يقول إبراهيم البنكي ''موظف، 29 عاما'' إن مستوى الحريات الدينية في البحرين ''جيد نسبياً من حيث حرية أداء الشعائر الدينية وممارستها، وارتياد دور العبادة على اختلاف الأديان والمذاهب والطوائف''. وأضاف البنكي ''يجب ألا نغفل أن وجود هذا الكم الهائل والمتنوع من دور العبادة ليس بالضرورة مؤشراً على اتساع حرية الاعتقاد فليس في ذلك ضمان لعدم ممارسة التمييز ضد معتنقي ديانة أو مذهب معينين في جوانب أخرى من الحياة اليومية، كالتعامل مع مؤسسات مجتمعية سواء كانت أهلية خاصة أو حكومية''. وتابع ''لا يخفى على أحد منا حقيقة المحاصصة بين الطائفتين الكريمتين باستثناء معتنقي ديانات أخرى بسبب تأثيرها شبه المعدوم في المعادلة على نطاق مجتمعي أوسع وأشمل وبشكل جلي يطال المناصب العليا في المؤسسات الرسمية''. وقال ''فقلعة حصينة تتمترس فيها طائفة ما هي محرمة على الطائفة الأخرى فيما تقابلها قلعة حصينة يتمترس فيها أبناء الطائفة الأخرى ويحرّمونها على الطائفة المقابلة''. وأشار البنكي إلى أن ''الشعب البحريني متسامح بطبعه، فنرى التزاوج بين أفراد من طوائف مختلفة وإن كره البعض ذلك، خصوصاً في عصرنا هذا الذي يغلب عليه الانفتاح وإن أصر البعض على غمر رأسه في رمال التخلف''. مع هذا يؤكد أن ''البحرينيين ليسوا قاطني المدينة الفاضلة كي ندعي الكمال والنبل المطلقين، لذا فكل الأنوف تزكم لرائحة الطائفية التي يتفوه بها أصحاب أجندات على اختلاف جذورهم، إلا أن هؤلاء معدودون''. واعتبر البنكي أن ''الوعي السليم والتسامح وتقبل واحترام الاختلاف مع الآخر وضمان حريته، صمام الأمان في وجه موجات تعلو بحسب حاجات أفراد وجماعات لا تخفى علينا مآربها ولا تهمها مصلحة الوطن في شيء''. ورأى البنكي أن ''السبيل نحو مجتمع متحاب، متسامح ومتجانس يتأتى بإدارة ظهورنا لهذه الشراذم التي تقتات من أجسادنا بدعوى حمايتنا من أمراض وهمية فيما يبقى همها الأول العيش والتغلغل في نسيجنا المجتمعي ولا يتأتى لها ذلك إلا بخلق الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية''. وبين البنكي أن ''أول ما يجب أن تتم معالجته وتطعيمه بدعاوى التسامح هو المناهج الدراسية كخطوة أولى بالتوازي مع محاربة منابر الشر والفتن وفتاوى التكفير ورموز الظلام''. »