بروز مصر كقوة اقليمية حقيقية بمنطقة الشرق الاوسط بعد حرب اكتوبر 1973 جعل مصر هدفا حقيقيا لجهاز الاستخبارات المركزية الامريكية والذى يستخدم الاساليب الاخطبوطية المتشابكة وتمتد ازرعه الى العديد من دول اسيا وافريقيا واوروبا ايضا، لكن وسائل اختراق مصر والدول النامية تختلف تماما عن اساليب اختراق الدول الاخرى فالولايات المتحدة الان لا تقوم بعمليات زرع الجواسيس التقليدية وبالطريقة المعروفة لدى اجهزة الاستخبارات لكنها تستخدم اساليب الواجهات لاختراق مصر بالفعل.. من خلا تاسيس بعض الشركات متعدية الجنسيات ومتعددة الجنسيات ايضا والتى يتولى ادارتها رجال اعمال مصريون وتعتبر واجهات للسى اى ايه وبالطبع فالنظام العالمى الجديد يسمح بالمزيد من التدخلات فى الشئون الداخلية للدول لكن احدث واجهات الاستخبارات الامريكية فى مصر تلك المنظمات الاجنبية المنتشرة بكثافة فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنها عشرات المنظمات العاملة بمصر تحت غطاءات تنمية المجتمع المحلى وبالطبع فهى لا تخدم اغراض التنمية المحلية بتلك الدول لكنها تقوم بجمع المعلومات واعداد عشرات الدراسات عن التركيبة السكانية والطائفية والعشائرية ايضا فى مصر لتسهيل اختراقها فمثلا تحت غطاء التنمية تنطلق بصعيد مصر فقط اكثر من 38 منظمة اجنبية اهدافها المعلنة تنظيم الاسرة ومساعدة الاسر الفقيرة وتطوير الزراعة اما اهدافها الرئيسية فهى التبشير المسيحى واكبر مؤشر على ذلك الارساليات المسيحية الى الشرق الاوسط وتوجيه ارساليات الى محافظات مصر البعيدة ومنها قنا واسوان ومنطقة النوبة القريبة من الحدود السودانية ، تلك المنظمات التى تشرف عليها المخابرات الامريكية تتمتع بحرية الحركة فالنظام العالمى الجديد يسمح بوجودها والدولة لا تستطيع ابدا منع نشاطها حتى لا يؤثر ذلك على علاقتها بالدول المانحة والمعونات وهناك ايضا منظمات تستهدف مناطق تركز المسيحيين فى شمال الصعيد خاصة المنيا واسيوط وتاتى منظمة اجلنك للزراعة والرى على راس تلك المنظمات وتنادى بتقليص حجم الزراعات التقليدية لكن هدفها الرئيسى اعداد الدراسات والتقارير عن الواقع الديموغرافى للاقباط ونسبتهم الفعلية بتلك المناطق اضافة الى قيامهم بتمويل بعض المنظمات القبطية المحلية اما منظمة كير انترناشيونال العالمية فتركز اغلب نشاطها بصعيد مصر وتعتبر منظمة امريكية تقوم بتمويل عدد كبير من منظمات المجتمع المدنى فى مصر واعداد دراسات عن التيار الاسلامى بالجامعات الاقليمية والمناطق العشوائية بالقاهرة وهناك برنامج يسمى mucia لتطوير التعليم الفنى الزراعى بجنوب الصعيد وانطلق منذ عام 2008 وبتمويل يصل الى حوالى 4 مليارات دولار من جامعات جنوب غرب امريكا مع قيام القائمين عليه بعدة زيارات ميدانية الى منطقة وادى قنا والصحراء الغربية وكوم امبو دون تحديد الاهداف الحقيقية من تلك الزيارات .. ويظهر ايضا الاختراق الجديد للحركة الطلابية المتصاعدة بالجامعات المصرية الكبرى خاصة جامعة القاهرة والازهر والاسكندرية اضافة للجامعة الامريكيةبالقاهرة ويتم ذلك من خلال برنامج للمخابرات الامريكية تتم من خلاله عملية تجنيد الطلاب العرب والمغتربين والمصريين ايضا للعمل لحساب اجهزة الاستخبارات المركزية وتقديم تقارير شهرية عن الحركة الطلابية والتيار الاسلامى بصفة خاصة داخل تلك الجامعات وتشرف على هذا البرنامج وحدات مكافحة الارهاب والتحليل الاستخباراتى داخل السى اى ايه ويتم تجنيد الطلاب مقابل مبالغ مالية تصل الى 3000 دولار شهريا وربما اكثر وكل ذلك يحدث فى مصر بصفة خاصة ولا تستطيع الدولة ان تتصدى لتلك الاختراقات الواسعة بسبب الضغوط الامريكية المتزايدة على النظام السياسى المصرى ومطالبته باصلاحات سياسية يرفض تبنيها . مقال بقلم/ زيدان حسين القنائى.. رئيس لجنة التنسيق والتعاون الدولى بالمجلس السياسى للمعارضة المصرية