووصفته بالأعياد الوثنية.