هارتس 10/10/2010 مقال جدعون ليفي تذكروا هذا اليوم، ففي هذا اليوم تغيرت شخصية الدولة، وسيصبح اسمها: (جمهورية إسرائيل اليهودية) مثل جمهورية إيران الإسلامية. إن قانون قسم الولاء لدولة إسرائيل كدولة يهودية، الذي وافق عليه نتنياهو مدّعيا بأنه ينطبق على الراغبين الجدد الذين يرغبون في الحصول على الهوية اليهودية، ليس سوى قانون يمسنا جميعا ويؤثر على مستقبلنا، فمن اليوم وصاعدا فإن اسم الدولة سيكون: إثنوقراطية، وثيوقراطية، وعنصرية، وكل من يظن بأنه لن يتأثر بهذا القانون فهو مخطئ، وهناك أغلبية كبيرة صامتة تقبل الأمر مع إظهار الاشمئزاز منه وكأنهم يقولون: ( لا يعنينا)! إن كل من يعتقد بأن العالم سيستمر في التعامل مع إسرائيل كدولة ديمقراطية بعد هذا القانون، فهو لا يفهم، إن القانون مؤذٍ لإسرائيل، وسيثبت نتنياهو بعد إقرار القانون بأنه صورة من ليبرمان وحزب إسرائيل بيتنا، وكذلك الحال مع وزير العدل يعقوب نئمان، وبرهن وزراء حزب العمل بأنهم ليسوا سوى ممسحة. وبإقرار القانون فإن نهر التطرف والعنصرية سيدمر بقية الديمقراطية، وسنبقى مع دولة يهودية غير واضحة المعالم ، ولكنها في كل الأحوال ليست ديمقراطية . كل الذين يطالبون بإقرار القانون لا يفهمون معنى الولاء للدولة، فالكنيست في دورتها التالية ستناقش حوالي عشرين مشروع قانون ضد الديمقراطية، وقد أصدرت مجموعة حقوق المواطن لائحة سوداء بمشاريع القوانين تلك ومنها : قانون الولاء لأعضاء الكنيست، وقانون الولاء لمنتجي الأفلام، وقانون الولاء للجمعيات غير الحكومية، مع إخراج كلمة النكبة والكارثة من القاموس الفلسطيني واعتبارها خارجة عن القانون، وقانون حظر المقاطعة بكل أشكالها ، وقانون سحب الجنسية. إن ما يحدث ليس سوى رقصة مكارثية على موسيقى المشرعين الجاهلين ممن لا يفهمون الديمقراطية! إن حياتنا كلها سوف تتغير ! ليس عسيرا علينا فهم توافق الثنائي، نتنياهو وليبرمان، فهما مثل المتطرفين القوميين ممن فهموا الديمقراطية على أنها حكم الأغلبية فقط، ولم يفهموا الديموقراطية على أنها تعني أيضا منح الأقليات حقوقهم! كان يجب أن تمتلئ الساحات بالمحتجين ممن لا يرغبون في الحياة في بلد تُضطهد فيه الأقليات وتصدر فيه القوانين التي ترغمهم على أداء قسم كاذب بالولاء للدولة اليهودية. يبدو أن أحدا لا يهتم بما يجري، فمنذ عقود ونحن مشغولون بسؤال : من هو اليهودي؟ واليوم نحن نبحث فيما إذا كانت اليهودية باقية؟ وما هي؟ فهل هي دولة الشعب اليهودي؟ فهي ستكون أقرب إلى دولة يهود الدياسبورا منها إلى المواطنين العرب ! فما هي اليهودية ؟ هل هي العطلات الدينية؟ أم قوانين الكاشير؟ أم أنها دولة الحارديم المتحكمين في المؤسسات الدينية؟ ليس هناك اتفاق بين كل ثلاثة يهود على تعريف هوية الدولة، لقد علمنا التاريخ أن الشعارات الفارغة تقود إلى الهاوية. إن القانون يزيد من عزلة عرب إسرائيل وقطاعات أخرى غيرهم، فدولة كندا مثلا لا تحتاج إلى قسم الولاء لإثبات أنها دولة، ولا غيرها من الدول، ولكن إسرائيل تدفع مواطنيها لعدم الإخلاص لها، ثم تتخلص منهم في النهاية، أو لعل الغرض من القانون هو تدمير اتفاق السلام مع الفلسطينيين. ففي مؤتمر بازل الصهيوني الأول 1897 تم تأسيس الدولة اليهودية على يد هرتسل، وها هم اليوم الجاهلون يكتشفون ذلك !! ترجمة موقع أريج الثقافات يُسمح بالاقتباس بشرط ذكر مصدر الترجمة