منذ آلاف السنين , منذ أن كانت جحافل جرارة للمسلمين , يحبو أبطالها حبوًا لرفع راية الدين, اصطفى الله خير الأمم عبر السنين , أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وأعطاهم أجمل هدية بعد أن أقسم أهلها بأغلظ الإيمان , أن يحفظوها ويصونوها بحبل الله المتين ودارت الأيام كما الطاحونة وهم يحملون الهدية ويحافظون عليها بأكمل وجه , تسيل دماؤهم المهراقة ويواجهون أعتى الأسلحة الفتاكة التي استخدمها الغاصب ليسلب الهدية من بين أيديهم . أتدرون الآن ما هي هذه الهدية انه المسجد الأقصى التي سالت من أجله الدموع على المقل , وأريقت الدماء , وانهارت البيوت , وتفتتت الأشلاء, وأزهقت الأرواح لتتطاير إلى عنان السماء و بقي حماة الهدية متشبثين بإرادتهم الفولاذية , التي لا يذيبها نيران البندقية ولا أحلك القنابل الفسفورية . فكانوا يتوافدون بجحافلهم المعقودة بنواصي الصبر والعزة . ويُسطروا تضحياتهم المتواصلة التي شكلت آنذاك الجسر المنيع, والحصن السديد في وجوه خطط المغتصبين التكتيكية . تبدلت الأجيال وليتهم ما حملوا همُ الدفاع عن الهدية , فهم جيل القيل والقال وكثرة السؤال . انه الجيل الذي يتململ كالرجل المحتضر , يتقلب حيث لا يدري إلى أين ستقذفه الأقدار . انه الجيل الذي يتصدر مركز الريادة في لطم الخدود وشق الجيوب وإطلاق الصرخات الموجعة عند نشوب الفاجعة طالبًا النجدة من الآخرين وهو متربع على كرسي العرش بكل أريحية واسترخاء. انه الجيل الذي ضيع الهدية بدلاً من أن يحرسها في صميم قلبه كالجوهرة المكنونة ذات البريق الوهاج . ولم يكتف بذلك بل تعاون مع اللصوص الأوغاد ليستنزفها بكل ما أوتي من قوة . فماذا نتوقع من جيل السوبر ستار و ستار أكاديمي . الجيل الذي لم يعد فيه الرجال رجال , ولم يتوقع أن يخرج من صلبهم إلا القليل من الأبطال . نعم وماذا نتوقع من ذوي الكرش المنفوخ , والشعر المنفوش, الذي باع أقصانا الجريح ببضع قروش . أما بالنسبة لصفوف السيدات فكان لهن ستايل خاص بهن للدفاع عن قضية الأقصى . فالمرأة الناجحة هي التي تحمل همُ الدعوة إلى الرجس والفجور والمعاصي بكل ما أتيحت لها من إمكانات نعم نجاح المرأة اليوم يقدر بعدد الشباب التي أغوتهم وألقتهم في مهاوي الردى لتحطم هممهم الشامخة وتودي بهم إلى الذل والهوان وتنسيهم مجدهم التليد الذي بني على أكتاف الأسود والغر الميامين . نعم هذا هو الجيل الذي حمل القضية. انه الجيل الذي اتحد وتكاتف يدًا بيد, مكونًا ألاف مؤلفة من الشلل والعصابات , ليتعاونوا على الإثم والعدوان ويحققوا أكبر نجاحات كللتها أيادي الغدر الفاسقة . يسابقون الأيام ويستغلون أحلك الأوقات غير مبالين بما يحملون في أعناقهم من مسؤوليات . أما السادة المسئولون وأصحاب القرار والسيادة والسلطة فكان لهم رد فعل خاص بهم ويتناسب مع فخامتهم ومراتبهم , كيف لا وهم الذين يخرجون على الشاشات وأمام الملأ ليستنكروا ويستهجنوا معربين عن غضبهم الشديد من هؤلاء اللصوص . ومن ثم يتربعون على كرسي السلطة والجاه ليتحدثون بفخر وكأنهم أّمروا بتسليم الهدية ليسلموا من بطش السارق و يتذللون له ليقاسمهم بجزء بسيط من الهدية مقابل ثمن بخس يتألف من أرواح الشهداء , وأشلاء الجرحى المبتورة , وصرخات الثكلى والأرامل واليتامى . نعم إنها بالنسبة لهم أرخص الأثمان التي يمكن أن يدفعوها مقابل الحصول على جزء من الهدية. لأنه جيل لا يصلح لحمل القضية , تكالب الغاصبين ومارسوا أبشع الانتهاكات الوحشية . وبكل جرأة يعلنوها أمام العالم بأنهم سيشنون حربًا صهيونية , لاستنزاف المسجد الأقصى وهدمه وإحلال مبانيهم وكنائسهم اليهودية . والعالم يقف واجمًاً ولا يحرك ساكنًاً ,وإذا وقف أمامهم ليصدهم حمل بندقيته الخشبية , التي لا تصلح ليهش بها الراعي على غنمه بحركات عفوية . يا أهل السلام ويا من تبدون حسن نية ................ أظنكم الآن علمتم لماذا ضيعتم الهدية .......................