بعد انتصار ثورتي الشعبين التونسي والمصري والتغيير الجذري الذي أحدثتهما هاتان الثورتان في العالم العربي والعالم، بعد أن حققت ثورتا الجوع والظمأ في أيام ما عجزت عن تحقيقه أجيال طوال عقود من القمع، بعد أن قالت ثورتا الحرية والكرامة للحلم كن فكان، ينادي المثقفون في فلسطين والأردن، لما لهذين البلدين من تاريخ واحد ومصير واحد وحلم واحد، ولما لهذين البلدين من قوة لا تكون إلا بوحدتهما، وكل الحلول لأزمات الواحد والآخر لا تكون إلا بإرادة الاثنين، ينادي المثقفون في الأردن وفلسطين كل ناس البلدين على كافة أعمارهم، الشباب منهم والأقل شبابًا، وعلى كافة مهنهم، وعلى كافة تياراتهم، من أجل الخروج إلى الشوارع، وتحقيق الصرخة التي أطلقتُها عند نهاية روايتي "الشوارع" عام 1974، أي منذ سبعة وثلاثين عامًا: أخرجوا إلى الشوارع! أخرجوا إلى الشوارع! الخروج إلى الشوارع في القدس ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم والخليل... ضد أزلام أوسلو من أجل إسقاطهم والحيلولة دون ذهابهم إلى طاولة التفريط بالثوابت، وضد الاحتلال الإسرائيلي من أجل التحرر والانعتاق واسترداد كل الأراضي المحتلة دون أي تنازل عن أي شبر منها، ودون أي تهاون في إرضاء كل حقوقنا الوطنية وقد توافرت لها في زمن الثورات الخلاق كل الشروط المطلوبة. الخروج إلى الشوارع في عمان ومعان والسلط والكرك وجرش والزرقاء ومادبا... ضد أزلام البلاط بعد أن أنذرنا الملك ونصحناه وقدمنا له الحلول الملموسة لأجل الخروج من الأزمة دون أن يستجيب ولا حتى أن يتفضل بالجواب، فإن لم تكن ثورة البلاط فورًا لتكن الثورة على البلاط. الشعوب الخلاقة هي التي تصنع التاريخ ولا تصنعها الدواليب، ولقد أثبتت شعوبنا اليوم أنها قادرة على صناعة حتى المعجزات، شعوبنا اليوم تعي وتعلم وتتحرك بعد أن بدأت تتنفس هواء الحرية الذي يهب على مصر وتونس، ومن تونس ومصر على كل بلدان العرب من محيط العزة إلى خليج الكرامة، الشعوب الماردة الكاسرة للأغلال. يرجى التوقيع على هذا النداء من كافة المثقفين وأصحاب كافة المهن وكافة الظامئين للعدل والحرية أيًا كانت جنسيتهم وأحلامهم، وذلك بإرسال إيميل إلى أفنان القاسم: ramus105_(at)_yahoo.fr[/align]