بعدما حمل مؤشرات مقلقة في بدايته، شهد الموسم الفلاحي الجاري -ومازال يشهد- تساقطات مطرية مهمة، انعكست إيجابا على مختلف المنتجات الفلاحية من زروع وحيوانات وغيرها، منعشة آمال الفلاحين بقدوم موسم فلاحي جيد، أجمع فلاحون بإقليم الجديدة، في تصريحات خاصة، على أنهم لم يشهدوا مثيلا له منذ سنوات. عبدالرحيم الورادي، فلاح بمنطقة سيدي اسماعيل، قال ل الجديدة24 إنه أجّل عملية الحرث، نتيجة لتخوفه في بداية الموسم من تأخر نزول الأمطار، "فجأة أغاثنا الله من فضله فكان لزاما علي تأجيله (الحرث) أياما أخرى، نظرا للظروف الجوية الصعبة"، مشيرا إلى أن فلاحين آخرين حرثوا أراضيهم منذ بداية الموسم، فاستفاد زرعهم من التساقطات المطرية الأولى، لهذا - يضيف المتحدث ذاته- "نجد فرقا كبيرا في جودة الزرع، بين حقل وآخر" قبل أن يؤكد أن هذا الموسم سيكون متميزا ومختلفا عن المواسم الماضية، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال طول سيقان الزرع وحجم سنابله، موضحا أن بعض المنتجات الفلاحية مازالت تحتاج إلى الماء كالفول والدرة. من جهته أشار مصطفى جبران، أحد مزارعي الخضراوات بسيدي اسماعيل إلى أن التساقطات المطرية أسهمت في انخفاض مصاريف سقي الخضراوات، مضيفا أن منتوجات سقي الأمطار، تكون ذات جودة، وأفضل بكثير من التي تسقى بماء الآبار وغيرها، مردفا "عملية السقي تكلف أموالا باهظة، وجهدا كبيرا، وقد كفَتْنا تساقطات الأشهر الماضية جزء من ذلك، وسينصب جهدنا أكثر على أخذ الاحتياطات الوقائية من بعض الأمراض والطفيليات، وإزالة الأعشاب الضارة". هذا وانتعش موسم ربيع هذه السنة، وتميزت المراعي الطبيعية بوفرة أعشاب الرعي، التي يعتمد عليها جل الفلاحين بمنطقة دكالة في تربية الماشية، وتمثل لديهم أحد أهم مصادر الرعي؛ حيث قللت من نسبة الاعتماد على الأعلاف الجافة، التي تثقل كاهل الفلاح. مصطفى باني، أحد مربي الماشية ضواحي سيدي اسماعيل، أكد أن تربية الماشية ازدهرت بشكل لافت خلال هذا الموسم، مرجعا سبب ذلك إلى عاملين؛ يتجلى الأول في الاعتماد على المراعي الطبيعية بنسبة 50%، بدل الاعتماد الكلي على الأعلاف الجافة، أما العامل الثاني فيكمن في انخفاض أسعار الأعلاف الجافة؛ إذ وصل -مثلا- ثمن "بالة" التبن 13 درهما، بدل 35 في سنوات الجفاف، الشيء الذي شجع الكسابة على التنافس في شراء الأكباش لإعادة بيعها في عيد الأضحى. وأوضح المتحدث ذاته أن قطاع الحليب يعرف بدوره طفرة كبيرة في هذا الموسم، سواء على مستوى الإنتاج أو التسويق، مبديا ارتياحه، بالرغم من أن سعر تسويق الحليب انخفض مقارنة مع الفصول الأخرى.
ولفت "باني" إلى أن ربيع هذه السنة سيستمر إلى أواخر شهر ماي، بعده مباشرة سترتفع أسعار الأعلاف، لاسيما وأنها الفترة التي ستتزامن مع اقتراب عيد الأضحى؛ حيث يعتمد الكسابة بشكل أساسي على الأعلاف الجافة.
بدوره قال هشام تباعي، نحّال بمنطقة اولاد افرج، إن مؤشرات عديدة تبشر بنتائج جيدة، في قطاع النحل هذا الموسم، الذي عرف تساقطات مطرية مهمة، مؤكدا أن إنتاج العسل وصحة النحل، مرتهنان بمدى وفرة الأزهار وتنوعها، وفي غيابها يتكبد النَّحال خسائر نتيجة ضعف الإنتاج، وهلاك النحل، الذي يعتمد في تغذيته بشكل أساسي على الرحيق وحبوب اللقاح من الأزهار، مضيفا أن مراقبة النحل وتقديم ما يلزمه تشتد في فصل الربيع خلافا لباقي فصول السنة.