تعرضت العشرات من حافلات النقل الحضري بالقنيطرة، طيلة أيام الأسبوع المنصرم، لتخريب متعمد بالعديد من أحياء المدينة، وهو ما ألحق بها أضرارا فادحة. وشن مجهولون سلسلة من الهجمات استهدفت الحافلات في أماكن مختلفة من القنيطرة، وقاموا برشقها بوابل من الحجارة، مما تسبب في إصابة ركاب بجروح وصفت بالطفيفة، وتهشيم زجاج واجهات الحافلات ونوافذها. وأعلنت المصادر، أن مسؤولي شركة «الكرامة بيس»، سجلوا في ظرف أسبوع فقط، وقوع أزيد من 100 اعتداء على أسطولهم من الحافلات، وارتفعت وتيرة التخريب، بحسب المصادر نفسها، خلال يوم الجمعة الماضية، الذي عرف تهشيم زجاج 36 حافلة، مشيرة إلى أن إحدى الحافلات تم تخريبها بالكامل، بعد محاصرتها من قبل شبان لم يتم تحديد هوياتهم بعد. واعتبرت إدارة الشركة، التي تواجه انتقادات شديدة بشأن طريقة تدبيرها للقطاع، استهداف ناقلاتها بهذه الممارسات غير المبررة بحسبها بمثابة إعلان حرب عليها، وذكرت المصادر ذاتها، أن متوسط تهشيم الزجاج يتراوح ما بين 20 و12 زجاجة يوميا، وأن ما يفوق 300 تخريب يطال الحافلات كل شهر، وهو ما كبد الشركة المحتكرة لهذا القطاع خسائر فادحة. ووفق معطيات مؤكدة، فإن التخريب الذي طال تلك الحافلات، وقع أساسا بكل من دوار «العريبي» و»لابيطا» و»بام» و»عين السبع» و»قصبة المهدية»، خاصة في الفترة المسائية من أيام ذكرى عاشوراء، حيث اضطرت شركة الكرامة إلى تأخير دخول حافلاتها إلى المرأب لتلبية حاجيات المواطنين في مثل هذه المناسبات. واتهم عدد من المشرفين على هذا المرفق بالقنيطرة، في تصريحات متفرقة، مصالح الأمن بالتقصير في مهامها وعدم قيامها بدوريات أمنية مكثفة لتمشيط الأحياء المصنفة في لائحة المناطق السوداء بعاصمة الغرب من المشتبه فيهم، وقالوا إن قلة الحضور الأمني في تلك المواقع شجع بعضهم على رفض أداء واجب الركوب وتخريب الحافلات من قبل أيد خفية تعمل ضد مصالح الشركة وضد تحسين وضعية النقل الحضري بالمدينة. وذكرت المصادر أن إدارة الشركة راسلت المصالح الأمنية والقضائية بهدف التعامل بصرامة مع هذه الظاهرة وتفعيل الملاحقة الأمنية لكل من ثبت تورطه في تلك الأفعال، حتى يتم التصدي لثقافة التخريب المتفشية بشكل كبير بالقنيطرة لغياب المحاسبة، على حد تعبيرها.