بعد أن تفجرت فضيحة من العيار الثقيل انفردت «الرأي» بنشرها، وصفها متتبعون بالسابقة في تاريخ كلية العلوم السملالية، بتسريب امتحان مادة الإعلاميات الخاصة بالسنة الثانية للتخصصات الأساسية، وجدت عمادة الكلية نفسها أمام ورطة جديدة، تدخل ضمن سلسلة من الفضائح شهدتها الكلية خلال السنة الدراسية الموشكة على الانتهاء. ولم تعرف العمادة كيف تتصرف مع الحدث المؤثر على سمعة كلية العلوم الأولى في المغرب وذات السمعة العالمية، حيث وجدت نفسها بين سندان محاسبة الطاقم المسؤول عن تدبير امتحان المادة المذكورة وفتح تحقيق في الموضوع، ومطرقة الطلبة المحتجين الرافضين إعادة الامتحان، إضافة إلى عجز المسؤولين عن التفريق بين الغشاشين والمتفوقين. وتعود تفاصيل الواقعة إلى الأسبوع الأخير من شهر يونيو المنصرم، بعد أن اكتشف الأساتذة حصول عدد كبير على طلبة شعب الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والجيولوجيا، على معدلات مرتفعة في الامتحان التطبيقي بمادة الإعلاميات التي تدرس بها دروس المكتبيات (Bureautique)، ليصل إلى علمهم بعد ذلك أن الطلبة اكتشفوا عمد الأساتذة إلى الاعتماد على 5 نماذج لأسئلة الامتحان الممتد طيلة أسبوع، فعمموها بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما ممكن عدد كبير من إحضار الأجوبة معدة سلفا إلى قاعة الامتحان. وقرر حينها الطاقم المسؤول عن المادة المذكورة، أن يلجأ عند إعلان النتائج النهائية للدورة الثانية، إلى وضع علامة (-) مكان النقطة بالنسبة لكافة الحاصلين على معدلات مرتفعة في الامتحان المسرب، ثم أخبروا الطلبة المستفسرين أن الأمر يتعلق بسريب الامتحان، وأنه ستتم إعادته وكل من لم يتمكن من الحفاظ على المعدل المتفوق ستتم إحالته على المجلس التأديبي بتهمة الغش في الامتحان. الأمر الذي أثار غضب طلابي واسع بالكلية التابعة لجامعة القاضي عياض، والتي لم تهدأ طيلة الشهر الأخير على غير عادتها، ليبدأ الطلبة سلسلة من الاعتصامات وسط العمادة ومطالبتها بعدم إعادة الامتحان، وتحميل المسؤولية الكاملة لتسريب الامتحان للطاقم المشرف على الامتحان وعجزه عن ضبط الغشاشين رغم الإمكانات التقنية والكفاءات العلمية الهائلة التي تتوفر عليها الكلية. إلى ذلك، تدخل عميد الكلية لتهدئة الطلبة الغاضبين ووعدهم بإيجاد حل يرضيهم، لكن ذلك لا يمكن القيام به في الحين، إذ يستلزم انتظار أسبوع كامل إلى حين عودة الأستاذين المسؤولين على المادة من مؤتمر علمي يشاركان به في مدينة وجدة، ووعد الطلبة بإجراء لقاء معهم بحضور الأساتذة والتوصل لحل مشترك في الموضوع. الأسبوع كان كافيا للطاقم الكلية أن يجد طريقة للتغطية على الفضيحة التي تناولتها وسائل الإعلام بعد أن كانت «الرأي» سباقة لذلك، وتداولها الطلبة على نطاق واسع، حيث تم إخبار الطلبة المحتجين أن وضع (-) أمام بعض الأسماء لا يتعلق بشك في الغش، وإنما نظرا لإصابة ملفاتهم بفيروسات جعلتها غير قابلة للفتح، مما حال دون تصحيح الامتحان ووضع نقطة للمعنيين. ووعد الأساتذة المسؤولون وإدارة الكلية الطلبة المحتجين، بأن يمر امتحان الإعادة الذي سينطلق اليوم الجمعة في أحسن الظروف، وأنه لم تتم إحالة أي طالب على المجلس التأديبي كما تم التصريح به من قبل.