انتشرت في السنوات الأخيرة العديد من محطات الإذاعة على الانترنت تديرها مجموعات متحمسة من الشبان المصريين حيث تتسم تجاربهم بشكل عام بالانتقائية وسرعة الإعداد والانطلاق والتوقف عن البث في كثير من الأحيان، وتفتقد بعض هذه الإذاعات الاحترافية والالتزام بالحد الأدنى من المعايير المهنية، يحكم هؤلاء "الشبان الإذاعيون"منطقهم الخاص ومعاييرهم الخاصة وسقف حريتهم الذي لا يعرف حدودا ولا يعترف في بعض التجارب بأي ضوابط. ويرى خبراء إعلاميون في هذه التجارب ظاهرة إيجابية تكسر احتكار الإعلام الرسمي كما تسمح بفضاء واسع من الحريات، إلا أنهم حذروا من الفهم الخاطئ للحرية والذي قد ينقلب إلى فوضى وغوغائية. http://www.ashola.com/news.php?action=view&id=10561 وحول إمكانية إنشاء مثل هذه الإذاعات يقول المهندس محمد الصيرفي المتخصص في الشبكات والبث الفضائي "يحتاج المرء في البداية إلى مكان للبث ومن الممكن أن يكون ذلك في المنزل إذا أتيحت غرفة تتسع لجهازي كومبيوتر أو أكثر، ثم خط انترنت فائق السرعه وتكلفته تختلف بحسب مقدم الخدمة وحسب الدولة. http://www.ashola.com/news.php?action=view&id=10561 وبعد ذلك يتم شراء برنامج البث الالكتروني للراديو ومن الممكن استخدام البرنامج المجاني أولا أو استخدام طريقة المواد المسجلة، ثم تأتي تكلفة حجز مساحة الموقع واختيار اسم النطاق "الدومين" وهي الآن متاحة جدا وبأثمان منخفضة جدا، ولا بأس بعد ذلك من الدعايه المتميزة بكل أشكالها في المواقع الألكترونية المختلفة لضمان مزيد من الانتشار. في "محطة مصر" ومن أشهر إذاعات الانترنت في مصر "راديو محطة مصر"، وهذه التجربة اتخذت لها شعاراً هو (عيش جو مصر) وعن نفسها قالت الإذاعة "احنا (نحن) احنا راديو محطة مصر - إذاعة مصرية من مصر لكل العرب في مصر و خارج مصر.احنا راديو على الأنترنت يمكن مش الأول بس أكيد مختلف". "أما إذاعة ضاد راديو".. فقد اختارت هذا الاسم على حد قول مؤسسها أحمد بلال تأكيدا على اعتزازها باللغة العربية، لغة الضاد، التي توحد بين كل الشباب العربي، وذلك حسب شعارها الذي يقول "لاحد يباعدنا ولا دين يفرقنا لسان الضاد يجمعنا". ويؤكد مدير الإذاعة أحمد بلال أن "ض" إذاعة شبابية منفتحة على الجميع، وتهدف في الأساس إلى تسليط الضوء على مشاكل الشباب، وتسعى للوصول لفريق عمل متكامل قادر على البث لمدة 24 ساعة في اليوم. http://www.ashola.com/news.php?action=view&id=10561 حريتنا .. و"صفارة الرقيب" ومن الأمثلة الناجحة لراديو الأنترنت أو الراديو الالكتروني في مصر راديو "حريتنا" الذي بدأ بمستوى الهواة قبل أن يصل إلى مرحلة الاحترافية، وقام بإنشاء تلك المحطة عدة شبان تدربوا فى برنامج تدريبي للإذاعه البريطانيه BBC وبعدها قاموا باستئجار شقة وخط فائق السرعه للبث، وحصلوا على الموافقات اللازمة أمنيا تحت بند شركات قطاع تكنولجيا المعلومات والاتصالات لعدم وجود تراخيص ل"الراديو الألكتروني"في العالم العربي. وهناك أيضا "راديو تيت "والذي يرجع أصحابه تسميته إلى صوت الصفارة التي تمنع الكلام غير المرغوب فيه من الظهور إذاعيا وتلفزيونيا ،ويقول أصحاب التجربة "تيت هي ما تحت صفارة الرقيب، هي لحظة الحب الخاطفة، وهي صوت الأنف الرخيم السخي المعبر عن الاعتراض العميق، وهي طرد أبيك لك من البيت، ودلال خطيبتك عليك، وطعم الذرة المشوي الذي لم يعد كما كان من قبل، وملبوسات البنات التي تتخذ منحنيات قاسية من يوم لآخر". فقط للبنات أما إذاعة "بنات وبس" فتعتبر تجربة جديدة وفريدة لكونها أول إذاعة "متخصصة" على الأنترنت في الوطن العربي تخاطب الفتيات على مختلف أعمارهم، وأطلق تلك الإذاعة 25 فتاة و5 شباب مصريين، وتعتمد على بث هموم الفتيات وقضاياهم التي تشغلهم ومحاولة معالجة هذه القضايا بزاوية اجتماعية ومن خلال رؤية "نسائية" محضة. وتقول أماني التونسي المتخصصة فى علوم الحاسب والتي جاء تأسيس هذه الإذاعة بمبادرة منها: إن مادفعها لتأسيس الإذاعة إحساسها بالظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها المرأة، مشيرة إلى أن أبرز التحديات التي تواجهها الإذاعة بخلاف عقبة التمويل الاتهام بمهاجمة الرجال". مخاوف من الفوضى من جانبه أشاد د. فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أشاد باستغلال التكنولوجيا معترفا بقوة الأنترنت كرافد جديد وكوسيلة إعلامية على الساحة سواء فى صورة مواقع صحف إلكترونية أو إذاعات أو محطات تلفزيونية تسهم فى تنمية مصر وفي هذا حرية واسعة إلا أن الإفراط فيها بلا ضوابط قد يحولها لفوضى أو غوغائية وهذا مرفوض. http://www.ashola.com/news.php?action=view&id=10561 ويؤكد عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة سامي الشريف أن: "الأنترنت قد دخل مجالات البث الإذاعي والتلفزيوني من أوسع أبوابه، ليصبح نافذة إعلامية آخذة في التوسع والانتشار، بالإضافة إلى كونه يستطيع تحديد عدد المشاهدين بدقة وبالتالي إجراء دراسات إحصائية صادقة حول البرامج الأكثر مشاهدة والأكثر تفاعلا ونوعية المشاهدين وأوقاتهم". أما د. صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فاعتبر إذاعات الأنترنت إحدى وسائل الالتقاء وتفعيل المشاركة السياسية في المجتمع.مشيرا إلى أن هذه الإذاعات "ما زالت نوعية وغير جماهيرية " تسعى إلى استغلال تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في التغلب على الحصار الإعلامي الذي تمارسه الحكومة. ومن أشهر إذاعات الأنترنت في مصر "رحاب اف ام" التى أسسها شقيق الملحن حميد الشاعري وانضم إليها حميد فيما بعد، و"إذاعة المستقبل" التي أطلقها الحزب الوطني وقبلها إذاعة الغد التي أطلقها حزب الغد ثم أغلقت، وإذاعة "مصر اليوم" التي أطلقها طارق عبد الجابر وأغلقت أيضا. كما أطلق نجم الغناء عمرو دياب إذاعة تحمل اسمه، وتعتبر تجربة راديو "صوتكم التنموي" من أكثر التجارب نجاحا بعد انطلاقه قبل أن يتوقف فجأة وكثرت المطالب الحالية بعودته. تابع ....