لقد أشبع المحللون والمعلقون والكُتاب الحدث المأساوي الذي انتهى به أسطول الحرية ، ولم يبق لنا من جديد القول ولا الكلم لكي نضيفه هنا ، ولكن ما أود ذكره في هذا السياق هو أن بوادر كسر وإنهاء الحصار قد باتت واضحة في الأفق ، وأن كسر وإنهاء الحصار آتٍ لا محالة بإذن الله ، وأن التداعيات الكثيرة لهذا السلوك البربري لدولة الاحتلال سيشكل دعامات ورافعات جديدة وقوية تصب في النهاية إلى فرض الإرادة الفلسطينية الهادفة إلى فك الحصار عن طريق تعاطف شعوب وحكومات العالم . لقد ولّى عصر قهر الشعوب وإذلالها وطمس هويتها إلى غير رجعة مهما طال الزمن ، وتبلورت معادلات شرق أوسطية جديدة لا يمكن الاستخفاف بها ولا القفز عنها أو احتوائها ، فمعادلات اليوم ليست كمعادلات الأمس ، والعالم كله تقريبا أصبح اليوم يتعاطف مع الفلسطينيين في قطاع غزة بعد حرب إسرائيل الأخيرة ، ونتيجة لقرصنتها البحرية على أسطول الحرية ، وبسبب حصار أكثر من مليون وسبعمائة ألف من الأطفال والنساء والشيوخ الذي استمر لأربع سنين حتى الآن ، حتى الرباعية الدولية نادت بضرورة فك الحصار عن غزة ، وتعمق التأثير العالمي للائتلاف من أجل الحرية التي تقوده شعوب أوروبا ، وأعلنت تركيا عن استمرار إرسال سفن كسر الحصار مرفقة بطائرات وسفن عسكرية تركية ، وأنها لن تدير ظهرها ولن تغمض عينيها للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة و ستستمر بدعمه ، واستجابت مصر للجهود المكثفة التي بذلها تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في غزة بقيادة الأخ المهذب الدكتور ياسر الوادية ؛ من أجل فتح معبر رفح البري يوم 1 – 6 – 2010م ، آملين أن يكون فتح المعبر بداية خير لسكان غزة المحاصرين ، وتحركت المؤسسات الحقوقية والإنسانية في طريقها لمحاسبة إسرائيل ليس على شاكلة تقرير غولدستون ، وطالب البرلمان الكويتي حكومته التخلي عن المبادرة العربية للسلام ، واشتدت عبارات الإدانة والشجب من عاهل الأردن الملك عبد الله بأسلوب جديد ، وسحبت بعض الدول سفرائها من دولة الاحتلال .... لم تعد ردة الفعل العالمية بشكل عام والتركية بشكل خاص زوبعة في فنجان ، ولا هبات جماهيرية عابرة سرعان ما أن يتم امتصاصها فيما بعد ، هذا ما ظهر واضحاً من خلال خطاب السيد المحترم رئيس الوزراء التركي الأخير، وما سيظهر من خلال تداعيات قريبة قادمة تشير كلها إلى معطيات ساطعة ستؤدي تفاعلاتها فيما بعد إلى فك الحصار عن غزة بإذن الله تعالى .