إن عظمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جعلت الكثيرين يبدعون في وصفه، وينقلون عبر التاريخ صفاته وأخلاقه التي كان لها أبلغ الأثر في انتشار الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، لقد كانت شهادات المنصفين من الباحثين والمفكرين الذين اهتموا بدراسة حياته كلها تتفق على أن هذا النبي الكريم هو أعظم إنسان وأن حياته مدرسة مازلنا نتعلم منها الكثير قال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِين رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (التوبة: 128). وقال أيضا: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وقال سبحانه : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر). وفيما يلي بعض مما قيل في حقه صلى الله عليه وسلم: قال الرسول الكريم عن نفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم رواه مسلم. وقال صلى الله عيه وسلم: أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة صحيح مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن نبيًا من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد صحيح مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون حديث حسن صحيح. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين رواه البخاري ومسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة عند موته: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم؛ فإنما أنا عبد الله ورسوله رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه البخاري قال عنه أصحابـه رضي الله عنهم عن أنس رضي الله عنه قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما كان شخصٌ أحبُّ إليهم من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك. رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدبِ المفردِ بأسانيدَ صحيحة. وعن قيس بن مسعود أن رجلاً كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأخذته الرعدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد ) قال أبو سفيان في زمان جاهليته لزيد بن الدثنة - رضي الله عنه- وقد اقتاده المشركون ليقتلوه خارج أرض الحرم: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي. قال أبو سفيان: ما رأيت في الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه. روى البخاري في صحيحه من حديث الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. رواه البخاري. وعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلي الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن.. كان قرآنا يمشي على الأرض. عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم. قال عنه الشعراء أحمد شوقي: يا جاهلين على الهادي ودعوته هل تجهلون مكان الصادق العلم؟ لقبتموه أمين القوم في صغر وما الأمين على قول بمتهم كعب بن زهير: نُبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل إن الرسول لنور يُستضاء به مهند من سيوف الله مسلول النابغة الجعدي: أتيت رســول الله إذ جاء بالهـــــــدى ويتلــــــو كتابــاً كـــالمجرة نيّرا أقيم على التقوى وارضى بفعلها وكنت من النار المخوفـة أحذرا أقـوال غيـر المسلمـين عن الرسـول صـلى الله عليه وسـم مهاتما غاندي: أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة. لامارتين: إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم. لكن هذا الرجل (محمدا (صلى الله عليه وسلم)) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة. ليف تولستوي: 1828 ـ 1910 الأديب العالمي الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية. قال: >يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة<. برناردشو: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا). إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.