كلما حل فصل الشتاء، وقصر النهار وطال الليل إلا وكثرت عمليات السرقات، سواء تلك المتعلقة بالسطو على المنازل بسبب برروة الجو وانكماش الناس في بيوتهم، أو السرقات بالنشل واعتراض سبيل المارة وسلبهم ما في حوزتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض. لكن لماذا يستمر المجرمون حاملوا السيوف والسكاكين في سرقاتهم وترويع الأشخاص دون خوف من الشرطة ... حسب استقراء للآراء قام به عدة مهتمين بحالات العتداءات المدعومة بإشهار السلاح الأبيض، تبين أن جل اللصوص والسراق والمجرمين يدركون جيدا أن الناس يخشون حاملي السكين الذي يعتبرونه منحرفا وغير عادي، ولا يتوانى في إلحاق الضرر بضحيته في حالة رفضها الامتثال لطلبه ... أو في حالة محاصرته للافلات من السجن. لكن : ما يخشاه الضحايا هو أن كل لص إلا ويكون مرفوقا بلص آخر يراقب الشرطة، كما أنه يتدخل لتسهيل هروب صاحبه في حالة كشفه ومحاصرته، وهنا مكمن الخطر،لأن هذا المراقب هو الذي غالبا ما يسدد الضربات المفاجئة لأي شخص يتدخل لنجدة الضحية، أو لمحاصرته صاحبه. أشخاص آخرون صرحوا أنهم يخافون التدخل ليس خوفا من اللص ومن معه، لأنهم قادرون عليهم، لكن المشكل يكمن في المساءلة من طرف الشرطة والقضاء في حالة إلحاق ضرر أو جرح باللص، فيتحول المجرم إلى ضحية والمنقذ إلى متهم. وهنا يكمن التناقض في القانون الذي يعاقب أي شخص لم يقدم المساعدة لشخص آخر يكون في حالة خطر. أما القناعة التي ما زالت تسري في عقول اللصوص هو أن الشرطة ما زال لم يسمح لها بإطلاق النار أو أن " الكابوس خاوي " رغم أننا سمعنا ورأينا حالات لرجال البوليس استعملوا فيها المسدس لأيقاف مجرم مطلوب للعدالة، وهو ما استحسنه المواطنون . فإذا كان السكين يزهق الروح، ويتسبب في العاهات المستديمة ، فعلى رجال البوليس استعمال الرصاص بكثافة ضد حملة السيوف والسكاكين ، أو على الدولة تسهيل عمليات اقتناء السلاح الناري للأشخاص للدفاع عن أنفسهم. لأن نظرية تحريك الكيس المملوء بالفيئران باستمرار لينقض كل ما في الكيس على قضم الآخر لم تعد صالحة، لأنه قد يتمزق الكيس ويخرج ما فيه إلى الشارع.