دخلت الأزمة السياسية في اليمن منعطفا جديدا مع عرض الرئيس علي عبد الله صالح تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة، وهو ما رفضته الأخيرة مؤكدة التزامها بمطلب الشعب الداعي إلى إسقاط النظام.وقال موفد الجزيرة إلى صنعاء أحمد زيدان إن إعلان صالح أتى خلال لقاء مع علماء الدين في اليمن الذين يلعبون دور الإطفائي في الأزمة الجارية حاليا، مضيفا أن العرض تضمن تشكيل حكومة وحدة بواقع ممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم ومثلهما للمعارضة وخامس يعينه العلماء إضافة إلى إحالة الفاسدين والمفسدين إلى القضاء. غير أن ائتلاف المعارضة -الذي يضم سبعة أحزاب منها إسلامي واشتراكي- رفض هذه الدعوة حسب ما جاء على لسان المتحدث باسمه محمد صبري. وقال صبري إن المعارضة قررت الالتزام بمطلب الشعب بسقوط النظام مضيفا أنه لا تراجع في ذلك. وأضاف أن المعارضة ملتزمة بمطالب الأمة اليمنية بالخلاص من حكم صالح الذي جثم على صدور اليمنيين لثلاثة عقود متتالية. يوم الغضب وذكر موفد الجزيرة أن المعارضة تعتقد أن الأزمة تجاوزت مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية وأن اقتراح الرئيس يراد منه إحباط مشاركة المعارضة في يوم الغضب المقرر غدا أمام جامعة صنعاء حيث تتركز منذ أيام أنشطة الشبان الداعين لإسقاط النظام. ويشهد اليمن -الذي يحكمه صالح منذ 32 عاما- احتجاجات يومية منذ أسابيع في عدة مدن بتأثير نجاح الثورتين في تونس ومصر في إسقاط نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك. ورأى المحلل اليمني عبد الباري طاهر أن مشاركة المعارضة في يوم الاحتجاج المقرر غدا من شأنه أن يحسم مصير النظام. وكانت احتجاجات ضد نظام صالح قد نظمت أمس في عدة مدن بينها العاصمة صنعاء وتعز وعدن والمعلا حيث أصيب 18 شخصا في صدامات بين قوى الأمن والمحتجين حسب ما أفادت مصادر أمنية يمنية. وذكر المصدر -مشترطا عدم الإفصاح عن هويته- أن صالح أمر بنشر وحدات عسكرية مدعومة بالدبابات في عدن لمساعدة قوى الأمن في التصدي للمحتجين. وكان صالح قد أبدى تشددا السبت الماضي في موقفه بعد أن كان قد دعا في وقت سابق المحتجين للحوار متعهدا بأن القوى الأمنية لن تستخدم القوة في التصدي لهم. وقال خلال لقاء مع قادة الجيش إن القوات المسلحة لن تترد في حماية أمن الشعب اليمني ووحدته والدفاع عن الحرية والديمقراطية. وقال "إننا سنقاتل حتى آخر قطرة من دمنا".