عاش المغرب في الشهور الخمسة الأخيرة الماضية تصدعا سياسيا أدى الى بلوكاج في تكوين الحكومة . فهل هذا البلوكاج طبيعي؟ وهل له من دوافع ؟ إن ما شابه في الدرجة الأولى العناد و التعنث … الى النرجسية) Narcisisme ( فالتمركز الذاتي (Egocentrisme) ثم اثباث الذات (affirmation de soi ) …أما عن البلوكاج فهل هو طبيعي أم لا ؟، فستبدي لنا الأيام ما نجهله اليوم و الدهر كشاف كما يقال . وأمام هذه المواقف تم تطبيق روح منطوق الفصل 47 من دستور 2011 حيث تم تعيين خلف للسلف و نتمنى أن يكون خير الخلف لخير السلف علما أن الخلف له من الخصوصيات ما يساعده على تفادي هذا المنعرج . لذا، فقد يكون النجاح حليفه خاصة وأن الأطراف الأخرى كانت على الأقل تبتسم إبتسامات عريضة التي جاءت ظاهرة و بارزة على المحيى : فهل هي من القلب الخالص أم ضحكة صفراء أم كما يقول المغاربة " ضحكة الراس المشوط " . فمتى نعتبر أن شخصية الفرد تذوب وسط الجماعة كما قال هتلير(Hitler ) أما المغاربة الأقدمون فخلدوا المقولة : ( المسؤول خصو إكون قنديل ، زنبيل، منديل ) وهكذا علينا أن نتفادى المثل القائل: أنا و من بعدي الطوفان هذا، و خدمة للمصلحة العليا للوطن يجب أن تنجلي هذه الصفات السلوكية/السيكولوجية ( Béhaviorisme.. ) من تعاملاتنا وأن نتحلى بقبول الآخر ( l'acceptation de l'autre ) لنسير سويا على نهج التعامل و التفاعل و التجاوب لتحقيق تنمية البلاد والعباد… ولا ننسى أن نستعيد بالله من الشيطان الرجيم الذي يتربصنا في كل وقت وحين و في كل مكان و زمان – لعنة الله عليه -. وإذا ما تحلينا بهذا وذاك فقد تبدو لنا حكومة التوافق في الأفق . فما السبيل الى ذلك ؟ علاوة على كل ما قد سبق يظهر أن اعتماد الرياضيات وعلم الإحصاء قد ييسرا الأمر بسلاسة و ديمقراطية. فلنقترح مثلا تخصيص حقيبة وزارية عن كل ثمانية نواب ( 125 : 8 = 15 مقعدا ) – 37 : 8 = 4 و هلم جر … غير أن مشكلة التكوين ليست في الكم فهي تكمن في الكيف . هل أحزابنا تتوفر على مستوزرين لهم الأهلية و الكفاءة و الدراية والخبرة والتجربة واللياقة و اللباقة والكاريزما و إتقان دروب سياسة القرب … وذلك قبل الانتماء السياسي ؟ قد يتعذر في غالب الأحيان إيجاد هذه المقاييس مجتمعة لدى مترشح ما : الشيء الذي سيدفع، لا محالة ، الى الاستعانة بالتقنقراطيين لملء و سد الفراغ وهذا أساسي في تكوين حكومة التوافق في الأفق ." ربنا أفرغ علينا صبرا ولا تجعلنا من الذين نسو الله فأنساهم أنفسهم " ولأستاذنا الفذ فارس من فرسان السياسة المعاصرة عبد الإله بنكيران نذكر بما خلده فينا الإمام علي كرم الله وجهه : صن النفس و احملها على ما يزينها تعش سالما و القول فيك جميل ولا ترين الناس الا تجملا نبا بك دهر أو جفاك خليل وللسكينة والهدوء و الأهلية و الإطلاع و بعد النظر … سمات أخينا سعد الدين العثماني سليل الأسرة العالمة المقاومة أهدي هذين البيتين : ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فاعقلها و توكل على الله و من يتوكل على الله فهو حسبه .