شهدت مباراة المنتخب المغربي مع ضيفه الجزائري في مراكش مساء السبت 04-6-2011، والتي فاز فيها “أسود الأطلس” برباعية نظيفة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، تألقاً لافتاً للاعب أسامة السعيدي الذي كان يخوض المباراة الرسمية الأولى مع منتخب المغرب بقيادة المدرب البلجيكي إيريك غيريتس. وأبهر السعيدي ذو ال22 عاماً الجميع بتسجيل هدف رائع اختتم به الرباعية التاريخية، وقبل ذلك بتألق كبير أرهق به مدافعي المنتخب الجزائري الذين عجزوا عن إيقافه أو حتى الحد من خطورته، ليقدم بذلك لاعب هيرينفين الهولندي أوراق اعتماده رسمياً لدى الجماهير المغربية. ولعب السعيدي دوراً محورياً في فوز المنتخب المغربي، ورأى مراقبون أنه يعتبر الهدية الأولى التي يقدمها غيريتس للكرة المغربية بعد جدل كبير صاحب إشرافه على تدريب “أسود الأطلس” بسبب الراتب الضخم الذي يتقاضاه، فيما كانت الهدية الثانية هي الفوز العريض على “محاربي الصحراء”. قناعة كبيرة وبدا واضحاً اقتناع غيريتس بموهبة السعيدي، لدرجة أنه فضّله على أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى الإنكليزي عادل تاعرابت الذي انفجر غضباً بعدما عرف أنه خارج التشكيلة الأساسية لمباراة الجزائر وغادر مقر إقامة منتخب بلاده قبل ساعات فقط من موعد المباراة. لكن لاعب كوينز بارك رينجرز الإنكليزي والمطلوب لأندية أوروبية كبيرة من بينها ريال مدريد، تفاجأ- شأنه في ذلك شأن كل من تابع المباراة- بالمستوى المذهل للسعيدي، الذي أعاد إلى أذهان الجماهير المغربية أسماء لامعة تألقت مع المنتخب ومع أنديتهم الأوروبية في العقود الماضية. وعقب المباراة حرص غيريتس على توجيه رسالة شديدة اللهجة لتاعرابت، وقال موجهاً حديثه للاعب: “آمل أن تكون تابعت المباراة (أمام الجزائر) وشاهدت أداء السعيدي فوق الميدان لتدرك حينئذ لماذا كنت ستجلس على مقاعد البدلاء”. إشادة واسعة وأجمعت الصحافة المغربية والجزائرية على حد سواء على الإشادة بأداء السعيدي، حتى خلال المباراة نفسها، إذ كال المعلق على التلفزيون الجزائري المديح للاعب ووصفه بأنه نجم خارق وفوق العادة ويملك مؤهلات كبيرة، قبل أن تزداد وتيرة المديح عقب الهدف الذي اختتم به اللاعب المباراة وجاء بمراوغة رائعة مع المدافع الجزائري مصطفى مهدي قبل أن يضع الكرة من بين ساقي الحارس رايس مبولحي في الشباك. أما جماهير المنتخب المغربي فركزت من خلال مساهماتها على المواقع والمنتديات الالكترونية على السعيدي واتفقت على أنه نجم المباراة الأول، فيما أنشأ بعض المشجعين صفحة خاصة باللاعب على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” ووضعوا فيها عددا كبيرا من الصور ومقاطع الفيديو له مع تعليقات مشيدة بأداء اللاعب. وكان لافتاً حالة الانتعاش التي طغت على الجماهير المغربية بعد الأداء المميز لمنتخبها في مباراة الجزائر، ولم تكن النتيجة وحدها مبعث هذه الفرحة وحالة التفاؤل، بل أيضاً الأداء الراقي طوال شوطي المباراة وصغر أعمار اللاعبين، والأهم من ذلك الروح القتالية العالية التي خاضوا بها اللقاء، وهي جزئية لطالما أقلقت الجمهور المغربي الذي اتهم مراراً نجومه بعدم الجدية والقتال في اللعب بالقميص الوطني بعكس ما يجري مع الفرق الأوروبية التي يحترفون فيها. تجدر الإشارة إلى أن أسامة السعيدي يلعب حالياً لنادي هيرينفين الهولندي منذ عامين، وقد انضم له من مواطنه دي غرافشاب، وهو مرشح بقوة للانتقال لنادي أيندهوفن قبل بدء الموسم المقبل، لكن تألقه في المباراة الأخيرة أمام الجزائر قد يدفع أندية أوروبية أخرى للسعي لجلب اللاعب الواعد