في مباراة لرد الاعتبار أقنع فيها "أسود الأطلس" وأمتعوا ورسموها التفوق نتيجة وآداء بفوزهم الكاسح على المنتخب الجزائري برباعية نظيفة كبر معها الطموح المشروع في التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012،المقررة في الغابون وغنييا الاستوائية،تم التوقيع مساء أمس على شهادة ميلاد "منتخب الأحلام" الذي سيعيد بلا شك لكرة القدم المغربية ماضيها التليد وإشعاعها وهيبتها على الساحة الإفريقية. وبهذا الفوز الجارف اعتلى المنتخب الوطني المغربي صدارة ترتيب المجموعة الرابعة برصيد سبع نقاط ليخطو خطوة عملاقة نحو التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012. وهذه أكبر حصة يفوز بها المنتخب المغربي على نظيره الجزائري في مباراة رسمية بحيث أنه كان قد فاز عليه عام 1970 بالدار البيضاء بثلاثية ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم لعام 1972 علما بأن الفريق الجزائري كان قد فاز بدوره على المنتخب المغربي بحصة كبيرة بالدار البيضاء (5-1) عام 1979 ضمن إقصائيات الألعاب الأولمبية. وقد أكدت مجموعة البلجيكي إيريك غريتس تفوقها نتيجة وآداء ورسمت لوحات كروية فنية رائعة ودانت لها السيطرة في جل أطوار المباراة التي تتبعها جمهور فاق ال45 ألف متفرج وسادتها الروح الرياضية العالية. فوسط أجواء احتفالية رائعة انطلق الديربي المغربي متكافئا بين المنتخبين المغربي الجزائري بدون فترة جس نبض حيث بادر كل فريق إلى تهديد مرمى الفريق المنافس وكانت أبرز فرصة تلك التي أتيحت لقلب هجوم المنتخب المغربي مران الشماخ في الدقيقة الرابعة حينما تسلم كرة في منطقة عمليات المنتخب الجزائري إثر تمريرة محكمة من أسامة السعيدي لكن رأسية الشماخ ضلت طريقها نحو شباك الحارس رايس مبولحي صاحب الخبرة والتجربة الطويلة. ورد الفريق الجزائري بهجوم مرتد وسريع قاده حسن يبدة مسجل هدف الفوز في مباراة الذهاب بعنابة من ضربة جزاء لكن المهدي بعطية صمام أمان خط الدفاع المغربي وأبرز عنصر في مباراة عنابة أجهض العملية وحول الكرة إلى ركنية (د 11). وتعددت محاولات الفريق الوطني المغربي لتسجيل هدف السبق خاصة عن الجهة اليسرى بواسطة أسامة السعيدي الذي كان نشيطا في خط الهجوم،لكن تكتل الفريق المنافس في وسط الميدان وكثرة التمريرات الخاطئة والتسرع كلها عوامل حالت دون تحقيق ذلك. ولم يطل انتظار الجماهير الغفيرة التي غصت بها منصة ومدرجات ملعب مراكش والتي قدمت من كل أرجاء المملكة ومن خارجها،حيث أفلح أسود الأطلس في توقيع هدف السبق من كرة تابثة من ضربة ركنية سددها بإحكام يوسف بلهندة وتمكن قلب الدفاع المغربي المهدي بنعطية من هز شباك الحارس مبولحي في الدقيقة 26. وألهب هذا الهدف حماس اللاعبين المغاربة الذين تحسن آداؤهم وفرضوا سيطرة ميدانية ملموسة ومارسوا ضغطا متواصلا على مرمى الحارس مبولحي وهددوها بشكل جدي في أكثر من مناسبة ليكرس قلب الهجوم المغربي ولاعب أرسنال الإنجليزي مران الشماخ التفوق المغربي بهدف ثان في الدقيقة 38 بهدف من الروعة بمكان بعد تلقيه تمريرة عميقة من بنعطية. وتحمل خط الدفاع المغربي والحارس نادر المياغري ثقل السبع دقائق الأخيرة من الجولة الأولى التي مارس فيها الجزائريون ضغطا قويا لتدارك الموقف بتوقيع هدف ليقلصوا من خلاله النتيجة. وكانت أخطر محاولات الفريق الجزئري في الدقيقتين 40 من خلال تسديدة قوية للحسن يبدة تصدى لها المياغري ببراعة و42 عن طريق مجيد بوقرة الذي ارتطمت كرته الرأسية بالقائم الأيمن لحارس "أسود الأطلس" الذين أنهوا الجولة الأولى بتفوق بين ومستحق 2-0. ومع انطلاقة الجولة الثانية نسج المنتخب المغربي على نفس المنوال فكان المبادر لتهديد مرمى مبولحي بواسطة مروان الشماخ بعد توغله في منطقة العمليات لكن الحارس الجزائري تدخل وأنقذ الموقف (د 46) ثم عن طريق يوسف حجي (د 47) بيد أن تدخل أحد المدافعين كان موفقا وأبعد الكرة ثم أسامة السعيدي الذي توغل بدوره في المربع وسدد بقوة بجانب المرمى (د 50). وعمل الفريق المغربي بمقولة لا ثاني بدون ثالث فأكرم وفادة ضيفه بهدف ثالث حمل توقيع يوسف حجي في الدقيقة 60 عقب تسلمه كرة عميقة من جمال العليوي واعتقد المدافعون الجزائريون أنه كان في وضعية تسلل بيد أن حجي نجح في هزم الحارس الجزائري. ثمانية دقائق بعد ذلك أنصفت الكرة اللاعب المتألق أسامة السعيدي،الذي كان نجم المباراة إلى جانب المهدي بنعطية،ليضاعف الغلة ويمنح أسود الأطلس الهدف الرابع (د68) بطريقة في منتهى الروعة حيث توغل في المعسكر الجزائري وتفنن في مراوغة أكثر من مدافع والحارس مبولحي ليسكن الكرة في الشباك. وكاد اللاعب البديل مبارك بوصوفة أن يوقع الهدف الخامس في الوقت بدل الضائع لولا إفراطه في المراوغة. ولم يكن أمام النخبة المغربية من خيار إلا الفوز في هذه المباراة وانتزاع صدارة المجموعة الرابعة لتفادي الدخول في متاهة حسابات آخر لحظة المعقدة وانتظار ما ستؤول إليه نتائج باقي منتخبات المجموعة. كما أن المنتخب الوطني كان مطالبا بالفوز للبقاء في المنافسة على البطاقة الوحيدة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ورد دين الهزيمة بعنابة يوم 27 مارس الماضي بهدف للاشيء وخوض باقي اللقاءات بمعنويات عالية. ووفي مدرب المنتخب المغربي إيريك غيرتس بوعده فنجح إلى أبعد الحدود في استعمال سلاح الهجوم لتحقيق الانتصار الذي كان أفضل خيار لكسب النقاط الثلاث التي سترفع من معنويات الأسود التي ستزأر بقوة في بانغي في شتنبر المقبل لحسم أمر التأهل خارج العرين. وإذا كان غريتس قد كسب الرهان في هذه المباراة،التي أرادتها الجامعة أن تكون مباراة"تجسيد لروح التضامن والتعبيرعن إدانتها المطلقة لكل أشكال الأعمال الإرهابية والإجرامية بتتخصيص عائدات مبيعات تذاكرها بأكملها لفائدة أسر ضحايا الهجوم الإرهابي الشنيع الذي اقترف يوم 28 أبريل بمقهى "أركانة" بجامع الفنا بمراكش"،فإن مصير مدرب "الخضر" عبد الحق بنشيخة،الذي مارس على نفسه ضغطا رهيبا عندما قال في ندوته الصحفية الأخيرة "إن لم أفز في المغرب فسأرحل"،قد أصبح على كف عفريت.