كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها موقع "ويكيليكس" عبر الجريدة الأسبانية "الباييس" عن فحوى المحادثات المختلفة التى جمعت بين السفير الأمريكى بالجزائر وصحفيين بالجزائر حول فشل نظام الحكم فى الجزائر وتفشى الفساد فى البلد، حتى وصل إلى أشقاء الرئيس الجزائرى "عبد العزيز بوتفليقة" بالإضافة إلى تهديد انقسام قيادة الجيش الذى يهدد استقرار البلاد. وقال "بيرنارد باخوليه"، السفير الفرنسى فى الجزائر، لنظيره الأمريكى روبرت فورد، إن "الفساد بلغ مستوى متقدما، حيث وصل إلى داخل الجيش ووصل إلى قمة الهرم"، أى إخوة بوتفليقة المتورطين فى فضيحة فساد فى بنك "خليفة". هذه الوثائق المرسلة خلال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الجزائر للدولة نفسها، ليست فقط تنقل وجهة نظر الدبلوماسيين الأمريكيين، ولكن أيضا وجهة نظر "باجوليه" الخبير الفرنسى فى الجزائر، وهو الآن منسق المخابرات الفرنسية. وقال باجوليه إن "الجزائر ليس لديها ما يجعل جارها يحسدها على الفساد، ولكن نظامها السياسى مختلف عن المغرب، ليس فقط لأنها جمهورية، ولكن لأن السلطة تقع على كاهل رئيس الدولة فقط مما أدى إلى انقسام الجيش، وهذه الازدواجية فى السلطة تنشئ نوعا من الشلل فى استقرار البلد". وأضاف أن فى بعض الأحيان الجيش، يتآمر مع المدنيين ضد بوتفليقة نفسه. وتعتقد مصادر من الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه لابد من إعادة سيطرة بوتفليقة على الجيش الذى يؤثر بالسلب على البلد وراء الكواليس، مشيرة إلى أنه الشخصية الرئيسية لضمان السيطرة على النظام، كما أن الجنرال "توفيق ميدينى" رئيس المخابرات الجزائرية على علم بمشكلة الفساد، لافتة إلى أن الحالة الصحية لبوتفليقة ليست على ما يرام مما يؤثر بالسلب على الجزائر. وقال السفير فورد فى ديسمبر 2007 إن النظام الجزائرى يبدو "هشّاً" من أى وقت مضى، حيث أصبح يعانى من الفساد والانقسامات فى الجيش". وأعرب الفرنسى "باجوليه" عن نفس رأى فورد، مضيفا أن "الحكومة الفرنسية تشعر بالقلق، لأن الجزائر تتجه تدريجيا إلى المزيد من عدم الاستقرار، ولكن لا يوجد بديل يفوق بوتفليقة الذى سيحكم البلاد حتى 2014 .