بيان في الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد • الوحدة الوطنية طريق إنقاذ القدس والأرض المحتلة • تؤكد على مبادرتها الإستراتيجية المقدمة للمجلس المركزي المنعقد في 16 17/3/2011، الإستراتيجية الوطنية البديلة لإنهاء الانقسام في ذكرى يوم الأرض الخالد؛ يتوحد شعبنا الفلسطيني البطل في كل أماكن تواجده دفاعاً عن أرضه ووطنه الأبدي في فلسطين التاريخية، التي تتعرض للسفك منذ أن وطأتها أقدام الغزاة الإمبرياليين؛ ومعها حمولتها من المشروع الإمبريالي الصهيوني الاستيطاني، بكل ما يحمل من اقتلاع وإقصاء وكراهية ودمار لفلسطين، في سياق مشروعها الإمبريالي لبسط نفوذها والهيمنة على ثروات المنطقة العربية بأكملها، وخنق حركات تحررها الوطنية الديمقراطية من الهيمنة الاستعمارية والتوسعية الصهيونية ... في هذا اليوم يتوحد شعبنا في خوض النضال الوطني التحرري والديمقراطي، في حركة متطورة مفتوحة في ديمومتها، آن لها اليوم وقبل الغد إنهاء الانقسام العبثي المدمّر، وأن تنضوي وتظلل بوحدة فصائل العمل الوطني؛ على برنامج الوحدة الوطنية "وثيقة الوفاق الوطني"، كي تتطور في ديمومتها وتنمو ديمقراطياً وبآلياتها العملية وبالتمثيل النسبي الكامل. كما ترتفع اليوم رايات التحرر الوطني والديمقراطي في البلدان العربية للخلاص من الاستبداد والدكتاتورية بعد ركود وعقود آسنة؛ ترتفع ثورات الشباب، كما ترتفع في فلسطين رايات شبابها: "الشعب يريد إنهاء الانقسام، الشعب يريد إنهاء الاحتلال" ... منذ بداية العشرية الأخيرة والأرض الفلسطينية تنز دماً زكياً، والجدار العنصري والطرق الالتفافية تنز دماً زكياً، في كل لحظة شريان فلسطيني ينفجر بأنياب الجرافات الصهيونية. ومع كل شمس تَبزغ ترتكب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة. والنظام العربي الرسمي التقليدي الذي تتفكك قشرته الغليظة اليوم؛ رغم تكريس قوته القهرية تحت قمع الدولة والثروة والفساد والمصالح القطبية المهيمنة، ونحو بداية عصر المجتمعات الحرة والدول المدنية الدستورية، دول المساواة في المواطنة والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فالنظام القديم التقليدي الاستبدادي خارج تقاويم الشعوب في التاريخ، فالنظام الرسمي هو ذاته نتاج الوجه البشع للخضوع لإملاءات هيمنة النظام الدولي، وهو وحده المسؤول عن نتاج ظواهر هذه الدول، التي تعيش أزمة هويتها ووجودها، حين تستمد "شرعيتها" من تبعيتها والتصاقها لإملاءاته، وبتغافله عن جرائمها وفسادها وسياساتها، في هيمنة أبوية طاردة لأي وجود تمثيلي للشعوب، وفي فجور الحاكميات واستهتارها ... في نموذج الثورة المصرية والثورة التونسية، وانتفاضات الشعوب العربية على مساحة العالم العربي. اليوم من رفح إلى جنين، من الجليل إلى الخليل، من أم الفحم إلى النقب الصامد، من قرية عورتا إلى مواجهات حاجز قلنديا، من بورين وعراق بورين، ونعلين وبعلين والمعصرة، وقلقيلية وجنين ونابلس وجبل النار والخضيرة، إلى القدس؛ القدس جوهر القضية الفلسطينية وجوهرتها، ربيع الكون ومدينة السلام وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ تدور رحى الاستماتة في تهويدها بالجزء الشرقي المحتل عام 1967، يستعجل الصهاينة قطف دمها، ورغم حلكة الغبار والرماد الصهيوني، يبقى ربيع فلسطين خالدٌ في يوم الأرض ... ما أكثره وما أشدّ اخضراره في الوحدة الوطنية، وما أفدح وأمرّ حصاد انقساماته، القدس في عمقها العربي والعالمي ... ينبغي إنقاذها من براثن التهويد واجتثاث الاستعمار الاستيطاني من جذوره. لم يعد يكفي فلسطينياً وعربياً الرهان على انقسامات خاسرة، لم يعد يكفي عربياً الرهانات الخاسرة، البيانات التي لا تترجم إلى اللغة الإنكليزية بحكم تمرّسات البلاغة والبلاهة الحنجرية ومراوغاتها وأوهامها العربية، التي لم تعد تقنع نفسها في الأوطان "السجون الكبيرة"، حتى في لجان الصياغة في جامعتها العربية ونقول لهم: إن النظام العربي لن يصل إلى برّ الأمان طالما يتراخى عن عمقه، والمطلوب إقران الأقوال بالأفعال ... إن الانتهاكات الصهيونية الصريحة قد أخذت اليوم تطال الحياة اليومية الفلسطينية بكامل تفاصيلها ... بما يستدعي: • العمل تحت الشعار المجيد: "الشعب يريد إنهاء الانقسام ... الشعب يريد إنهاء الاحتلال"، في كامل العناوين التي تقدمت بها مبادرة الجبهة الديمقراطية؛ الإستراتيجية الوطنية البديل لإنهاء الانقسام، والإستراتيجية الوطنية البديلة للعمل الوطني، وضمان الحريات العامة ودمقرطة المجتمع ومؤسسات السلطة ومنظمة التحرير بانتخابات التمثيل النسبي الشامل طريق تعزيز صمود المجتمع الفلسطيني، في الداخل والشتات وكامل أماكن تواجده في المهاجر، ومن أجل حق اللاجئين في العودة، ودعم صمودهم وتعزيز دور الجاليات الفلسطينية في العملية الوطنية، إن هذا يملي علينا جميعاً من أجل إنهاء الانقسام؛ أن نتوجه بالتحية من حركة الشباب الفلسطيني ومن تحركات مختلف القطاعات الفلسطينية، وإذ نقدر مبادرات جميع القوى وفي مقدمها الجبهة الديمقراطية الهادفة جميعها إلى إنهاء الانقسام. إن إنهاء الانقسام هو قضية فلسطينية مصيرية، والإنهاء لا يقوم على خلفية سلطوية وتسووية ومحاصصات لأن نتائجها كارثية في ملهاتها ومأساتها، مرادفها توسيع الاستيطان والتهويد والإمعان الصهيوني في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب المنظمة، ومزيد من الاقتلاع والترانسفير المنظم ... • إستراتيجية جديدة للعمل الوطني؛ حيث أن أية مراجعة نقدية لمسيرتنا النضالية يجب أن تفضي إلى صوغ إستراتيجية جديدة تكفل التناغم بين اتجاه العمل السياسي وبين العمل المقاوم الهادف إلى رفع كلفة استمرار الاحتلال، وهذا يعني: تصعيد المقاومة الوطنية والشعبية ضد الجدار والاستيطان والاحتلال وتوسيع دائرتها، حتى تتحول إلى انتفاض شعبية شاملة، ونحن ندرك أن هذا الخيار ليس مجرد شعار بل هو يتطلب توفير مقومات ضرورية في مقدمتها إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتأمين متطلبات الصمود للمجتمع الاقتصادية الاجتماعية ... الالتزام برفض استئناف المفاوضات ما لم تلتزم إسرائيل بالوقف التام للنشاطات الاستيطانية، بما يعني العودة إلى حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وضمان حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفق القرار 194. تصعيد التحرك السياسي الفلسطيني على المستوى الدولي، عبر التوجه للأمم المتحدة، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الاستيطان، ومواصلة حشد التأييد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 بعاصمتها القدس، وصولاً إلى اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، والسعي لحمل المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، وتشجيع الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل على مختلف المستويات، وتكثيف العمل من أجل إنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر كافة. نحيي شعبنا الباسل في معاني الدفاع عن الأرض وردع الغزاة، لنوحد الجهود الوطنية كلها من أجل دحر الاحتلال، من أجل العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس، من أجل التنوع والتعدد والتكامل الديمقراطي في المشروع الوطني، وعلى مبدأ الحوار الديمقراطي بالكامل والاحتكام للشعب ... كما نحيي كافة القوى العالمية المعادية للعنصرية الصهيونية، أحرار عالم اليوم كافة، وضميره وأصالته؛ بالاستمرار في فضح الجرائم العنصرية الصهيونية دون تراخٍ. نحيي شهداء يوم الأرض الخالد، دفاعاً عن الأرض والوطن الإعلام المركزي