لأن الوضوح و الذكاء مرادف لكل عملية نضالية حقيقة، يجب في كل مرحلة من مراحله أن نتحلى بفضيلة المسؤولية و النضج، و نعيد طرح التساؤلات الحقيقة على الجميع ، بنفس الجرأة التي نطلب فيها إصلاح الأوضاع في المغرب.. هل ننسى أنفسنا في زحمة الأحداث و ننسى المنطلقات، و نترك الطريق لهواة الصيد في الماء العكر، هل نصمت فرحين بالكم الهائل لمنتهزي الحلول السهلة وهم يلتحقون بنا، و قد سكتوا عن الإفصاح عن تناقضاتهم، لا نستطيع أن نترك الأمور تتحول فجأة إلى ما لم نكن نستهدفه بالتظاهر، و لا يمكننا أن نتعلل بالتوافق و التسامح مع من لا يؤمنون بالحرية و الديمقراطية و الإخلاف.. الخروج للتظاهر و الحق في التعبير يتساوى معه مسؤولية تحمل العواقب السياسية، و بذلك لا يكون الخروج للتظاهر هدف في حد ذاته و نحن نرى جماعات و أفراد تنتعش أوهامهم التي رفضها المجتمع المغربي، الذي توحد دوما حول المؤسسة الملكية كضامن للاستمرارية، ونراهم الآن ينتهزون اللحظة الملائمة كي يعلنوا عن وجههم الحقيقي في الإقصاء و المغامرة، ضدا على إرادتنا السليمة و الناضجة في المساهمة في إصلاح أوضاعنا بكل هدوء . حركة حرية و ديمقراطية الآن، تستشعر الخطر القادم من دعوات الفتنة المجانية، و رغبات تطل برأسها تريد تحويل الحق في التظاهر الى الفوضي، و جر المغرب إلى ساحة للفرق الدينية و الصراع المجاني على أوهام الإيديولوجيات القديمة..كما امتلكنا الجرأة في البداية كي نعبر على مطالبنا الطبيعية في الانتقال إلى الديمقراطية و التشبث بمكسب الملكية و الدعوة إلى الإصلاح بطريقة الحوار والنقاش الصريح، نمتلك الآن الجرأة نفسها كي نعلن إلغاء مسيرات يوم 20/02/2011 للأسباب المشروعة التالية : أولا : عدم وضوح الرؤيا لدى جميع الهيئات و الأحزاب و الأشخاص التي التحقت متأخرة بدعوة حركة شباب الفيسبوك. ثانيا : عدم تأكيد جميع المشاركين على هويتهم السياسية، و على موقفهم من داخل مرجعياتهم الأصلية من الملكية المغربية، كنظام سياسي يحضى بالإجماع الوطني. ثالثا : توجه الجماعات الدينية و اليسار الراديكالي إلى استغلال الأحداث الدولية، لتوجيه المسيرات إلى ساحة للصراعات العقدية و الإيديولوجية، عوض التوحد حول ما يحتاجه المجتمع المغربي من إصلاح هادئ في ظل الاستقرار و التعايش. رابعا : خرق الالتزام المبدئي باستقلال حركات 20 فبراير عن الأجندات الخارجية و بذلك نعلن الغاء مشاركتنا في المسيرات المعلنة، و نحمل الجهات الداعية إلى التظاهر المسؤوليات السياسية عن الانحراف عن التوجهات و الأرضية الأساسية المعلنة في أدبيات حركة حرية و ديمقراطية الآن، كحركة رئيسية انبثقت عنها باقي الحركات . حركة حرية و ديمقراطية الآن إمضاء: عنتيد رشيد هشام أحلا