السقوط من الطابق الثالث ينهي حياة أم بطنجة    أمن البيضاء يحقق مع جزائريين وماليين على خلفية دهس بين 7 أشخاص بسيارات رباعية    ميناء طنجة المتوسط يقوي قدراته اللوجستية باستثمار 4 مليارات درهم    الدرهم يتراجع بنسبة 1,18 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بين شهري شتنبر وأكتوبر (بنك المغرب)    وقفات تضامنية مع غزة ولبنان بعدد من مدن المملكة        عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    "جبهة نقابية" ترفض المس بالحق الدستوري في الإضراب وتستعد للاحتجاج    المغرب وفرنسا… إضاءة التاريخ لتحوّل جذري في الحاضر والمستقبل    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    وسيط المملكة يعلن عن نجاح تسوية طلبة الطب ويدعو لمواصلة الحوار الهادئ    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجرد شهادة واستنكار .. في شأن الميثاق الوطني، الدارجة والأمازيغية

لو شرعنا في الحديث عن النص وهوامشه، عن الشفافية والحق في الوصول إلى المعلومة والتأكد من مصادر الخبر، وعن الفوارق البينة بين »الوشوشة والتسريب المخدوم« والانطباعات والمعاينة والتأويل خارج السياق، وعن شروط اللحظة التاريخية وأسباب النزول والمسوغات والغايات الأساسية والفرعية، وعن غياب ثقافة التقويم والاستقراء للاسترشاد وعدم تكرار نفس الأخطاء، وعن المميزات الواجب الاقتضاء بها لفرز التوافقات الكبرى المؤسسة والمهيكلة عن التوافقات الظرفية والتلفيقية، وعن شح أدب السيرة والشهادة في المتن العربي.. ونص »»الشهادة والاستشهاد»« المقرون »بالهجرة إلى المدن السفلى«، لم يعد, يا عبد الله راجع، يتلاءم مع الفوار اللحظي... المتدفق الوامض.. لجدارات الفيسبوك، وتغريدات تويتر! لو شرعنا في هذا، لاجتررنا المكرور من القول المغربي في شأن التربية والتكوين والبحث العلمي... والمكرور جله، جعجعة و لا طحين جله. إما إخوانيات، أو قدح، أو محاولة ميؤوسة لنفي الآخر والتعلق بوثوقيات عاجزة على اختراق القبة الحديدية / الثقالة والتهيب والممانعة، جله إما طبول ومزامير وإما صياح كتيبة مريدين، أو ولولة ولطم خدود غير متوردة... الخنساء عربية اللسان، وكذلك الحطيئة وأبو فراس الحمداني، الله عربي السجع ، وديكارت من بلاد الافرنج, وفنلندا مجرد إسم لمكان غرائبي وطواحين الهواء نستوردها ونوطنها دوارة كالأيام ...حديثنا والدليل هو الواقع وأرقامه وتوالي الاصلاحات المجهضة، أو المخنوقة أو المستعجلة نتائجها عن أحوال تلك المنظومة كاد بعضه أن يكون لغوا دون ذرة معنى... إما حنين واشتياق لماض لم تعد شروطه قائمة ولم يكن بذلك البهاء المتوهم أو تبرم من محاولة استنساخ لتجارب غربية متقادمة تتوجب إبداع التوطين أو انتقاد خبيث كشجرة الزقوم، وقد أتى ذكرها في القرآن الكريم كمنتهى الفتنة... والفتنة أشد من القتل.. فتنة يريدون بها كيدا. وللبيت رب يحميه أما من يسكنوا البيت فهم عن الأخطار المحدقة بي لا هون.
هي الزوابع من كل حدب وصوب، أم مجرد رياح ذاريات... وما الإنذار بالطوفان إلا تهويل؟ سلام على إبراهيم وإلياس ويونس الذي لبث في بطن الحوت. وبالعربي الواضح، الفصيح، نقول لنور الدين عيوش، ولسعد الدين العثماني... آتوا بكتابكم إن كنتم صادقين. لن تمر مدمرة التوصيات والفتاوى، النكوصية ولو «»ما بعد حداثية« «مدفوعة بالكذب على الجينات أو »بالخبرة« اللسانية البيداغوجية وكتابهم مغرد في آفاته وإن مثنى في سواده.
من الأعضاء الثلاثة والثلاثين للجنة (وكان سيكون لها الشرف أن تكون ملكية، لكنها لم تكن إلا اللجنة الخاصة) التي اشتغلت على إنجاز الميثاق الوطني للتربية والتكوين.. الذي شكل «»رسميا«« الأرضية المرجعية لعشرية الإصلاح حتى سنة 2008 دون أن يرقى إلى «»قانون إطار»«.. رحل إلى دار البقاء رئيسها والاستاذ الادريسي الذي مثل حزب الأحرار... شافى الله الأستاذ محمد جسوس وأطال الله عمر الباقيات والباقين، مع موفور الصحة, من بين هؤلاء صارت أمينة المريني رئيسة للهاكا، وفاطمة الكحيل عضوة في مجلس النواب, وصار بنعمور رئيس هيئة المنافسة وبنموسى سفيرا في باريس والطيب الشيكلي عضوا في أكاديمية الحسن الثاني للعموم والتكنولوجيا بعد رئاسة جامعة محمد الخامس ?السويسيو و ادريس مرون رئيسا للفريق النيابي الحركي بمجلس المستشارين وعبد اللطيف اليوسفي مديرا سابقا للاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (الغرب - الشراردة). وصار بنكيران رئيسا لحكومة »صلة الرحم مع الماضي« وجامع المعتصم مديرا لديوان الرئيس.
ترى... فيما يمكن أن يفيد جمع كل قدماء الأعضاء, الأحياء بالطبع، لتبادل انطباعات غير ملزمة... مجرد انطباعات حول منهجية اشتغال تلك اللجنة؟ لاهمنا التقويم، فإعادة اختراع العجلة أهون، وفرصة لاتعوض لتمجيد الذوات »المبتكرة« لخطاب جديد قديم... يدور الزمن, يتسارع وما همنا. ونحن القائلون في تفلسف »»من سعى للربح فالعام طويل»« نحن هنا قاعدون، الرصيف مضياف وليذهب القطار حيث أراد مساقا. القطار الآخر آت وسنرى الرصيف بعتمته واهتزازاته مضياف ولا تزاحم ولا تناكب لمن تقشف فامتنع عن اقتناء بطاقة الصعود. هدوء وسمر وسكينة... اليوم خمر وغدا أمر.. لازمة مخدرة والأرزاق بيد الخالق الرزاق، فلا حرج، ولانكد، دامت لنا الأفراح استيهامات... زغرودة سوق عكاظ، معلقات، قصر الحمراء، بيت الحكمة، نحن! خرت له الجبابرة ساجدين، رضيعنا وقد بلغ الفطام بعد عصر التدوين قلنا، أو على الأصح قال الخلف بان واكتمل أسس التعليم الأصيل، الداعم المطور لهويتنا بعقلانية منتجة وحتى في الهوية اندلع التشكيك يا صاحبي! التعدد اللغوي والثقافي كاد أن يمسخ حقا أريد به باطل نحن من يتقن تحويل الدعامة إن خرسانة تهشم الرؤوس وتكسر العظام، وتفجر الجغرافيا وتولد كل شروط الاسترخاء في انحطاط وتشرذم وتحيي مشاريع الاستعمار الغاشم.
لأسباب جد شخصية .. حدثوني عن ذاتي لاتهمني إلا ذاتي.. ووحدها من الشأن العام تهمنا صناديق التقاعد... وكأن في الأنانية المتوخاة ما يفتخر بي أو ما يهم البلد! قررنا الصوم عن الكتابة في الشأن التعليمي وكم من عربي جاع حولا ليفطر على ... هما أمران عارضان لفتا انتباهنا... الأول هو ما أشار إليه عبد القادر الفاسي الفهري، أحد أعضاء اللجنة الخاصة، بصدد ما حدث به الراحل الحسن الثاني أعضاء اللجنة خلال دردشة حميمية وعفوية حول كأس شاي بخصوص التعريب المنشود (مقال منشور ضمن ملف مجلة تبين الاماراتية خاص باللغة العربية والهوية). والثاني يتعلق بخبر على الصفحة الاولى لأخبار اليوم (الاربعاء 6 نونبر 2013) بخصوص ما قد يفترض أنه حدث خلال أشغال اللجنة الخاصة بشأن التدريس بالعامية.
بإيجاز وعملا بالقول المغربي المأثور «لا يكذب سوى على الموتى» نقول:
أولا، لم يسافر أعضاء اللجنة كمجموعة إلى كل أنحاء المعمور, بل توزع أعضاء اللجنة إلى مجموعات من 3 إلى 5 أعضاء. وسافرت كل مجموعة إلى بلدين أو استنثاء إلى ثلاثة وسيكون مفيدا أو طريفا التأمل في الانتماءات »الاصلية« السياسية والنقابية والتقنوقراطية لكل مجموعة, هي عبر بسيطة توجد في قرارات واختيارات جد بسيطة.
ويوجد في البركة ما لا يوجد في البحر وفي العارض «الاعتباطي» مالا يوجد في الثابت السطحي.
ثانيا، لم يصل إلى علمنا أن توصل أحد أعضاء اللجنة بتعويضات جزافية، مادية أو مالية مقسطة... الأداء الالكتروني عن بعد لم يكن بعد مغربيا.. عن مشاركة في أشغال اللجنة تعويضات التنقل حسب علمنا والله أعلم بعباده بما في الصدور وما تخفي الأرحام... استفاد من بعضها عضو واحد يقيم بمراكش.
ثالثا، لانتذكر ولم نصب بعد بالخرف ولا بالزهايمر، أن طرحت مسألة التدريس بالعامية كنقطة على جدول الأعمال. فعلا وردت المسألة في ملاحظة... بين الجدية و »المزاح«... وأرفقها صاحبها، لأسباب شق علينا تبيانها، بجملة »المغرب في وضعية يرثى لها.. الكل يريد هَجره إلا السرفاتي... أحمق.. يصر على العودة إلى أحضان وطنه... وقيل القول بإخراج مسرحي متكامل... دموع مترقرقة لم تغادر المُقل، نظارات تُزال وترمى على الطاولة، عيون تفرك، يد يُسنَد عليها خدٌّ، ويد أخرى تخترق الفضاء لتزيح حاجزاً لا يراه إلا الممثل... ولغة القول: فرنسية معتقة، وشظايا عامية مغربية.. والحاضرون لم يولدوا مع آخر قطرات الغيث... لكل نصيبه من الحنكة والدهاء... »يقرؤها طايرة«... جس النبض جعل نور الدين عيوش، صاحب مؤسسة »زاكورة« وحملة »دابا 2007«، والراعي... هكذا تطوعاً واهتماماً غيوراً بشأن المنظومة.. للندوة الدولية... العلمية... التي حضر وقائعها وزير سابق للتعليم، وهو الوزير اللاحق.. بعد أيام... في الحكومة »السياسية« لبنكيران المكلف بنفس القطاع المأزوم، أصلا وحاضراً ومستقبلا... كتقنوقراطي، رئيس أسبق لجامعة الأخوين، والرئيس الحالي للهيأة الوطنية (المرصد) المكلفة بتتبع وتقويم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. نِعْم الرجل، فقد خبرناه عن قرب في شركته العاملة في مجال المعلوميات. و »نِعْم« الوزير، فمن أولى الملفات التي باشرها ملفان لهما دلالة أو حُمولة، سياسية واضحة: إعادة تفويض بعض الاختصاصات للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين دعماً لإرساء الجهوية، والتدقيق في شأن التعثرات التي تعيق تعميم تدريس الأمازيغية...
تعثرات؟ هكذا تقول تقارير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. معهد نتج تأسيسه عن خطاب أجْدير حتى قبل دستور 2011 الذي نص على أن »الأمازيغية لغة رسمية«.. وأسهم أصحاب القرار بداخله في اختيار تيفناغ لكتابة الأمازيغية »المعيارية«.. والنية صادقة في عدم حرمان العارفين فقط بالخط العربي... النسخي والرقعي و »الدمياطي«... من النهل من التراث الأمازيغي، الورقي والإلكتروني الرقمي! هو حاجز قد يولِّد التلاقح، والتخصيب...
الانفتاح والتبادل... والاغتناء والتقارب في فضاء عام مغربي موحِّد وموحَّد بامتياز... وداعم لترسخ الهوية المغربية الواحدة في تعدد، إدماج واندماج.
بمناسبة الذكرى الأخيرة لإنشاء المعهد، وقف الأستاذ المانوني، رئيس لجنة صياغة دستور 2011... الذي زعم بنكيران أن صياغته تمت داخل الديوان الملكي... خطيباً... ولمن لا يعرف الأستاذ المانوني فليُعد قراءة تاريخ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وخصوصاً وقائع المؤتمر 13... وكتاباته حول الحركة النقابية في المغرب... وقف خطيباً، فقال بوضوح وشجاعة من جربوا أشياء أخرى في زمن مغربي آخر... تلك السنوات التي تآلف فيها الجمر والرصاص.. وتولدت عنها لاحقاً العدالة الانتقالية وهيأة العدل والإنصاف.. ما مفاده: نعم للأمازيغية كمسألة لغوية ثقافية، لا للأمازيغية كأهداف سياسية معينة، وقصة اللبيب والإشارة سارت بذكرها الركبان.
رابعا، فعلا طرح عبد الإله بنكيران وبوضوح يُحسب له... وبقهقهته المعهودة، وبدون تلك الربطة (غريب أمر هذه القطعة من الكتان وقد صارت محلَّ اهتمام... سوى في إيران، حتى حين) الذي سيُضطر إلى لفها حول عنقه، داخل قاعة الاستقبال الشرفية بمطار مراكش المنارة... كان أحد المساعدين الأقربين... وهو اليوم المسؤول عن مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لرجال التعليم... ونسائه... الذي تمرد على الوزير الذي انتقل من التعليم إلى المقاصة، بعدما انسلخ من الميزان المتورّد... وطرد الخبير البلجيكي الذي لم يكن قط خبيراً في بلده.. وتحدى أوباما... وكان نصوحاً بالزواج... و الزواج تكملةٌ للتديّن... وأعاد »للسبسي«، التراث المشترك بين جامع الفنا وجبال جبالة وكتامة، وزان والشاون... شرعيته التاريخية من تحت القبة الواقية لممثلي الأمة الخائفين على مدخولهم من التقاعد... التقاعد لا على وظيف أو شغل، بل تقاعد يتولد وافراً عن إنابة وانتداب وتمثيلية للإرادة الشعبية... هي أصول الديمقراطية التمثيلية التفويضية في نسختها المغربية.. ولا حسد!.. وربطة العنق؟ كان المساعد الأقرب يحمل ما ملأ من أثوابها مختلفة الألوان داخل حقيبة جلدية... »اللي في راس الجمل، فراس الجمَّال«... وماذا طرح بنكيران بوضوح؟ ان ترتقي وزارة التعليم إلى مرتبة وزارة سيادة.. ولو أن هذه المرتبة لم ترِد يوماً في القانون الأسمى.. شأنها شأن »»وزير دولة»« التي يحق القول في شأنها: »حرام عليهم، حلال على باها، العلبة السوداء، والروح الثانية المهدئة الواقية من التصادم أو الانفلات«.. فعلا يجوز ما وُصف بغير الجائز، والمستحدث.. وكل بدعة ليست بالضرورة ضلالة.
والحمد لله أن الرأس تدور، وأن النسيان هبة الخالق. وما أحوجنا إليه في زمن اليوتوب، والشركات العاملة في مجال »تحسين السمعة«.. الصورة و الماضي والسيرة الذاتية.. وليس في النسيان ما يشوش على وعود سابقة، و لا انزلاق عن سكة البرنامج السياسي/ الخطاب الانتخابي/ المشروع المجتمعي، ولا تراجع عن الربط بين المسؤولية والمحاسبة... وبالطبع، ما لا يدرَك كله، لا يترك كله... والفقيه الريسوني، الضابط الشرعي، لا يرى منسوب الانزلاق إلا في حدود 20%... والخمس لاشيءَ يستحق الاهتمام!
وزير تكنوقراطي في التعليم، مجال التنشئة بامتياز... وتربية مواطن ومواطنة الغد على قيم المواطنة وإدراك الذات والعالم، مسألة محمودة.. المدرسة هي شأن الخبراء ذوي الكفاء والمقاربة» »الموضوعية»« اللامتحيزة... والأحزاب لا كفاءات داخلها، وحساباتها دائما ضيقة، و نظرها حول في حول, وماذا لو كان هذا مجرد أول قطرات الغيث، والإقرار بالفشل بعد إدراك.. من موقع التدبير والتسيير، وهو المحك... ذلك البون الواسع بين الرغبة في التغيير وبين محدودية القدرة على الاقتراب من معمانه.. للتغيير، مثلا بخصوص المجانية، وصندوق المقاصة وصناديق التقاعد... إلا هذه! ثمن سياسي انتخابي... شعبي جماهيري.. توجب تأديته من بعض رصيد. وماذا يحصل إذا تجاوزت التكلفة الرصيد؟ بل وماذا لو ضاع الرصيد جله دون إقدام على إصلاح... خطوات بسيطة مهيكلة!
السيد بنكيران، لم نكن منذ ذلك الزمن إلا متشاركين لأمور كثيرة.. منذ زيارة الشاه المخلوع.. بل وقبلها.. وخلال أشغال اللجنة، لن أنسى قط مساندتكم الرجولية حقا، بعدما طعن خرقا في تمثيليتي أحد ذوي القربى. وقد التحق بثاني اجتماع.. توا، بعد نزوله من طائرة قادمة من مطار كينيدي.. وأصدقك كل الصدق عندما تقول بأنك تحن الى نشاطك الدعوي .. الدعوى شئ، والسياسة شيء آخر.. السياسة قرارات لن ترضي إلا البعض... أولا أحد.. وجوهر السياسة، غياب التأمين بخصوص حوادثها.. الا نعطافات، المنعرجات، الحفر، محدودية المنظورية، قلة تجربة السائق، محرك غير مضبوط، منبه يزعق في السهل ويحن في الغروب.. والغروب ليس فقط »غابة نخيل وقت السحر«، الغروب أفول.. وشمس منهكة ترتمي في حيث لا ندري.. الغروب لحظة تقديم الشمس قربانا... وما أنتم بوضوح الشمس، ولا قدرتها على تحمل الاحتراق. احتراق قال عنه ضابطكم الشرعي، فقيه المقاصد.. إن احترق الحزب، وقع ما لم يكن في الحسبان للوطن.. لا بديل، ولا دليل... الكارثة أن الفقيه لا ينطق عن الهوى، ولا يتكلم من فراغ.. بل هي قوي الحداثة منكسرة، غارقة في كأس.. فليدع معنا الفقيه أن يآلف الله بين قلوبهم حتى يكونوا البديل... ويبقى البلد مستقرا في تحول مضبوط إيقاعه.
خامسا: فعلا طرح داخل «»اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين« «مقترح تجربة الإصلاح في عدد محدود من الأكاديميات والجامعات.. والمسوغات تقنية ومالية ولوجستيكية ومنهجية حتى. لكن مصادر التخوف عديدة: المغرب النافع / المغرب الآخر، المرحلي الذي يتحول مغربيا الي مستدام، تبخيس العامل النفسي، والمشروع الشامل، والممتد أفقيا وعموديا ومجاليا، فقدان الزخم المتولد عن اللحظة التاريخية...
القول بالتجريب لا يجوز في أمور التربية والتكوين.. والتناوب التاريخي في نسخته الأولى... التوافق الوطني المحكوم بضرورة ترسيخ كل الشروط »للانتقال السلس للحكم«.. استغلال «الهدنة» مع الهيآت النقابية الأكبر تمثيلية...
عدالة الإصلاح بمعنى استفادة كل المتعلمين من إيجابياته الوافرة الطيبة... العامل النفسي كفيل بصنع المعجزات وتجاوز إشكاليات التمويل وتكوين الموارد البشرية... والجمع بين التعميم والجودة... الأمازيغية والإنجليزية والمعلوميات... وبين التعليم التلقيني والتكوين المهني.. وهلم جرا.
لا مراء أن في قولنا إطناب أرهقكم.. ولم نتحدث بعد في أمر الاستنكار، وقد ورد ذكرة في العنوان, والعنوان عتبة النص, لا رسالة إشهارية!
القارئ/ئة فطن/نت ويتساءل.. وما دخل نور الدين عيوش وسعد الدين العثماني في كل هذا؟ نور الدين عيوش، صاحب »دابا 2007« لكن أيضا صاحب مجلة» »كلمة» كتجربة محمودة ومجهضة.. أمره لا يدعو الى الكثير من القلق. تعودنا على خرجاته, ولو الخرجة الأخيرة مذهلة! نظم ندوة علمية استأثرت بحضور أشخاص وازنين وقريبين من مركز القرار.. وبتغطية إعلامية خاصة.. وبمشاركة خبراء أجانب ليسوا خبراء في أوطانهم.. والندوة المغربية لن تكون »علمية وذات مصداقية إلا بهم وبآرائهم القيمة. خلصت الندوة الى توصيات منتهى الإبداع والذكاء والنجاعة.. من بينها التدريس بالعامية.. ولا يجوز تدريسها إلا لمعلم/مة من نفس القبيلة وله/لها نفس اللسان. طيب! هي حرية الاجتهاد وما بعد الحداثة أ ترفع التوصيات الي الملك , أمر فيه نظر, خصوصا وأن الفصل 168 من الدستور ينص على إحداث المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي كهيأة استشارية.. في الأمر تجاوز وتنازع في الاختصاصات.و سعد الدين العماني وهو الوزير الأسبق المزاح، والأمين العام الأسبق المزاح، والداعية من معبر حركة الدعوة والإصلاح, والطبيب النفساني المتخرج، أيضا من كلية الشريعة بأيت ملول، والمؤلف لكتب ترجمت الى لغة الأوردو.. قيادي إسلامي قال فيه قيادي حداثي، يعزيه في منصبه الوزاري المفقود، ما لم يقله البحتري في بركة المتوكل، الخليفة العباسي.. ونقيض ما قاله مالك في الخمر.
القائل لأصدق مديح هو صاحب «»العريس»« وما زال في الحياة شيء يستحق الاهتمام.. صلاح الوديع. يا صلاح أنت خريج أرقى مدارس الرومانسية الوطنية.. ويصح عكس ترتيب اللفظتين.. أنت أديت الثمن باهظا حتى تثبت انتماءك العميق للوطن ول 23»مارس».. ومهما تغيرت ألوان البطاقة.. فنقل فؤادك حيث اقتنعت، إنما الحب الأول فيك إلى الأبد.. أنت منا في افتقاد كل دهاء سياسي.. والدليل؟ لك أن تعد كل اخفاقاتك إخفاقاتنا.. إخفاق جماعي متواتر حتى الدهشة وقهقهة أبناء المدينة الحمراء إنك تعرفها جيدا، ولو تخيل لك أنك ابتعدت.
أنت شاعر مرهف الحس، صادق النوايا والتعبير.. فما دهاك حتى تصدر الأحكام بشأن الذات السياسية. المثقف هزم دوما أمام السياسي.. علي بن أبي طالب هزمه معاوية هزيمة ا لله أعلم بوقعها على مسار العرب السياسي. تروتسكي طرده تسالين شر طردة، ولا أحد يدري من لحق به في المكسيك يؤدي له بطاقة سفر دون عودة. يا صلاح لماذا فعلتها؟ وليس في القنافذ أملس، ولا من يصلح مشطا.
وكأنك ترد علينا بقول مسجوع: »لماذا كل هذا التحامل.. لكم حدثتني بشأن لطافة الرجل وحسن أخلاقه وطيب معاشرته.. وقد تصادقت وإياه ذات سنة دراسية في إعدادية عبد الله بن ياسين في إنزكان.. حتى أن في بيت عائلته اكتشفت مجلة العربي الكويتية. فعلا لن ننكر كل هذا. لكن دعنا نحكي لك ما ولد استنكارنا الشديد. وبعجالة
يومان بعد مغادرته مكرها لوزارة الخارجية والتعاون، حل العثماني ضيفا على أحرضان والعنصر بمناسبة ندوة حزبية في موضوع: »أي دور لتدبير التنوع الثقافي في تحصين المسار الديمقراطي«. خطب العثماني، وقال أمورا مستفزة، لكن قد يجيزها من خبر بعضا من لغة الإشارات السياسية، والمزايدات الاجترائية المحسوبة.. ولو لامست خطوط التماس.. مثلا؟ لاديمقراطية سياسية دون الاعتناء المتميز بالأمازيغية وتحقيق» »الديمقراطية اللغوية»« وكذلك التأكيد على أن الأمازيغ يمثلون أزيد من 50 في المائة من المغاربة «يكون الحديث عن التنوع الثقافي عندما نتحدث عن الأقليات, أما في المغرب فالأمازيغ هم الأكترية، بالرغم من كون أقل من 50% من المغاربة يتحدثون بالأمازيغية... وهذا راجع الى الإهمال الرسمي للأمازيغية ومعه إهمال المجتمع أيضا لها, خصوصا وأننا نجد أمازيغ لا يتكلمون بالأمازيغية».
وللنسبة دلالة واضحة بخصوص شرعية الوصول الى السلطة... في حالة التصويت لا على أساس البرنامج والانتماء الفكري السياسي.. بل جعلها ديمقراطة صناديق اقتراع/صناديق متفجرات تشحن على أساس الأمازيغي/.. مما سيعزز بدون شك الانتماء الى المغرب الوطن، ويعطي للجهوية المتقدمة معاني نتهيب حتى تصورها.. وبالتالي ربما تقدم الداعية الأمازيغي البرلماني عن دائرتي المحمدية والدار البيضاء بعد فوز انتخابي قديم في دائرة انزكان.. بمقترح يهدف الى تضمين الملصق الانتخابي للصفة اللغوية للمترشح. طيب! وبعد الملصق البطاقة الوطنية، وبعدها الجواز!
فقط، لهذه الأسباب تستنكر؟ بلى, كل هذا يهون في عصر ما بعد الحراك الذي توهم الديمقراطية، التحرر والكرامة، متولدة وبهية كاملة محتضنة (بالكسرة والفتحة).. من الفيسبوك وتوتير والرسائل الإلكترونية القصيرة.. دون مشروع. ولا تنظيم، ولا قيادة.. ذاك. موضوع آخر... الموضوع أخطر يا صلاح، يا شاعرا حشر نفسه في غيابات جب عميقة في قعرها غازات حارقة خانقة. ووهب رسالة تقدير.. ما أعز تقدير صاحب «»العريس».. تقدير أقرانك أعز العملات يا صلاح! و إن..
مربط الفرس يا صلاح، والخير في نواصيها وإن هددت سنابكها نمل سليمان.. هو أن الداعية، الطبيب النفساني، تحدث عن مغاربة أمازيغ لا ينطقون الأمازيغية. مما يعني أن الأمازيغية ليست فقط هوية فرعية ناطقة بل.. هي جينية. أتدرك أيها الشاعر ما قد يترتب عن القول بكون الهوية/الانتماء جوهرها الجينات.. »الكروموزات؟ أتعني ما القول بأن أزيد من 12 قرنا من التعايش، والمصاهرة، والاختلاط والتنقل
الفردي والجماعي داخل التراب الوطني لم تؤثر قيد انملة في الشفيرة الجينية النقية، الصافية، القحة لسكان المغرب الاصليين.... دون الحديث عن الوندال، والفينيقيين، والرومان، والمطرودين من الاندلس والوافدين من السودان.. وهل كان زواج الامازيغ من اليهود المغاربة محرما قبل وصول الاسلام.. الفتح- الغزو؟ او يصح نكران وجود يهود مغاربة يتلفظون الامازيغية - ليست تلك المعيارية.... حق التلفظ؟ أترى يا صلاح الى أي شباك يقودنا الربط بين الهوية الامازيغية والجينات.. اترانا نعيد فتح ملفات حقوق الدم وحقوق الارض، وحقوق الاقامة الطويلة... ومفاهيم الوطن، والهوية، والانتماء. والجنسية.
اسمع يا صلاح فسندق المسمار الاخير.. مسمار العلم الامريكي الذي يتجاهله خريج كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء.. حاضرة رثاها الملك. حاضرة زفزاف، وثريا السقاط، والزرقطوني.. حاضرة حضنت الانوية الاولى لحركة المقاومة ضد الاستعمار دون ان تسأل احد اعضائها عن الحافلة التي حملته... والحافلة قدمت من سوس، وطنجة، ورزازات، ودمنات، وحاحة، ايمنتانوت.. وفي قلب سوس قبائل عربية اللسان، كما نواحي ورزازات.. اما قبائل جبالة، وان نطق سكانها بعربية اقرب الى الفصيح فجل اسماء الامكنة امازيغية.
ماذا يقول العلم يا صلاح؟ البصمة الجينية كذبة، ومزحة، وحجة واهية.. وان قادت الكثير الى السجن او المقصلة او الكرسي الكهربائي. وتمثلا بجبران خليل جبران، مؤلف النبي، نقول لكم يا صلاح
اعطوني اذنا، اعطيكم صوتا، لا صوت ناخب، بل صوت مواطن قلق وفرتم له متعة القراءة نثرا وشعرا والافتخار لانتماء مشترك كان... هم هناك فلسطينيو الشتات، وعرب اسرائيل، وعرب الضفة الغربية او الاردن، وفلسطينيو الحق في العودة، وفلسطينيو المخيمات، وعبر ماقبل 48 وما بعد 67، وفلسطينيو رام الله، او غزة او تونس، او جزر الوقواق، او مرافئ قبرص ومالطا.. بالطبع ليس هناك حتي اليوم، فلسطينيو قوارب الموت.. ظاهرة جديرة بالدراسة من مدخل البيولوجيا والجينات! لكنهم بكل اصنافهم اقل حقوقا من الفلاشا يهود الحبشة.. ومن الفارين من روسيا واحوازها... لكنهم بالطبع اكثر وجودا من «البدون» في الكويت.. فهلا حزمت حقائبك، يا صلاح، والبحر حاضر في اسفي. واسمك العائلي، الحاضر منذ الأب في التاريخ الحديث المضيء، تهمة.. الوديع الاسفي... واسفي لا أظنها مسكن سكان المغرب الاصليين, اسفي خارج جغرافية الدعاة اللسانيين الجدد. علما ان مواقف حزب العدالة والتنمية لم تكن قط بهذه القطيعة بخصوص الوضع اللغوي او الفرز الهوياتي اللسني... اهي مجرد اصوات انتخابية؟ والقلق لن يكون بالضرورة سلبيا.. و الاستنكار باكورة الاستنفار. من أجل غاية بسيطة واضحة. تنوع ثقافي يوفر شروط المواطنة الكريمة في اطار دولة مدنية، وقوية بكل مواردها البشرية المومنة، عن قناعة واقتناع بامكانية التعايش المحترم لكل الخصوصيات.. هويات فرعية منسجمة وداعمة مع الهوية حاملة، ومحورية، وقوية. تتغذى من روافدها وتغذيها هوية متفتحة دون استلاب، ولا ذوبان، ولا نكوص.
ماذا يقول العلم يا صلاح؟ نحيلكم على عدد شهر غشت 2013 من المجلة الطبية المحكمة «انترناسيونال جورنال اوف كانسر»، وبالخصوص على تقرير خلصت فيه باحثة، من معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، الى أن الخلايا الذكرية يمكنها ان تخترق نسيج الثدي لدى النساء. ونبسط القول، وانت الاديب الذي لن يرتاح الى لغة خشنة... في الصفوف الدراسية في علم الاحياء جرى ابلاغ الطلبة بان خريطتنا الوراثية (الجينوم) تقع في صلب هويتنا وشخصيتنا. لذا فما علينا الا قراءة التسلسل الجيني في الكروموزما، في اي خلية، للاطلاع على كل المعلومات الخاصة بجينات الانسان كما تقول الشركات العاملة في مجال اختبار الجينات كلما علمت المزيد عن حمضك النووي، عرفت نفسك اكثر.. كذب وبهتان!
بدأ العلماء يكتشفون الى درجة مدهشة، باننا نحتوي على وفرة كبيرة من الجينات، وبأنه من العادي ان يمتلك الفرد كثيرا من الجينومات وبعض الافراد يمتلكون مجموعة من الخلايا بتشوهات وتحولات لا نجدها في بقية انحاء الجسم.. بينما يمتلك البعض الاخر جينومات مصدرها اشخاص اخرون.. جنين سابق في الرحم او شخص مجهول تبرع بدم نقل الي محتاج.... ونشرت سلسلة من التقارير العلمية تثبت ان الاختلافات في الجينومات الموجودة في شخص ما هي من السعة والشمول بحيث لا يمكن انكارها.. وخلاصة الامر ان وجو الجينومات المتعددة في شخص بشري سيكون له اثره الكبير على ممارسة الطب وعلم الاحياء والشرطة الطبية.. وكذا على رقم معاملات الشركات ذات الشعار «اعرف جينومك» تعرف هويتك، واصولك وشجرة انسابك وانت الاديب يا صلاح. نذكرك بورود: الخميرية في الميثولوجيا الاغريقية حيث «الكيمر» او «الحبمر» هو كائن وحشي، او وحش خرافي، بصفات فيزيولوجية من جنسين او نوعين صافيين مختلفين.. التلاقح.. التخاصب، التحول، التغيير ناموس الوجود... ياصلاح وبالعربي المأدلج، الثابت والمتحول الدينامية ، التوافق, الالتحام، الانصهار, جدلية التطور والقطيعة والطفرة.. التناقضات الاساسية والثانوية المصير المشترك تعدد المسارات التنموية والديمقراطية... الاختلاف داخل الوحدة وفي سعي التدقيق في الخميرية نحيله الى تقرير ليندار راندولف المنشور في مجلة امريكان جورنال اوف ميديكال جينيتكس، عدد يوليوز 2013 ومن آثر البسيط ، فالخميري هو الشخص الذي يتفور على دم من نوعين,ولم تجاهل الامر اصحاب رخصة السياقة. ولا جعلك الخالق الرازق، يا صلاح تحتاج كويرات لاحمراء ولا بيضاء... ولا حتي ان تضطر الى معرفة فصيلتك /فصائلك الدموية تكفيك الفصائل الاخرى التي سبحت بداخلها واديث ثمن السباحة غاليا!
اذن من هو العربي الوافد الغازي الغريب عن الاطلس والريف وسوس، ومن هو سليل سكان المغرب الاصليين؟ ان اعتبر الداعية القيادي الاسلامي، خريج كلية الطب، ان الامازيغي هو، ايضا، الذي لا ينطق باي من اللهجات الامازيغية... فقد تعمد الخطأ العلمي. وهو خطأ لا يغتفر وليس قطعا من فصيلة القبلة وهي من اللمم، ولا حتى من دينامية الاحتكاك الذي قال فيه الفقيه المفتي البرلماني سابقا، قوله متماهيا مع شاعر الانفة والشموخ، الشاعر العربي اللسان، المتبني:
انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
ان جهل وزير الخارجية الاسبق ما قد يترتب عن قوله فمصيبة، وان تجاهل فطامة كبرى. كيف سيخلط بين اممية تمتد حتى لاهور واقصى شرق الصين وسلطنة بروناي التي اعلن السلطان عليها عن تطبيق الشريعة الاسلامية (بتر ايدي اللصوص، وجلد متناولي الخمور، ورجم الزاني والزانية) واممية امازيغية لا تمتد كثيرا ابعد من ليبيا؟ ليبيا حيث يقاطع زعماء الامازيغ اللجنة المكلفة باعداد الدستور الجديد مطالبين بان تكون لهم سلطة اكبر، وحيث يصرح غالي تويني، عضو المجلس المحلي في زوارة هدفنا الرئيسي هو أن يضمن الدستور لغة الامازيغ وثقافتنا. بينما يقول عادل التلوع احد امراء الحرب.. الذي سطا منذ بضعة اسابيع على ميناء ملتة «يمكننا وقف صادرات الغاز الى اوربا للضغط على ايطاليا والاتحاد الاوروبي لدفع المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي) الى الاعتراف بلغة الامازيغ» قبل ان يضيف «نحن مسلمون وليبيون ولكن العرب يمارسون التمييز ضدنا» لكنها غواية الاستقواء بالاجنبي.. علما ان بعض زعماء الامازيغ يقرون بان الحياة تحسنت منذ سقوط القدافي الذي حظر لغة الامازيغ، حيث بدأت بعض المناطق، منذ سنة 2011 تستعين باساتذة من المغرب والجزائر لتدريس الامازيغية في المدارس الابتدائية ...اي امازيغية؟ هذا سؤال الأممية؟.
نعود بالله من ظن السوء، لكنه كلامكم, جمر حارق وتوسل اعاصير اعتى من الذارية, هل تجاوز اللسان العقل. وانتم في صورة «الحكيم «.. الديبلوماسي لا تغفر له زلة.. واي زلة هذه المقترفة بخصوص الامازيغي الذي لا ينطق الامازيغية! لن تجعلونا «شخوصا معلقة من الارجل»، ولا كان لنا ولكم «الصب للصب اهدى رياحيينا.
اخطأ التقدير صلاح حين خاطبك في رسالتك.. لانك الاقرب الى الاخلاق، والابعد حقا من الدفاع عن نصيب من الكعكعة لنفسك, اه يا صلاح، والف آه! لا دخل لنا في الاخلاق. لكن بخصوص نصيب من الكعكة، فصاحبنا، يا صلاح، عيناه على كل الكعكة ان كان يجوز ادخال الوطن الى فرن الطائفية العرقية واللغوية الحينية اللعينة الهوجاء.
اللغوية الجينية ليست ذلك التنوع اللغوي والثقافي الذي يحلم به الشاعر اثراء واغناء للابداع كتعبير عن السعي الى الانفتاح والتواؤم.. والفعل لانجاز المشترك... المواطنة الكريمة، الوطن الحر الابي، والكيان العربي السيادي.من ادراك يا صلاح, ألم يكن سلامة موسى الاشتراكي التقدمي والفرعوني دمث الخلق، لطيف المعشر، لا يعرف الغلظة حتى انه انسحب من حزب اشتراكي اسسه حتى يتفرغ الى العمل الثقافي والجمعوي لطمس العربية، والدعوة الى قطع مصر مع انتمائها الشرقي! آه يا صلاح كم تخون الذاكرة الاديب، الصافي السريرة صاحبها!
افي القنادف املس؟ اتذكر يا صلاح تلك الشرارة التي احرقت سهلا؟ هي الشرارة كادت... الدارجة و الامازيغية غير المنطوقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.