أعلنت جامعة أمريكية وقف تقديم جائزة تقديرية تحمل اسم الصحفية الأمريكية، اللبنانية الأصل، هيلين توماس؛ احتجاجًا على تصريحات معادية للسامية مثيرة للجدل كتلك التي دفعت الصحفية المخضرمة للاستقالة في يونيو الماضي إثر مطالبتها لليهود “الخروج من فلسطين” والعودة من حيث أتوا. وقالت “جامعة وين ستيت”، بديتريوت، التي تخرجت منها توماس عام 1942م، في بيان الجمعة: إن المؤسسة التعليمية ستتوقف عن منح جائزة “هيلين توماس روح التنوع” التقديرية في مجال الإعلام، قائلة: نشجع حرية التعبير والحوار المفتوح، ونحترم وجهات النظر المتنوعة.. ومع ذلك، فإن الجامعة تدين بشدة التصريحات المعادية للسامية التي أدلت بها هيلين توماس خلال مؤتمر الخميس 2 ديسمبر 2010م”. وكانت توماس قد صرحت خلال مؤتمر التنوع الذي عقد بولاية ميشيغان، الخميس: إن “الصهاينة، ودون شك، يملكون البيت الأبيض والكونجرس وول ستريت وهوليود”، وفق “ديترويت فري بريس”. وفور التداول السريع لتصريحات توماس في موقع “يوتيوب”، أصدرت “رابطة مكافحة التشهير” بيانًا، الجمعة، حثت فيه كافة المؤسسات التعليمية والجماعات سحب الجوائز التشريفية التي قدمتها إلى الصحفية المخضرمة قائلة إنها “وبوضوح، كشفت، بشكل لا لبس فيه، عن نفسها كشخص فظ معاد للسامية”. ويذكر أن جائزة “جامعة وين ستيت” لا تتناسب وهذه الفئة، إذ إنها تمنح جوائز الشرف التي تحمل اسم توماس، على مدى العقد الماضي، تكريمًا لها وليس لها، كجوائز تقديرية للمتميزين في مجال الإعلام، وفق الموقع الإلكتروني للجامعة الأمريكية. وتابع الموقع بأن الجائزة تأسست تكريمًا للدور الريادي للصحفية في تعزيز التنوع بالإعلام وقضايا العرق بأمريكا. ووسط ضجة عنيفة أثارتها دعوتها لليهود بمغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا، أعلنت عميدة الصحفيين في البيت الأبيض، عن تقاعدها وبأثر فوري في يونيو الفائت. وتعتبر توماس، 89 عامًا، من أقدم العاملين بالمقر الرئاسي، وغطت كافة الانتخابات الرئاسية منذ ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق، جون أف كينيدي، في حقبة الستينيات، وهي من كتاب الأعمدة في شبكة “هارست” الإعلامية. وأثارت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض عاصفة في الولاياتالمتحدة، بعد أن صرحت بأنه “على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين والعودة من حيث قدموا”، غير أنها أوضحت فيما بعد تصريحاتها وقالت إنها مؤيدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وجاء تصريح توماس ردًّا على سؤال من الحاخام ديفيد نيسينوف جاء فيه “هل من تعليق على إسرائيل؟” وأجابت بالقول: “بحق الجحيم ليخرجوا من فلسطين”. وسأل مجددًا بالقول: “هل من تعليق أفضل على إسرائيل؟” وأجابت: “تذكر.. هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم.. فهذه ليست ألمانيا ولا بولندا”، ولدى سؤالها “إلى أين سيذهب اليهود؟” أجابت “ليعودوا إلى وطنهم إلى بولندا وألمانيا، إلى الولاياتالمتحدة، إلى أي مكان آخر”. وقدمت توماس الأحد اعتذارًا عن تصريحاتها، إلا أن الاعتذار لم يكن بكاف لإسكات الانتقادات العنيفة لها والمطالبة إما بإقالتها، أو وقفها عن العمل في مؤسسة “هيرست”. ورفض الحاخام اعتذار توماس، مطالبًا إياها بتقديم اعتذار إلى الجالية اليهودية بكاملها. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض أقوال توماس وعبر عن استنكار الإدارة لمثل هذه التصريحات، كما أصدر مجلس رابطة مراسلي البيت الأبيض بيانًا أدان فيه تصريحاتها، كما شجبت مجموعة مراسلي البيت الأبيض، توماس واصفة تصريحها بأنه “لا يمكن تبريره”.