باعتبار مدينة آزمور من المدن ذات التاريخ العريق الذي جمع عددا من الحضارات و الديانات فإنه مازال يحتفظ بهذا التراث الذي يجسد مدى التعايش الذي ساد خلال فترات من تاريخه ، و منها على وجه الخصوص مقبرتين مازالتا شاهدتين على هذا التعايش ، المقبرة اليهودية التي على مشارف الولي الصالح سيدي وعدود و المقبرة المسيحية المشرفة على إعدادية للاحسناء . لكن المتأمل لهاتين المقبرتين سوف لن يجد سوى أطلال منتصبة و نباتات عشوائية و طفيلية تغطي الفضاء جاعلة منه وكرا حقيقيا لبعض المنحرفين و الشواذ الذي يقصدونه ليلا بعد أن يسدل الليل غطاءه ، منحرفين من كل صنف من عاقري الخمور إلى مدمني المخدرات كما يعتبر مرتعا خصبا لاختباء بعض المشبوه فيهم و المجرمين بعض عملياتهم الليلية و الاعتداء على المواطنين ، خصوصا أن المكان الذي تتواجد فيه هاتين المقبرتين يوحي بالوحشة و الرهبة ليلا ، فإلى متى ستظل هاتين المقبرتين مصدر رعب للساكنة المجاورة و لتلاميذ خصوصا أن هناك جهات يهودية و مسيحية تعنى بهذا الجانب فهلا فكرت الجهات المختصة بتوجيه ملتمسات لها بقصد إعادة الاعتبار لها ، أم أن هناك قوانين أخرى لا علم لنا بها ، أما عن مقبرة المسلمين المطلة على الولي الصالح مولاي بوشعيب فإن حالها لا يختلف عن سابقاتها من حيث انعدام الأمن بها و غياب الإنارة و الممرات الخاصة بالراجلين ، إنها بحق وضعية كارثية تلك التي تعرفها مقبرة آزمور لدرجة أنك لا تستطيع المرور منها نهارا دون الحديث عن الليل كما أنك لم تعد تفرق بين القبر و الطريق في الوقت الذي سبق لبعض المحسنين لتقديم طلباتهم بقصد ترميمها و إصلاحها لكن قدرها في ظل من لا يعيرون للموتى و المقابر حرمتها يظل على هذا الحال ، مع العلم أن حرمة المقابر من اختصاص المجلس البلدي حسب ما هو متعارف عليه في القوانين المنظمة لدور الجماعات المحلية ، ألم يحن الوقت لتقسيم المقبرة بوضع سور يفصل بين المقبرة القديمة و الجيدة ليتسنى استغلال الأولى بعد انصرام أجلها المنصوص عليه في القوانين المغربية أم أن استمرار الوضع كما هو عليه سيدوم لسنوات ، ألم يحن الوقت لإعطاء موتانا جزءا من حقوقهم و لو بسور واق و حراسة دائمة ؟