ألقت مصالح الأمن بالجديدة مساء أمس الخميس القبض على شابين، أحدهما قاصر، يشتبه في مشاركتهما في عمليات الهجوم بالحجارة والتخريب الممنهج الذي تعرض له أسطول النقل الحضري في نفس اليوم على مستوى طريق مراكش بالقرب من مقهى "أريحا" وشارع الكليات وبمنطقة الغربة. وكانت الساعة تشير إلى السابعة من مساء الخميس 12 نونبر حين فوجئت حافلات النقل الحضري، التي كانت تعج بالركاب المغادرين على التو مقرات عملهم وفصولهم الدراسية، بهجوم كاسح باستعمال الحجارة تسبب في تكسير وتهشيم زجاج أربع حافلات في مناطق مختلفة، وهكذا تعرضت حافلتين للخط رقم 4 الرابط بين الجديدة وأزمور، وحافلة للخط رقم 6 تؤمن الربط بين الحي الصناعي وزنقة أحفير وسط المدينة، وحافلة للخط رقم 14 تربط دوار الغربة بالمنتجع السياحي سيدي بوزيد، لعمليات رشق بالحجارة استهدفت الحافلات وأحدثت رعبا شديدا للركاب والمسافرين. وفور وقوع الحادث، تم إشعار الأجهزة الأمنية بالواقعة وتوجهت الحافلات المتضررة إلى مقر ولاية الأمن، حيث تمت معاينة الخسائر الفادحة التي تكبدها أسطول النقل الحضري، وتم تحرير محاضر استماع في النازلة، قبل أن يتم تكثيف الدوريات الأمنية بالمناطق المستهدفة، والتي أسفرت عن إيقاف شابين، تمت إحالتهما على مصالح الشرطة القضائية بناء على تعليمات النيابة العامة. هذا وقد طرح مشكل الاعتداءات المتواصلة التي يتعرض لها ملك الغير، وكذا وسائل النقل العمومي من حافلات النقل الحضري ، والحافلات الرابطة بين المدن، وكذا القطار والأملاك العامة، العديد من التساؤلات حول الأسباب والدواعي التي تجعل مجموعة من الشباب الطائش، يعرض ممتلكات الدولة وممتلكات القطاع الخاص، للتخريب بشكل مستفز. فكيف يعقل أن تتعرض مثلا حافلات النقل الحضري التي تقدم خدمات يستفيد منها عموم المواطنين لإعتداءات وتخريب مزدوج داخلي وخارجي؟ فإضافة إلى ما سبق وتطرقنا إليه من هجوم خارجي بواسطة الحجارة وتهديد مباشر لحياة المواطنين، تتعرض الحافلات لتخريب داخلي يتمثل في تكسير الأضواء المتواجدة بداخل الحافلة والواقيات، وهي اعتداءات تكاد تكون شبه يومية. إن ما وصلنا إليه اليوم، من استهتار وعدم اكتراث بخطورة هذه الأفعال التي أصبحت سلوك عادي لدى بعض شبابنا، أصبح يفرض على الجميع سلطات ومجتمع مدني تكثيف الجهود ومقاربة هذه الظاهرة والخروج بحلول ناجعة من خلال اعتماد برامج توعوية بالمؤسسات التعليمية وبدور الشباب ومختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، من أجل تذكير الشباب بمخاطر هذه الأفعال والإنزالاقات التي تعد جريمة في حق المجتمع، وتعرقل المشاريع الاستثمارية الوطنية والأجنبية، التي تقدم خدمات عمومية للمواطن، كما أن الأجهزة الأمنية والقضائية من جانبها، مطالبة بالتعامل بصرامة مع مثل هذه الحالات، وتفعيل إجراءات زجرية ضد المخالفين والمتورطين حتى يكونوا عبرة لأمثالهم من المستهترين بأرواح المواطنين. بقيت الإشارة، إلى أن مناطق الحي الصناعي، الغربة، شارع الكليات، زنقة أحفير قرب الحي البرتغالي، البحارة...تعد نقطا سوداء وأكثر المناطق التي تتعرض فيها حافلات النقل الحضري لاعتداءات متكررة وهجوم بالحجارة، وهو ما يفرض تكثيف دوريات المراقبة بهذه الأماكن ضمانا لأمن وسلامة المواطنين.