انطلقت يوم السبت 7 فبراير الجاري بمقر جمعية الحي البرتغالي الدورات التكوينية الخاصة بأيام التراث PATRIMOINE DAYS المنظمة في إطار مذكرة التفاهم للعمل المشترك الموقعة بين جمعية مازاغان الجديدة للتراث وجمعية الحي البرتغالي يوم السبت 10 يناير المنصرم. وتهدف هذه الدورات التكوينية إلى تعريف الأجيال الصاعدة وإحاطتها علما بالتراث المادي داخل القلعة البرتغالية المرتبط أساسا بالتواجد البرتغالي الذي دام أزيد من قرنين ونصف من الزمن، وأيضا خارجها المتمثل في المعالم التي خلفها عهد الحماية الفرنسية وسط المدينة، منها على سبيل المثال لا الحصر المسرح البلدي ومكتب البريد الرئيسي وبنك المغرب ... والتي مازالت واجهاتها تشد الناظرين لغنى وفرادة معمارها. إن حضور مجموعة من الشباب من الجنسين وأيضا الرجال والنساء المهتمين بتراثهم المحلي، إضافة إلى بعض الأجانب المستقرين بمدينة الجديدة أضفى على هذه الدورة حماسا خاصا اتضح من خلال التفاعل مع فقرات العرض الذي فاق توقيته الساعة والنصف تحت عنوان " تاريخ الجديدة وإشكالية الطوبونيميا (أسماء المواقع)" من مرسى روتيبوس إلى مرسى مازيغن – من مدينة مازيغن إلى مازغان القديمة – من البريجة إلى حصن ثم القلعة البرتغالية مازغان – من مازغان إلى الجديدة قدمه السيد الجيلالي ضريف، أحد أهم الفاعلين الجمعويين المهتمين بتاريخ المنطقة، معتمدا في شروحاته على مجموعة من المراجع التاريخية العربية منها والأجنبية ليشرك معه الحضور في مناقشة المحاور الأساسية التي جاءت في تفاصيل العرض. إلى ذلك أجاب السيد المحاضر على مجموعة من الأسئلة التي طرحت، مبرزا في معرض إجابته أن الغرض الأساس من الدورات التكوينية هي خلق قاعدة شبابية من المحسسين وحماة التراث، وسن طرق جديدة وتنسيق الجهود بين مختلف الفعاليات، لأن التكوين في حد ذاته ولاسيما الموجه لفئة الشباب سيدفعهم بدون أدنى شك إلى الاهتمام بهذا التراث والدفاع عنه وتقديم مقترحات بشأنه إلى الفاعلين العموميين، قصد الترميم والتهذيب والاعتناء به، وبالأخص المتراجع منه، كي يبقى شاهدا على حضارة إنسانية ضاربة في القدم. وحسب المنظمين الذين سطروا برنامجا طموحا يصبون من ورائه إلى بعث شحنة معنوية في دواليب التراث، خصوصا في شقه المادي كي ينسجم مع الشعارات المرفوعة حديثا للرفع من المردود السياحي، ثم إن الدورات الأربع المقترحة في التكوين النظري بالاعتماد على الشاشة التفاعلية في التحليل والشروحات، عن طريق التركيز على إظهار الحالة الراهنة للمآثر ومقارنتها مع صور أخرى موثقة في كتب ومخطوطات غايتها التوصيف ولفت الانتباه، وأما الدورات الأربع التطبيقية الميدانية فتتجلى في الزيارات "المحك" التي ستنظم للتعرف على المآثر داخل القلعة البرتغالية وخارجها وتتويجها بتقارير موثقة بالصور مشددين على الأهمية السياحية التي أضحت تتبوأها مدينة الجديدة في فترات متفرقة من السنة إن على المستوى الوطني أوالدولي، ناهيكم عن تصنيف الحي البرتغالي تراثا عالميا مند 30 يونيو 2004.