لا تسألوا كم أزال الوالي من شجرة، بل اسألوا كم غرس؟ ●أقترح خلق مجلس استشاري يكون بمثابة لوبي يدافع عن مصالح المدينة والجهة ويجلب الاستثمار. ●لو كنت مكان محمد الحمامي لقدمت استقالتي من مهامي فورا. تقديم: السيد امبارك اشنيور واحد من الشباب المغربي الطموح، هاجر إلى أوروبا قصد الدراسة والتكوين.. وهناك استطاع، بجديته ومثابرته، أن يتحدى العوائق والصعاب، وأن يندمج في المجتمع الفرنسي، ويحقق النجاح ... وتمكن، من خلال نشاطه الجمعوي والتجاري، أن يقدم لبلاده، ولشباب وطنه، في فرنسا، خاصة في شمالها خدمات جليلة ... غير أن نجاحه هذا أثار عليه نقمة بعض الرسميين المغاربة هناك، الذين اجتهدوا في إقصائه ومحاربته، وعلى رأسهم القنصل المغربي في ليل،.. مما دفعه إلى العودة إلى أرض الوطن حيث سيباشر عملية إعادة اندماجه وسط أسرته ومجتمعه، ويبدأ في نشاطه الجمعوي كرئيس مؤسس لجمعية "أحب ميديترانيا السعيدية، وممارسة مهامه كرجل أعمال... في هذا الحوار الذي ننشره على حلقتين يستعيد السيد امبارك اشنيور تجربته في الغربة ... وظروف عودته إلى وجدة، ويتحدث عن مشاريعه واستثماراته في وجدة والسعيدية، وعن واقع الاستثمار في الجهة الشرقية، ورؤيته إلى مستقبلها. ■ النهضة: بعد عودتك إلى المغرب اخترت مراكش، ولم تعد مباشرة إلى وجدة، لماذا؟ ♦ السيد اشنيور: كما قلت ذلك سابقا، لقد عدت إلى المغرب، وعملت مستشارا لدى بعض الشركات الفرنسية المختصة في مجال العقار... ولقد ذهبت إلى مراكش لأنه كان لديها حضور في الخارج، وكانت إمكانياتها وتحفيزات الاستثمار فيها معروفة لدينا هناك، خاصة وأنه كان على رأسها الوالي حصاد المشهود له بكفاءته وانفتاحه على المستثمرين وعالم الاستثمار... ■ النهضة: ولماذا تركت مراكش وعدت للاستثمار والاستقرار في وجدة؟ ♦ السيد اشنيور: في الحقيقة لقد زرت وجدة، بالموازاة مع إحدى زيارات جلالة الملك إلى مدينة وجدة، ولقد سررت بمعرفتي أن وجدة تتغير، وأن الجهة الشرقية أصبحت كلها ورشا كبيرا مفتوحا، وأن القيمين على شؤون الاستثمار فيها يبذلون جهودا حثيثة للنهوض بها... في وجدة التقيت بالسيد فريد شوراق، مدير المركز الجهوي للاستثمار، وكنت على سابق معرفة به، إذ كنت كثيرا ما ألتقي به، خلال زياراته إلى فرنسا، وكنا نتداول في أمور الاستثمار، ولا أخفيك سرا إذا قلت لك أنه كثيرا ما كان يمدني بتوجيهات قيمة في هذا المجال... نعم حدث بيني وبين السيد شوراق نوع من سوء التفاهم، وهو ناتج عن القيل والقال، وفي الآونة الأخيرة ، استطعنا بعد نقاش ودي إلى تجاوز بعض الخلافات المصطنعة، وقال لي مازحا:" "لدغتني فلدغتك، وانتهى الأمر". وعن طريق السيد فريد شوراق عرفت أنه ليست مراكش، التي تحظى بدورها بوال في المستوى، بل كذلك الجهة الشرقية، التي يوجد على رأسها الوالي السيد محمد إبراهيمي، وهو إطار كفء ومتمكن، وعلى مستوى عال من التكوين، وذو نظرة استراتيجية ثاقبة، ويتوفر على مشروع تنموي يستند في أسسه على المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي جاء بها الخطاب الملكي ل18 مارس 2003، في وجدة، والهادفة إلى جعل الجهة قطبا اقتصاديا فاعلا، وطنيا، مغاربيا ومتوسطيا... وفي هذا الصدد فإني أتعجب كثيرا من النقد المجاني الذي يتلقاه السيد الوالي، من لدن البعض، خاصة وأنه نقد يندرج في خانة النقد من أجل النقد، وفي باب المعارضة من أجل المعارضة، وخالف تعرف... أنا لست ضد النقد .. نحن في حاجة إلى النقد البناء الذي يهدف إلى التقويم والإصلاح عبر طرح البدائل الممكنة... لقد لمست شخصيا وجود إرادة قوية لدى السيد الوالي من أجل النهوض بمدينة وجدة، وعموم الجهة الشرقية، ومن أجل إخراجها من واقع التأخر والتهميش، والارتقاء بها إلى مصاف المدن المغربية الكبرى، لذا أعتقد أنه من واجبنا، كوجديين، دعم هذا التوجه ومد يد المؤازرة له في مساعيه الرامية إلى خدمة المدينة والساكنة، وهذا الذي أقوله ليس رياء ولا نفاقا، ولا تزلفا أو تقربا، أو حتى تملقا، ولكنها الحقيقة التي نلمسها جميعا على أرض الواقع... أعرف أن السيد الوالي يقضي ساعات طوال في العمل، ويبقى إلى ساعة متأخرة من الليل في مكتبه... في مكتبه، في الوقت الذي لا يقضي فيه الموظفون، ساعات عملهم الرسمية داخل مكاتبهم أو في مقرات عملهم، وهنا أذكر أني كنت ذات مرة جالسا في أحد مقاهي وجدة، وتابعت عن غير قصد، أحدهم، كان على مقربة مني، وهو ينتقد السياسات الرسمية، وأداء الوالي والمسؤولين، فخلته معطلا ساخطا على الأوضاع، وسألته هل أنت معطل؟ فأجاب بأنه موظف في البلدية، فلم أتمالك نفسي إلا وأنا أقول له، إن الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، ونحن لسنا في يوم عطلة، وكان من المفروض الآن أن تكون في مكتبك، أو مقر عملك. لقد غير الوالي كل شيء في وجدة: منظرها العام، مداخلها، مساحاتها، وشوارعها العمومية... لكنه لم يفلح في تغيير العقليات المتكلسة ، ولهذا أقول لمن يعارض سياسة الوالي باسم البيئة، لا تسألوا كم أزال الوالي من شجرة، بل كم غرس؟، ثم أين كان هؤلاء عندما كانت وجدة مهمشة وقفراء، وشوارعها محفرة ومغبرة؟.. ■ النهضة: ما هي أولى مشاريعك في وجدة؟ ♦ السيد اشنيور: بعدما لاحظت أن الجهة الشرقية أصبحت عبارة عن ورش كبير مفتوح، فكرت في أن أنخرط،بدوري،وانطلاقا من الإمكانيات المتوفرة في عملية تأهيل الجهة الشرقية وتنميتها مستحضرا تجربتي وخبرتي السابقة، وبادرت إلى تأسيس شركة بناء "New Med Constructions" ، وخلال مرحلة التأسيس وجدت كل التفهم والمساندة من المشرفين على شؤون الاستثمار في الجهة، ولم يبخل علي السيد فريد شوراق، مدير المركز الجهوي للاستثمار، في وجدة، بتوجيهاته وإرشاداته، وحتى تشجيعاته. وبعدها التجأت إلى الاستثمار في المجال السياحي، وفي السعيدية بدأت نشاطي في لامارينا ميديترانيا السعيدية. ■ النهضة: لقد اخترت الاستثمار في القطاع السياحي، وفي لامارينا ميديترانيا السعيدية، كيف تنظرون إلى الدعوات المتنامية الرافضة لهذا المشروع من منطلقات بيئية وإيكولوجية؟. ♦ السيد اشنيور:المحطة السياحية للسعيدية هي مشروع كبير وكبير جدا، وأنا متأكد من انه سيخلق تحولات سوسيو اقتصادية في المنطقة، وسيعطي الثمار المرجوة منه، خاصة وأنه مشروع نموذجي على المتوسط، ومن شأنه أن يستقطب سياح أجانب: فرنسيون، إسبان، إيطاليون...، وعرب مغاربيون وخليجيون... ولهذا أقول لمن يعترض على وجود هذه المحطة في السعيدية، خاصة بعض البيئيين أيهما أفضل خلق أزيد من 50 ألف منصب شغل، أم الحفاظ على بضعة طيور؟ فأيهما أولى البشر أم الطيور... ثم إن المشروع ككل لم يهدد البيئة، ولم يمس محمية الطيور، فهذا المشروع سيعطي دفعة قوية لاقتصاد الجهة بأبعاده، الوطنية، المغاربية والمتوسطية، وهو مشروع رائد على المستوى المتوسطي، ودفاعا عن المحطة السياحية للسعيدية، التي تنشط عدة جمعيات وشخصيات في معارضتها، وضمنهم السيدة عليمة بومدين النائبة في البرلمان الأوربي التي سأراسلها في الموضوع، وأسالها كيف أنها تعارض مشروعا استثماريا ضخما، في جهة تعاني من الهشاشة والفقر والبطالة، فهل ترغب السيدة عليمة أن تظل الجهة مصدرا لقوارب الموت؟ كما أني سأكاتب، في الموضوع نفسه، السيدة: Polette Despierre la Doyen de l Amitiee France Maroc au Saint du Senat FranÇais. ثم علينا أن نعلم أن كل الشواطئ في بلدان أوروبا ، كإسبانيا وفرنسا، مسورة بجدران إسمنتية، وتوجد بها منتجعات ونواد، إقامات ومشاريع سياحية، وحتى السيدة بريجيت باردو، المعروفة بدفاعها المستميت عن حقوق الحيوان، والبيئة يوجد منزلها على ساحلSaint Tropez، في فرنسا، أين يقيم العديد من أثرياء فرنسا، إذن لماذا لا تحارب مثل هذه المشاريع في البلدان التي تعلمنا الحفاظ على البيئة؟ ■ النهضة: على ذكر الاستثمار، كيف ترى واقع الاستثمار في الجهة الشرقية؟ ♦ السيد اشنيور: في الواقع لا أخفيك شيئا إذا قلت أن الأمور لم تعد كما كانت، في السابق، وأن مجهودات كبرى بذلت من أجل تيسير مساطر الاستثمار وتحفيز المستثمرين واستقطابهم...ولكن لا تزال هناك انتظارات وعوائق.. ولابد من بذل مجهودات إضافية، سواء على مستوى البنى التحتية أو القوانين والمساطر الإدارية... ولكن المهم هو أن قطار التنمية وضع، هذه المرة، على السكة السليمة، بقيادة كفأة ومتمكنة... والتغيير لا يمكن أن يأتي دفعة واحدة بل عن طريق التراكم والتدرج. ومن أجل النهوض بوجدة والجهة الشرقية أقترح إنشاء مجلس استشاري جهوي (أو مجموعةGroupe) يتألف من مسؤولين، رجال أعمال، مثقفين، رياضيين، رجال إعلام وباحثين، يهتم بجميع ما يهم المدينة وتطويرها وتنميتها، يقترح المشاريع وينجز الدراسات والأبحاث... وبصفة إجمالية يكون بمثابة جماعة ضغط (لوبي) لمصلحة المدينة. ■ النهضة: هل تقترح أسماء معينة لشغل هذا المجلس؟ ♦ السيد اشنيور: في الواقع يصعب اقتراح بعض الأسماء، ورغم ذلك سأعطي فقط بضعة أسماء ممن أتذكر الآن: أولا أقترح السيد الوالي لأهميته كعنصر فاعل ولنظرته الثاقبة، السيد حجيرة لجرأته وكفاءته، سليمة فراجي لمسارها إلى الأمام ودون توقف، كمال السميري ، نظرا لاطلاعه وتفتحه، فريد شوراق لفصاحته وخبرته في مجال الاستثمار، صباح الطيبي لنزاهتها وعملها الجاد، بوشتى لتكوينه واجتهاده في عمله، بيوي لحسن استغلاله الفرص، وهوار لطيبوبته وحسن تدبيره، علي بلحاج لحنكته وعلاقاته الداخلية والخارجية..يوسف الزاكي لتجربته ودقته في تدبير عمله في المجال الفندقي،أحمد كرفاتي..وبوشطاط "رحال الجهة الشرقية، وأعتذر مسبقا إن نسيت ذكر بعض الأسماء الوازنة.... ■ النهضة: أسستم جمعية"أحب ميديترانيا السعيدية" لأية أغراض وما هي أهدافها؟ ♦ السيد اشنيور: لقد كان الهدف الأساس من إنشاء جمعية "أحب ميديترانيا السعيدية"، هو جمع كلمة المهنيين من أصحاب مطاعم "لامارينا ميديترانيا السعيدية، وإيجاد ناطق واحد وممثل لمصالحهم، وقادر على إسماع صوتهم ورأيهم إلى جميع المعنيين، وتهدف الجمعية حسب قانونها الأساسي إلى: ترقية وتطوير جميع الأعمال الهادفة إلى تنمية لامارينا ومدينة ميديترانيا السعيدية والجهة الشرقية، والمساهمة في جميع الأنشطة والفعاليات الرامية إلى النهوض بها، في جميع الميادين. كما أن الجمعية، وبمبادرة من رئيسها، بصدد إيجاد ممثلين لها، من أبناء الجهة، في باقي جهات المغرب، وعبر أنحاء العالم، يكونون بمثابة سفراء، مستشارين ومبعوثين للجهة الشرقية، في أماكن تواجدهم، بهدف خلق تواصل بينهم وبين جهتهم، وحشد طاقاتهم وشحذها، واستقطابهم إلى المساهمة في تنمية جهتهم وتقدمها. ■ النهضة: كيف تتوقع مستقبل الجهة في ظل التحولات العميقة، التي تشهدها في الوقت الراهن؟ ♦ السيد اشنيور: لقد حولت المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، والعمل الكبير الذي قام به السيد الوالي، من أجل ترجمة المبادرة الملكية، إلى حيز الواقع، إلى ورش تنموي مفتوح وكبير... ومما لا شك فيه أن هذه المشاريع المنجزة والتي هي في طور الإنجاز ستغير الكثير من وجه الجهة. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار المؤهلات الطبيعية والتنوع الطبيعي والإيكولوجي للجهة، سيتبين لنا المستقبل الزاهر الذي ينتظر الجهة. ■ النهضة: هل لازلت على علاقة بعالم الرياضة، خاصة رياضة الجودو؟ ♦ السيد اشنيور: نعم " من شب على شيء شاب عليه" فلا أزال أمثل الجامعة الملكية للجودو في أوروبا، كما أن لعبتي المفضلة منذ 10 سنوات هي الكولف، ومع تواجدنا في السعيدية، وتواجد ملاعب للكولف، شيدت في إطار مشرع محطة ميديترانيا السياحية، فإننا نفكر في إقامة مباريات ودوريات وطنية ودولية، في رياضة الكولف في هذا المصطاف المغربي الأصيل. ■ النهضة: ما هو رايك في المستوى العام للرياضة في الجهة الشرقية؟ ♦ السيد اشنيور: رغم إنشاء بعض البنيات الرياضية التحتية، في المدينة والجهة، فإن الرياضة في الجهة الشرقية تقهقرت وتراجعت سواء على مستوى الأداء، أو على المستوى التقني أو النتائج .. وذلك راجع إلى أسباب عديدة يمكن إجمالها في أن أنديتنا وجمعياتنا الرياضية تدار وتسير بأساليب وطرق قديمة، ولازالت الديمقراطية الداخلية مغيبة داخل أجهزة التسيير، فضلا عن العشوائية والارتجالية والمزاجية في التسيير والتدبير، وهذا كله ينعكس سلبا على الأداء العام للرياضيين الذين يمارسون في شروط غير مناسبة بتاتا، وفي ظل أوضاع مادية مزرية، في الوقت الذي تتجاوز فيه ميزانية بعض الأندية الأوروبية ميزانية بعض الدول الإفريقية... ويتقاضى لاعبون أجورا تفوق أجور بعض الوزراء ورؤساء الدول. ■ النهضة: وماذا تقول عن الوضعية التي يوجد فيها، حاليا، فريق المولودية الوجدية، فرع كرة القدم؟ ♦ السيد اشنيور:إنه لمن المؤسف أن نجد فريقا عتيدا، بأمجاد وتاريخ حافل بالألقاب، مثل المولودية، في وضعية كهذه التي يوجد عليها، في أسفل ترتيب بطولة القسم الوطني الثاني... وأنا هنا لا أقول أن كرة القدم، في وجدة، والجهة الشرقية غير قادرة على إنجاب لاعبين من عيار ثقيل، أمثال الفيلالي، السميري، جويط، مرزاق، الطاهري وغيرهم كثير... ولكن لأن الفريق يعاني من أزمة بنيوية عميقة تعود إلى أشكال التسيير وطرق تدبير الموارد البشرية والمالية.. وبصفة عامة إلى العقلية المسيرة، والتي تنساق وراء "القيل والقال"، وتمارس الإقصاء والتهميش، وتغليب المصالح الأنانية والفئوية على المصلحة العامة..ولهذا أقول أنه مادامت أحوال المولودية على ما هي عليه فلن يفلح أي مدرب، مهما كانت خبرته وحنكته، من إخراج المولودية من وضعيتها، فالأمر يحتاج إلى تغيير جذري في العقليات المتحجرة، وأساليب وطرق العمل العتيقة، ويستلزم التواصل والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي... ولو كنت مكان الرئيس الحمامي لقدمت استقالتي... إن أزمة المولودية أكبر من أن تكون أزمة رئيس ومدرب، أو جمهور، المسألة أكبر بكثير، فهل يتحمل القيمون على شؤون المولودية المسؤولية، ويكشفون بكل جرأة عن الواقع المر للمولودية، ويدعون إلى مراجعة الذات، ويعملون على بناء فريق بعقلية حديثة ، ووفق استراتيجية محكمة وواضحة، وبرنامج علمي وعملي قابل للتطبيق. لقد عشت في فرنسا قريبا من فريقي"ليل" و"لانسLens "، ورأيت مدى التشجيع الذي يحظى به هذه الفرق، من قبل ساكنة المدينة، حتى أن أغلبية سكان لانس منخرطون في نادي لانس لكرة القدم، حتى ولم يكونوا كلهم يدخلون إلى الملعب، علاوة على الشركات وتنافسها في هذا المجال، وداخل الملعب نلاحظ لافتات باسم المحبين، ونجد للشركات داخل الملعب أماكن Loge، تعرض فيها منتوجات الشركات. في فرنسا تكون المباراة مناسبة للتعارف بين رجال الأعمال، وفرصة لاستكشاف آفاق الاستثمار.. أما عندنا فالجمهور شبه غائب عن الميادين، ولا وجود لشركات تهتم بالرياضة، وتستثمر فيها.. والأندية فقيرة لا تجد حتى ما تسدد به منح اللاعبين، أو ثمن تنقلهم خارج الميدان. في أوروبا الفرق عبارة عن شركات ضخمة، برساميل طائلة، ولديها استثمارات في العقار، وإنتاج المعدات الرياضية وغيرها .. أما عندنا فلا زالت الهواية والارتجال هما الطاغيان... ولا أمل في التقدم على هذا الصعيد دون القطع مع كل هذا ونهج طرق وأساليب ديمقراطية، حديثة، في التسيير والتدبير والتواصل... ■ النهضة: لقد تحدثنا في أمور الاقتصاد والرياضة... فما تقول لنا عن المجاس المنتخبة (خاصة المجلس البلدي، ومجلس الجهة الشرقية)، التي لا يخفى دورها على أحد في العملية التنموية. ♦ السيد اشنيور: في الحقيقة فإنه من السابق لأوانه الحكم على أداء المجلس البلدي الحالي نظرا لحداثة تشكيله، وكل ما يمكن قوله أن السيد عمر حجيرة إنسان مناضل، من عائلة مناضلة، ومشهود له بثقافته وتكوينه وتجربته السياسية، وحبه الكبير للجهة الشرقية، وهو صديق طفولتي، ودرست وإياه خلال المرحلة الثانوية، وأعرف أنه كي، وجدث ومثابر، وهو إنسان عملي.. وأتمنى أن يجد كامل الدعم والمساندة من طرف ساكنة وجدة، حتى يتمكن من إنجاز برنامجه الطموح، الرامية إلى النهوض بوجدة.. والشيء ذاته يمكن أن يقال عن مجلس الجهة الذي لا يزال في بداية انطلاقته، بعد الانتخابات الأخيرة، في ما يخص رئيس هذا المجلس فلم أتعرف عليه إلا أخير، وجلك خلال الزيارة الأخيرة للسيد فؤاد عالي الهمة إلى وجدة، وأتمنى أن يوفق في مهامه، وينفتح على فعاليات المدينة، بغية تكاثف جهود الجميع من أجل تنمية الجهة وتقدمها. ■ النهضة: هل أنت نادم على العودة والاستقرار والاستثمار فيها؟ ♦ السيد اشنيور: لا لست نادما، خاصة مع وجود إرادة ملكية سامية ، يسهر على بلورتها وإخراجها إلى حيز الوجود مسؤول في المستوى كالسيد محمد إبراهيمي، والي الجهة الشرقية، عامل عمالة وجدة أنكاد... وإن كنت قد صدمت بعدم تغيير عقلية النخبة فيها، إذ رغم سقوط جدار برلين وسقوط إيديولوجيات وثقافات، وحتى إمبراطوريات..فلا زالت نخبتنا، في وجدة، تستهلك جل أوقاتها في المقاهي، والنميمة، والنقد ولاشيء سوى النقد الهدام، والاجتهاد في خلق النقائص والثغرات...دون البحث عن البدائل الموضوعية والممكنة ■ النهضة: هل من كلمة أخيرة؟ ♦ السيد اشنيور: أشكر كل من يعمل لفائدة المصلحة العامة ويسعى إلى خير المدينة والجهة الشرفية، وكل المغرب، كما أشكر جريدة النهضة على إتاحتها لنا هذه الفرصة للتعبير عن أفكارنا.. وأستغل الفرصة لأوجه ندائي إلى كل المسؤولين، خاصة في إقليمبركان، من أجل دعم حافلات فوغال لنقل المستخدمين، حتى تعيد تشغيل خط الحافلات التي كانت تستغله، والرابطة بين السعيدية المدينة ولامارينا ميديتيرانيا.