أفادت مصادر مطلعة من مدينة تاوريرت أن تفكيك الجماعة التي تطلق على نفسها الجماعة المهداوية جاء نتيجة تقارير مخابراتية وتعقب أمني لمجموعة من الأشخاص الذين أعلنوا الولاء المطلق لزعيم الطائفة والذي يقطن بمدينة تاوريرت, حيث أعلن أمام مريديه أنه المهدي المنتظر والنبي المرسل الذي سيوحد العالم تحت رايته وسلطانه وأن اعلانه هذا هو الذي عجل بإلقاء القبض عليه رفقة خمسة آخرين من أتباعه من قبل فرقة خاصة حلت بشكل سري نهاية الأسبوع الماض بمدينة تاوريرت. فبحسب ذات المصادر, فإن الأمر يتعلق بشاب يدعى (ب خ) معطل تابع دراساته الجامعية بمدينة وجدة وسبق له أن كان ضمن صفوف جماعة العدل والاحسان قبل أن ينشق عنها سنة 2004 وكان معروفا بقدرته على الاقناع والاستقطاب بين صفوف الجماعة, ولعل هذا ما جعل جماعة العدل والاحسان تسارع وقتها الى ايفاد قياديين بها الى مدينة تاوريرت لدفع المنشق وأتباعه الى التراجع عن قراره والقيام بالصلح ورأب الصدع, غير أنهم فشلوا في ذلك بعد أن تمكن (ب خ) من اقناع أتباعه الذين لمس منهم ميولا للتراجع حيث خاطبهم بالقول بأنه سمعوا من قيادة العدل والاحسان ظاهر القول, أما باطنه فلا يعلمه الا هو, حيث كان الى حدود هذه المرحلة يعتبر نفسه وليا صالحا, حيث أسس جماعة باسم »رابطة الفتح« في مدينة وجدة، قبل أن تستقطب عددا من »المريدين« ويعلن بالتالي أنه المهدي المنتظر. مصادر مطلعة أفادتنا أن زعيم الجماعة المهداوية كانت له سلطة مطلقة على مريديه، حيث ينفذ الجميع أوامره دون تردد وكانت له قدرة خارقة على الاقناع حيث كان على اطلاع كبير بأمور الدين والقانون وأنه سبق أن تم الاستماع اليه من قبل العناصر الأمنية قبل أكثر من سنة بعد أن انتشرت أخباره, الا أنه لم يتم اعتقاله حينها لأسباب تبقى مجهولة الى حد الآن. مصادر مطلعة أفادتنا بأن حقيقة هذه الجماعة لاتخرج عن سياق اقتصادي واجتماعي وابتزاز جماعي للمريدين من قبل زعيمها الذي أخطأ بإعلانه أمام مريديه بأنه المهدي المنتظر . وأوهم تابعيه بأن الذي سيغير حال هذه الأمة هو رسول الله، بنفسه أي أنه سيبعث في آخر الزمان، في إشارة إليه الأمر الذي دفع بالسلطات الى الاسراع باعتقاله وتفكيك الجماعة. مصادر مطلعة أفادت جريدة الاتحاد الاشتراكي بأن حقيقة هذه الجماعة والتي تتكون من عدة أفراد ينشطون في كل من تاوريرت و وجدة و العروي والصويرة تكمن في كون زعيمها المنشق عن جماعة العدل والاحسان وخدمة لأهداف اقتصادية شخصية محضة أراد محاكاة جماعته الأم وبعض الطرق الصوفية التي تعلن الولاء المطلق لقائدها فقام بنسج هالة من القدسية حوله وانطلق بمجموعة من المريدين لاتتعدى العشرة قبل أن تتوسع القاعدة والتي كان يختار عناصرها من الأفراد الطائعين الذين كانوا ينفذون أوامره والتي كانت تصل أحيانا الى مطالب أو أوامر يقف المرء مذهولا أمامها. ومن الأوامر التي كانت يأمر أتباعه بها أنه كان يفرض على تابعيه قطع الأرحام وهجر الوالدين و الاكتحال والصلع وإخراج صلاة الصبح عن وقتها، وأنه كان يتحكم بشكل كامل في تسيير الحياة الزوجية لمريديه وكان يقوم بتزويج المريدين تحت امرته، بل سبق له أن أمر زوج بتطليق زوجته لأنه أرادها له كما أنه احتفل في مرة بزواجه من مجهولة في السماء1 وفي سياق متصل كان الزعيم أو المهدي المنتظر يأمر مريديه ببيع ممتلكاتهم العقارية وكان يستخلص منها نسبة حيث كان يشدد على القول بأن المهدي المنتظر على الأبواب وأنه لاحاجة لهم بممتلكاتهم وهو ماتسبب في تفكيك مجموعة من الأسر وصلت الى حد اقامة دعاوى اهمال الأسرة أمام المحاكم وكان لا يكتفي بالأموال التي كان يحصل عليها من أتباعه، بل كان يتوصل بمبالغ مالية من الخارج? يتم صرفها على بعض مريديه لتقوية روابط التبعية له وضمان الانضباط لممارساته العقائدية. وفي سياق البحث مع أفراد الجماعة أفادت معلومات من مدينة تاوريرت أن مجموعة من أتباعه فروا خارج الاقليم في انتظار أن تتضح الأمور