تحتفظ ذاكرة قدامى المدرسين، و المدرسات بالتعليم الثانوي الإعدادي ،المغاربة ، في بداية الثمانينات بمعاني ،و دلالات، و عبر نصوص قرائية تراثية ، عظيمة، خالدة ،و فاعلة، و من هذه النصوص نص قيم للعالم الكبير ،و الرحالة المغربي ابن بطوطة رحمه الله رحمة واسعة، دون فيه، من أمانة، و صدق، و دقة ، و ميدانية ،ما جمع فيه من غرائب الأخبار ، المفيدة ،المتعلقة برحلة مهمة ،من رحلاته الهادفة عبر العالم بدأت برؤيته لجمع من الناس، و علمه بأن القوم متجمعون بسبب موت أزواج ،و اختتمت بأحداث عرس من أكبر الأعراس، حضره كبار القوم ،و أعيانهم،و رموزهم ،و محبو ، و محبات الفاقدات أزواجهن كأباء ،و أمهات، و إخوان، و أخوات،و أخوال ،و خالات، و أعمام، و عمات ،و باقي أقارب، و جيران ،و جارات هاته المعنيات بالأمر، ،و أعدت فيه أشهى الأطعمة ،و الأشربة ،و ألذها،و لبست الميت زوجها أجمل الملابس، و تحلت بأنفس، وأغلى الحلي، و أركبت فرسا ،من أحسن ،و أجود الخيل، و اختارت مغررا بها بقوة التقاليد، و العادات الرثة، العمياء أن تلقي بنفسها في نار مضرمة لتلتحق، خاطئة،ضالة بالنبلاء ،و أهل الشرف، و الفخر ،و الطبول بطبل بها، و الزمور يزمر فيها للتعبير عن الفرح، و السرور،و السعادة خلال هذه الأحداث المطلوبة ، و المصر عليها ،في البلاد،موضوع النص المقرر،و تضع هذه الأحداث المفاهيم والمصطلحات الكبيرة كالحريات الفردية ،و العامة، و باقي حقوق الإنسان ،و المطالب البشرية ،و الاجتماع، و الشرف، و الفخر،و الأعراس، و الأفراح،و الطبول ،و الزمور في الميزان للكشف عن مضمون الخطأ، و الضلال، و التخلف، و الجريمة،و قتل النفس بغير حق التي تمتلئ به،و لا ينتبه إليه الفرحون ،المغرر بهم، الحاسبون ،و الحاسبات أنهم أحرارا ،و أبطالا ،و أنهم يحسنون صنعا .و ما أحوجنا ،نحن المغاربة، أن نقرر،من ثوابتنا ومقدساتنا الكريمة، إعادة تدريس النصوص التراثية المحذوفة بسبب سوء تدبير شؤون ناشئتنا،و أن نقوي بها فلدات أكبادنا، و رمز استمرارنا ،و أن نقدرهم على التمييز بين الأشياء، و أن نكسبهم المناعة ضد أي انزلاق، غير محمود العواقب المباشرة، و غير المباشرة ، و أن نحصنهم من أي زلل قدم بعد ثبوتها ،و أن نحميهم من كل سوء دنيوي وأخروي ،بعون الله تعالى وتوفيقه.