غداً ستجري كلية العلوم بالجديدة امتحانات الدورة الربيعية 2019-2020 بمدينة الجديدة وبثلاث مراكز تابعة لها (سيدي بنور وسطات والزمامرة).. وإلى حدود الساعة لا يزال المئات من الطلبة غير مسجلين في لوائح الامتحانات، بسبب اعتماد العمادة لطريقة غير ناجعة، رغم أن بعض الأساتذة الباحثين نبهوا المسؤلين إلى ذلك واقترحوا عليهم الطريقة الأنسب وحذروهم من صمّ الآذان. هذا الصباح، العشرات من الطلبة وبعض الآباء يتوافدون على العمادة من أجل تسجيل أسمائهم، دون جدوى.. لا أحد يستجيب لطلبهم، وكل ما تقوم به العمادة، تقول لهم: "سيرو حتى ليوم الامتحان وجيوْ، وغادي نفرقوكم".. أليس هذا قمّة الاستهتار بالطلبة؟ ألا يعبّر هذا عن احتقار واستهزاء المسؤولين بنفسية الطلبة؟ أليس هذا تعبير عن انعدام الحس بالضمير والمسؤولية؟ كيف ستكون نفسية طالب لا يعرف المدرج ولا رقم الامتحان، وهو الذي فُرض عليه تأجيل هذه الامتحانات مرتين متتاليتين؟ أما المشكل الكبير الذي يمكن أن يقع يوم الامتحان هو وفود عدد من الطلبة، يفوق بكثير العدد المرتقب (بما فيه الاحتياط) من القاعات وأوراق الامتحانات والأساتذة الذين سيقومون بالحراسة.. وهذا احتمال وارد وبشكل كبير، وقد وقع سابقا بكلية العلوم وفي ظروف عادية. تنظيم هذه الامتحانات يشوبها العديد من الاختلالات والهفوات، بالرغم من أن بعض الأساتذة الباحثين سبق أن نبهوا عمادة الكلية لذلك وحذروا المسؤولين من صمّ الآذان.. ولا حياة لمن تنادي. من المشاكل المتوقعة، والتي قد تعصف بمصداقية هذه الامتحانات، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: 1- كما سبق الذكر، حضور عدد من الطلبة غير المسجلين يفوق توقعات العمادة؛ 2- فتح أظرفة نفس الامتحان بالمراكز الأربعة في أوقات مختلفة، ما قد يؤدي إلى تسريب الأسئلة في زمن التكنولوجيا المتقدمة؛ 3- قبول إجراء طالب للامتحان بمراكز القرب (أي بعيدا عن إدارة الكلية بالجديدة)، دون أن يتوفر على بطاقته الوطنية وبطاقة الطالب للتحقق من هويته (نسي الطالب بطاقته في منزله؟؟؟).. وهذا يقع كل سنة بكلية العلوم، وفِي هذه الحالة يُطلب من أحد الأعوان الذهاب إلى إدارة الكلية من أجل إحضار البطاقة التقنية للطالب المعني للتأكد من هويته... كان الله في عون طلبة كلية العلوم الذين يعانون الأمرين.. يعانون من تأجيل الامتحانات مرتين متتاليتين بسبب تداعيات كوفيد-19 والارتجال في قرارات الوزارة، وما لذلك من انعكاسات سلبية على نفوسهم، ويعانون من سوء تدبير الامتحانات من قبل عمادة فاقدة للبوصلة، وتأثير ذلك على معنوياتهم وعلى مصداقية شواهدهم. في الأخير، يمكن القول أن عمادة الكلية، ورغم المجهودات التي يقوم بها البعض من أجل أن تمر هذه الامتحانات في ظروف عادية، لم تلتزم بالهدف الأساسي والرئيسي الذي من أجله تم اعتماد مراكز القرب، ألا وهو أن يبقى الطلبة بالقرب من منازلهم وتفادي تنقلهم إلى الجديدة ضمانا لصحتهم وسلامتهم، ومخافة انتشار فيروس كورونا، ذلك أن عددا كبيرا من الطلبة القاطنين بسيدي بنور مثلا، سيجرون الامتحان بكلية العلوم بالجديدة. نتمنى التوفيق والنجاح للطلبة في هذه المرحلة الاستثنائية والعصيبة، وأن تمرّ هذه الامتحانات في أحسن الظروف لضمان صحة وسلامة الجميع. ملحوظة : في هذه الأثناء التي أستعد فيها لنشر هذه المقالة (الثانية والنصف بعد الزوال)، توصلت بمكالمة هاتفية من إدارة كلية العلوم تطلب مني الالتحاق بالمؤسسة لأسهر على عملية إعادة توزيع أوراق امتحان المادة التي أدرسها لأن اليوم تم تسجيل عدد إضافي من الطلبة..