تظاهر مئات الطلاب اليمنيين أمس الاحد امام جامعة صنعاء مطالبين باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، دون احتكاك مع أنصار النظام اذ فصلت قوات الامن بين المعسكرين. وكان المتظاهرون من المعسكرين اشتبكا يوميا بشكل عنيف على مدى الأسبوع الماضي ما اسفر عن عدة جرحى. وردد المتظاهرون أمس الاحد ايضا «الشعب يريد اسقاط النظام». ووقف حوالى مائة من أنصار النظام والحزب الحاكم على بعد مئة متر من المتظاهرين، الا ان قوات الأمن شكلت حزاما أمنيا فاصلا بين الطرفين. وهاجم انصار النظام في الايام الماضية المتظاهرين مستخدمين العصي والهراوات والحجارة، وحتى السلاح احيانا بحسب متظاهرين. وتحولت جامعة صنعاء الى معقل الحركة المطالبة باسقاط النظام في اليمن ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. قالت عائلة حسن باعوم زعيم الحركة الجنوبية الانفصالية في اليمن ان مجموعة مسلحة تابعة للجيش اليمني ألقت القبض على باعوم في مدينة عدن الجنوبية اليوم الاحد ونقل الى جهة غير معلومة. وأضاف ابنه الأصغر فادي حسن باعوم لرويترز انه تم القبض على والده في مستشفى حيث كان يعالج. وقال طلاب بجامعة صنعاء إن المطالب واضحة تتركز حول ضرورة إحداث تغييرات ديمقراطية لن تتم الا برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، الذي الغى رحلة الى الولاياتالمتحدة بسبب «الظروف في المنطقة» حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ). وتجمع مئات الطلاب في حرم جامعة صنعاء هاتفين «الشعب يريد اسقاط النظام» و»بعد مبارك يا علي» و»لا فساد بعد اليوم». وقام عناصر من الشرطة بعضهم بلباس مدني، بحسب المتظاهرين، بتفريق المظاهرة مستخدمين الهراوات. كما اندلعت مواجهات بالحجارة والعصي بين المتظاهرين المعارضين للنظام، ومتظاهرين آخرين مؤدين للحزب الحاكم. واشتبك المعسكران عندما حاول المعارضون دخول ميدان التحرير. واصيب عدة اشخاص بجروح طفيفة في الاشتباكات. وكان الرئيس اليمني قد الغى زيارة كان مقررا ان يقوم بها في اواخر فبراير الى الولاياتالمتحدة، وسط استمرار المظاهرات المناوئة له. وقال مسؤول في رئاسة الجمهورية لوكالة أنباء (سبأ) الرسمية، ان «رئيس الجمهورية قرر تأجيل زيارته، التي كان مقررا أن يقوم بها الى الولاياتالمتحدة اواخر فبراير الجاري، تلبية للدعوة الموجهة اليه من الرئيس الاميركي باراك اوباما». واضاف ان الزيارة ارجئت «نتيجة للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة». من جهة اخرى، رحب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن مع الأحزاب المتحالفة معه بقبول المعارضة البرلمانية استئناف الحوار. واكدت هذه الأحزاب في بيان بعد اجتماع ترأسه صالح انها «ترحب بقبول (اللقاء) المشترك (المعارضة البرلمانية) بما ورد في مبادرة» الرئيس اليمني، حول استئناف الحوار وتجميد التعديلات الدستورية وتأجيل الانتخابات. واكدت احزاب التحالف الوطني الديمقراطي اي الحزب الحاكم والاحزاب الحليفة له، ضرورة «سرعة التئام لجنة الاربعة (اللجنة المصغرة للحوار) قبل نهاية هذا الاسبوع لمواصلة عملية الحوار على قاعدة اتفاق 23 فبراير 2009 ومحضر 17 يوليوز 2010، وتقديم ما تتفق عليه بآليات وجدول زمني محدد ومن دون وضع شروط مسبقة». وقالت انه يجب تنفيذ «ما يتم التوصل اليه من خلال لجنة الاربعة فورا، بما في ذلك تشكيل حكومة ائتلاف وطني تتولى الاشراف على استكمال الاجراءات الخاصة بالتعديلات الدستورية، واجراء الانتخابات النيابية في مناخات حرة ونزيهة وشفافة». وأكدت المعارضة البرلمانية الأحد، موافقتها على استئناف الحوار مع الحزب الحاكم بموجب المبادرة التي اطلقها صالح في الثاني من فبراير، وتضمنت خصوصا إلغاء التعديلات الدستورية وتأجيل الانتخابات والتعهد بعدم الترشح لولاية جديدة أو توريث الحكم. وكان صالح قد أعلن في نهاية اكتوبر الماضي وقف الحوار. ثم اقر مجلس النواب في 11 ديسمبر بغالبيته الواسعة الموالية للحزب الحاكم، تعديل قانون الانتخابات تمهيدا لإجرائها في ابريل المقبل، رغم رفض المعارضة البرلمانية التي قالت ان الخطوة تشكل انقلابا على الاتفاقات معها. وعلى خلاف ما صرح به زعماء أحزاب اللقاء المشترك (معارضة) في مؤتمر صحافي أول من أمس، قال بيان صادر عن هذه الأحزاب «إن الحديث عن العودة للحوار هو مناف لواقع الحال، لأن الحوار لم يبدأ في الأساس حتى نعود إليه، فنحن نرفض الحوار الثنائي، ودعونا إلى حوار وطني شامل لكل القوى الوطنية، ولا زلنا متمسكين بهذا المبدأ». ويرى مراقبون أن المعارضة تسعى إلى رفع سقف مطالبها، مستغلة حركة الاحتجاجات التي يشهدها الشارع اليمني ضد الحكومة اليمنية.