لدرء النسيان وتأكيد جذوة التراث في المكان والزمان والإنسان، أحيى مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي الذكرى السادسة لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا إنسانيا من طرف منظمة اليونسكو بباريس. وهي الذكرى التي تصادف 30 يونيو من كل سنة، إذ أدرجت مازغان في لائحة التراث العالمي في 30 يونيو 2004 خلال اجتماع أجهزة المنظمة ببكين. ولأن الذكرى رمز، فقد آل مركز التراث المغربي البرتغالي إلا أن يجعل الاحتفال رمزا من حيث اختيار المكان والمضمون، ومن ثمة تضمن برنامج الاحتفال الشعر والموسيقى دون إهمال الجانب العلمي والفكري. ومن الصدف أن يحضر شباب أمريكي ومغربي إحدى فقرات هذه التظاهرة التي خلخلت صمت الجديدة يومي 30 يونيو وفاتح يوليوز 2010م. يذكر أن احتفال هذه السنة نظم بتنسيق مع جمعية الحي البرتغالي وجمعية أبراج للحي البرتغالي بالجديدة في ترسيخ لما توليه جمعيات المجتمع المدني بالجديدة من أهمية ومن تملك لتراثها الإنساني. والجمعيتين توجهان أنشطتهما إلى الجانب الثقافي والاجتماعي والرياضي بالحي البرتغالي بالجديدة. في فضاء ينطق بعبق التاريخ هو مقر جمعية الحي البرتغالي داخل قلعة مازغان البرتغالية التي يفخر بها المغاربة كما البرتغاليون، كان موعد جمهور متميز مع بوح شعري رفيع أبدعه شاعر الجديدة سعيد التاشفيني المدين لقاتلته بالحياة الذي شنف المسامع المرهفة بشعر متنوع رقيق طرق التاريخ وتحرير البريجة كما الغزل وكذا حكايات عيشة قنديشة ولوحات من أنتربولوجيا دكالة والدكاليين. وترافق الشعر مع اللحن الجميل والأصيل في إبداعات رائعة لمن لقبه البعض مارسيل خليفة الجديدة، جمال بودويل، مع وصلات كلاسيكية تعود إلى فترة مازغان أي القرن السادس عشر والثامن عشر أبدعت في ترجمتها أنامل الفنان الصاعد عبد الله آيت الموح والذي أبان عن موهبة ستكون لها كلمة في المستقبل. ولأن الثقافة لا تكتمل بل ولا تكون بدون فكر، فقد كان موعد جمهور عريض مع عرض حول الشباب والتراث الثقافي بالخزانة الوسائطية قدمه الباحث الأثري عبد الله السليماني. تابع هذا العرض القيم محبون للحكمة تعودت الخزانة الوسائطية على حضورهم ومجموعة من الشباب المغربي مصحوبين برفقائهم من الولاياتالمتحدةالأمريكية حلوا بالمغرب لتعلم اللغة العربية وعادات المغاربة في إطار تبادل تربوي وثقافي.