المتأمل في هذه الكلمات يلاحظ منها ما هو حركي و ما هو حسي إلى ما منها حركي / حسي. فإذا كان الاطلاع يعني الالمام والإحاطة والمعرفة بالموضوع فإن الاضطلاع يعني من بين ما يعنيه القدرة على الأداء الفعلي والمعنوي، وعادة ما يتحكم الإنسان أو لا يتحكم في اندفاعه عند مباشرة الاطلاع والاضطلاع. وقد يكون الأمر مهضوم التجربة والخبرة في غالبية الأحيان إلا أن الانصياع يأتي إما قبولا أو رفضا وتتويجا لكل هذه الأمور وبواطنها قد يحصل الاقتناع والاقناع اقناع الذات أو اقناع الآخر والنتيجة المردية الصالحة هي إذا حصل الاقتناع اذ أن الاقتناع لا يأتي الا بعد جهد جهيد فهل لدينا في محيطنا من له القدرة على الاقناع ليحصل الاقتناع فردا كان أو جماعة؟ هذا الأمر من عزمها لا يتوفر إلا عند ذوي الحنكة والتجربة و الخبرة فما أقل هذا الصنف في وقتنا الراهن وما أكثر " الشداقة " الكثير الكلام " جعجعة بدون طحين " فهلا عرفنا من نخاطب وكيف نخاطب ولماذا نخاطب ومتى نخاطب …؟ وحتى يطلع كلامنا نفاتا قويا مصداقيته لا تنجلي … وحتى نبلغ الأهداف والمرامي والغايات علينا أن نخضع القول إلى الاطلاع، الاضطلاع، الانصياع فالإقناع والاقتناع بعيدا عن كل اندفاع.