في كل مكان وزمان نواجه أشياء تغير من مسار حياتنا وتخطو بنا إلى غير ما نصبو إليه, في كل لحظة نشعر بها باليأس والملل نواجه فيها الواقع بقوة وتحَملُنا هذه القوة والتحدي إلى طريق أخر. أن تؤمن بالقدر الذي جعله الله سبحانه وتعالى لك فأنت الصحيح لأن القدر هو منشأ الصدف ولولا الصدف لما تغيرت حياة الكثير من الناس وانتقلت بهم إلى أماكن لم يتوقعوها يوماً في حياتهم وإلى حياة تختلف جذرياً عن الحياة التي كانوا يعيشوها, لكن ربما تكون هذه النقلة إلى الأسوأ أو ربما إلى الأفضل. أنا أؤمن بالقدر وبالصدف لأنها تمثل كل يوم من حياتي فحياتي بأكملها عبارة عن صدف في صدف فقدرنا من يرسم لنا حياتنا . فالكثير منا من يردد فكرة الحذر يسبق القدر ولكنني أقول العكس أنما القدر يسبق الحذر لأننا مهما حاولنا من أن نرسم ونخطط لحياتنا وطموحاتنا يبقى قدرنا واحد ومصيرنا واحد, فكل شخص منا على يخت في بحرٌ واسع ليس له حدود وكلٌ منا يصبو إلى هدف واحد وهو الوصول إلى بر الأمان, إلى المرسى الذي يجد فيه طموحاته وما يصبو إلى تحقيقه لكن كلٌ منا يحاول الوصول بطريقته الخاصة, ونحن في هذا البحر الواسع لا نعرف ما سنواجههُ في طريقنا من ظلمة الليل أذا حل وقوة الريح أذا هبت ومن أمواجٌ عالية وأعاصير, لا نعلم هل سوف نصل إلى بر الأمان بأمان؟!! أو سوف نغرق في بحر أحلامنا وطموحاتنا من غير أن نحقق منها أي شيء, فنحن لا نستطيع التنبؤ بما سوف نواجه في حياتنا. أن تؤمن بالقدر ليس بأن يجعلك تيأس من حياتك ولكن يجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تخطو خطوة إلى الأمام, أنه ليس اليأس من يجعلني أكتب هذه الكلمات ولكن القدر من جعلني أكتب.