خالد مشبال حسن بيريش : جريدة الشمال عند نشوب أي أزمة بين إسبانيا والمغرب , تعطي المخابرات الإسبانية (الضوء الأخضر) للجمعيات المدنية الناشطة فوق التراب الإسباني، وذات (الارتباطاتالمشبوهة) بالجزائر وانفصاليي البوليساريو، لتحريك (عجلة التشهير) بالمغرب والمغاربة، مقابل (عمولات) تصفها الجهات الإسبانية المانحة باسم: «دعم هيئات المجتمع المدني العاملة في مدن إسبانيا»..!! توجد في إسبانيا حاليا 348جمعية منضوية تحت مايسمى «كونفدراليةالصداقة مع الشعب الصحراوي» (CEAS) تستخدمها الحكومات الإسبانية، عن طريق تقديم رشاوى سنوية لها، (قفازات) ل(خنق المغرب)، والضغط عليه في قضية الصحراء، وإخضاعه لإملاءات الأحزاب المسيطرة على دواليب قصر «المونكلوا» بمدريد..!! خلال (التزييف الإعلامي) الذي مارسه الإسبان، على خلفية أحداث العيون المفتعلة (نوفمبر 2010)، أعطيت لهذه الجمعيات الانفصالية (تعليمات) للتحرك وسط المجتمع الإسباني وتحريضه ضد المقدسات الوطنية المغربية، ولعبت هذه (الكيانات المرتزقة) دورا قذرا في إشعال فتيل هذه (الحرب الإعلامية)، بعد أن قدمت لها وعود برفع أرقام الدعم المالي السري المقدم لها سنويا..!! مرتزقة الطابور الخامس: في إطار استخدام الحكومات الإسبانية المتعاقبة لملف النزاع حول الصحراء المغربية، ك (ورقة رابحة) لفسح مجال (المناورة) مع الجار المغربي، على طريقة: كلما أثار المغرب وضعية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية، أشهرت إسبانيا موقفها المناوئ لحق المغرب في وحدته الترابية، تم تكريس حضور جبهة البوليساريو فوق التراب الإسباني، بالدعم المالي، وفتح كل الأبواب، وجعل الإعلام في خدمة (الأبواق الانفصالية)..!! من السذاجة النظر إلى «كونفدرالية الصداقة مع الشعب الصحراوي» (CEAS)، باعتبارها إطارا جمعيا يمارس حقه في التعبير عن قناعاته.. لأن التحركات التي تقوم بها 348 جمعية تابعة للكونفدرالية المذكورة تعكس بجلاء أنها تجري في سياق (مؤامرة حقيقية)، رأسها في قصر «المونكلوا» بمدريد، وأطرافها المتحركة تمتد أنشطتها من الجزيرة الخضراء إلى بلاء الباسك..!!هذه الجمعيات التي تقوم بوظائف (مرتزقةالطابور الخامس)، تتحكم في موارد بشرية (أبواق) يصل عددها إلى 6500 شخص تتركز مهامهم اليومية في ملء شبكة الأنترنيت بالأخبار والمقالات المزيفة الحقائق، التي تستهدف النيل من سمعة المغرب، عبر تجميل صورة الانفصاليين المقترفين للجرائم في مخيمات العار بتندوف، وإطلاق السباب ضد النظام المغربي، والتشهير بالشعب المغربي، إضافة إلى تحريض الرأي العام الإسباني وجعله ينحاز لصالح الأطروحات العدوانية للجزائر وجبهة البوليساريو..!!الأسوأ أن المدعوة «كونفدرالية الصداقة مع الشعب الصحراوي»، تفرض وصايتها على ساحة العمل الجمعي بإسبانيا، خاصة في الجنوب الإسباني، ولا تتورع عن الهجوم الضاري على كل صوت يدعو إلى التمسك بخيار الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وتشويه سمعة كل صحيفة موضوعية تشكك في الأطروحات الانفصالية للعصابات المهيمنة على جبهة البوليساريو، وتوظف (أساليب قذرة) في إلصاق تهمة «قمع الشعب الصحراوي» بالنظام المغربي، وفي كل هذه (الجرائم المعلنة)، تحظى هذه الكونفدرالية الموبوءة بدعم وتشجيع الحكومة الإسبانية، ومليشيات الحزب الشعبي اليميني، التي يقودها ماريانو راخوي، السياسي الذي يكره كل ماهو مغربي..!! مظاهرات مخدومة لتجميل صورة البوليساريو: انطلاقا من المعطيات التي تتوفر عليها «الشمال»، نستطيع التأكيد أن الجمعيات الداعمة لانفصاليي جبهة البوليساريو، والمبشرة بمواقف الجزائر التي تضع العصي أما عجلات قاطرة حل النزاع حول الصحراء، التي هي جزء لا يتجزأ من التراب الوطني المغربي، تشتغل في إطار تمويل ضخم يصل إلى مليارات من الأورو، تشترك في ضمانه وتوفيره الحكومة الإسبانية وعدة حكومات أوربية، إلى جانب المخابرات الجزائرية، لذلك ليس مستغربا التأكيد أن كل جمعية من الجمعيات المنضوية تحت لواء «كونفدرالية الصداقة مع الشعب الصحراوي» (348 جمعية)، تتوفر على فرع لها في كل مدينة إسبانية، من مهامها حشد المواطنين الإسبان للوقوف إلى جانب البوليساريو..!!من هنا نفهم لماذا أصبحت شوارع مدريد، وبرشلونة، وإشبيلية، وغرناطة، وألميريا،وقادس، وغيرها من المدن الإسبانية، مجالا مفتوحا لمختلف أنواع (المظاهرات المخدومة)، التي تنظمها «كونفدرالية الصداقة مع الشعب الصحراوي»، أو الكيان الآخر الأوسع الذي يطلق على نفسه إسم «مؤتمر التنسيق الأوربي للتضامن مع الشعب الصحراوي» (E.U.C.D.C.O)، لتوسيع قاعدة التأييد والدعم لعصابات البوليساريو..!!الجمعيات المناهضة للوحدة الترابية للمغرب.. تشرف على عدة مشاريع في المدن الإسبانية، تدر عليها مدا خيل مالية سنوية مهمة، ويجري تمويل هذه المشاريع من قبل عدة جهات حكومية أو مستقلة إسبانية، في إطار توسيع عدد (الأوراق الرابحة) التي تمسكها الأيادي الإسبانية الآثمة..!! وقد تمكنت «كونفدرالية الصداقة مع الشعب الصحراوي»، وكذلك «مؤتمر التنسيق الأوربي للتضامن مع الشعب الصحراوي»، من استقطاب العديد من الشخصيات الإسبانية الوازنة، في مجالات الثقافة، الفن، السياسة، الاقتصاد، لدعم حضورها في نسيج المجتمع الإسباني، واستغلالها في تأييد (المرجعيات) السياسية للبوليساريو والجزائر..!!وانكشفت هذه الاستقطابات في ثلاثة أزمات كبرى بين المغرب وإسبانيا: الأولى أزمة جزيرة ليلى (يونيو 2002)، الثانية زيارة الملك خوان كارلوس إلى سبتة المغربية المحتلة (6 نوفمبر 2007)، والثالثة زوبعة أميناتو حيدر (17 نوفمبر 2009)..!! دبلوماسية سجينة دائرة رد الفعل: بعد استعراض هذه (التحرشات الإسبانية) بالوحدة الترابية لبلادنا، لابد من طرح السؤال التالي: هل تملك الحكومة المغربية (أوراق ضغط) في مواجهة هذا الانحياز الإسباني السافر لخصوم الشعب المغربي؟ وماهي القنوات التي توظفها الدولة المغربية لإحداث (توازن) في هذه الحرب الخفية المعلنة؟باستثناء الجهودد التي تجري على الصعيد الاستخباراتي، وفيما عدا مشروعية الحقوق المغربية في صحرائه وثغوره المحتلة (سبتة، مليلية، الجزر الجعفرية)، يؤسفنا أن نؤكد أن المغرب لا يخرج عن دائرة (رد الفعل)، وتشخيص الحالة يقودنا إلى تسجيل مايلي: • أولا: سفارة المغرب في مدريد، والقنصليات التابعة لها في المدن الإسبانية، تخلت عن دورها في تكريس حضور المغرب فوق التراب الإسباني، والدفاع عن قضاياه المصيرية، وتحولت إلى مكاتب لتجديد جوازات سفر المهاجرين المغاربة، والبث في طلبات التأشيرة..!! • ثانيا: الدبلوماسية المغربية تبدو فاقدة للبوصلة، عند اشتعال الأزمات بين البلدين، وعوض أن تنهج (التحرك الاستباقي) في التعاطي مع الملفات الحساسة، تصر على تدبيج البيانات التي لا يقرأها أحد. ثم لا يتم دعم مايسمى (الدبلوماسية الموازية)..!! • ثالثا: جمعيات المهاجرين المغاربة في إسبانيا (800 ألف مهاجر مغربي)، منشغلة فقط بجمع القيمة المالية للانخراطات، وتستنزف جهودها في البحث عن التمويل، مما يجعلها خارج أي نشاط حقيقي للتعريف بقضايا الوطن، والمشاركة الفعلية في توعية الإسبان بحقوق المغرب..!! • رابعا: المثقفون المغاربة المتجنسون، خاصة الأسماء التي تحظى بتقدير في المنتديات الثقافية والعلمية داخل إسبانيا، قليل منهم الذين أدوا واجبهم الوطني في معركة الوطن، أما الأكثرية منهم فقد رأت في الصمت (طوق نجاة)..!! • خامسا: المجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارج، مازال بعيدا عن أي تفكير يتعلق بتعبئة مغاربة العالم (3 ملايين مغربي) من أجل المساهمة الواسعة في حشد التأييد لمغربية الصحراء، وفضح أباطيل خصوم وحدتنا الترابية..!! • سادسا: المستثمرون المغاربة في إسبانيا، هم أيضا بعيدون عن القيام بأي دور وازن لفضح مخططات الجزائر وربيبتها جبهة البوليساريو، عن طريق علاقاتهم المتشعبة مع رجال الأعمال والمستثمرين الإسبان، والدور الوحيد الذي أتقنوه هو مراكمة الثروات..!! • سابعا: الجمعيات التي تشتغل في إطار العلاقات المغربية الإسبانية، انطلاقا من بلادنا، عدد منها يشكل أيضا (طابورا خامسا) داخل المغرب، وإن كانت وسائل عملها ومضامين تحركاتها تختلف عن تلك التي تتحرك تحت مسمى «كونفدرالية الصداقة مع الشعب الصحراوي»، وأعضاء هذه الجمعيات لهم علاقات مباشرة وغير مباشرة مع سفارة إسبانيا في الرباط، والقنصليات التابعة لها في المدن المغربية، خاصة مدن الشمال..!! يبقى التأكيد أن (المعضلة الحقيقية) تكمن في أن قدرة الحكومة المغربية على وقف الاستخفاف الإسباني بمشاعر المغاربة، والدفاع عن الكرامة الوطنية، وفضح زيف الإعلام الإسباني، ومواجهة الجمعيات الارتزاقية المنتشرة في إسبانيا، تصطدم بصخرة (المصالح المشتركة) بين البلدين الجارين، وتقف في وجهها عقبة مئات من اتفاقيات الشراكة المبرمة بين الرباط ومدريد منذ 1985 .. !!