مقابلة مع اللواء احتياط يوسي بيلد /أجرى المقابلة: آري شبيط / كاتب يسارييكاد اللواء يوسي بيلد يصاب بالخوف عندما يُسأل عن دخول السياسة. ليس ذلك سهلا عليه مع نقد الجيش الاسرائيلي الذي يصدر عنه ولا يسهل عليه مع النقد اللاذع الذي وجه اليه في أعقاب انضمامه الى نتنياهو. قبل انتخابات 1996 انتسب الى الليكود ودعا الى تأييد نتنياهو. في 1997، قبل سنتين من تحويله تأييده الى اهود براك، انقض على نتنياهو برسالة علنية في صحيفة "معاريف": "أشكك في قدرتك على فهم ما هو الاخلاص، وما هي الصداقة"، كتب. "كيف تجرأت على خداعي، لا في المجال الشخصي، بل في مجال القيم، والأمن والمجتمع في هذه الدولة.. أنت خيبة أمل كبيرة، أنت تبث الذعر، وأنت تبث انعدام الزعامة، وانعدام الاستقامة الشخصية والعامة.. أنا خجل مخزي لأنني ناصرتك..".كنت هنا وعُدت الى هنا- يوسي بيلد، نفس نتنياهو الذي انقضضت عليه، هل يستحق اليوم أن يترأس الحكومة؟+ في المعرض الحالي هو الأكثر استحقاقا.- أذكرك، أنت الذي كتبت عنه أنه لا اصدقاء له، ولا إله له، وأنه يقود الدولة الى الضياع.+ عندما بدأنا نلتقي الآن، في اثناء الحرب وبعدها، كان راسب هذه الرسالة يجثم بيننا. لم نتحدث في ذلك، لكن الرسالة قامت في الهواء. ليست تلك رسالة بسيطة. وآنذاك، بعد أن تحدثنا في الوضع وبعد أن طرح الي بيبي التحدي حاولنا أن نعيد بناء الثقة بيننا. وما قلت له هو "اسمع يا بيبي، سأكشف لك سرا شخصيا وأطلب اليك ألا تكشف عنه على الملأ: نضجت بعشر سنين". وعندها قال لي "يوسي، سأكشف لك سرا مني: أنا ايضا نضجت بعشر سنين". وهذا صحيح حقا. لقد نضج ونضجت وأدركنا كلانا أنه من اجل مواجهة الواقع يجب علينا أن نتغلب على رواسب الماضي.- هل تغير حقا في نظرك؟+ اجل. انه يتحدث حديثا مغايرا. أكثر حصرا. وأقل حماسة. وأكثر هدوءا. وأكثر انضباطا. وهو قادر على استيعاب النقد. وأقل هياجا على من لا يفكر مثله. وهو ايضا قام بعدد من الاشياء. له نصيب مهم في أن الاقتصاد الاسرائيلي أصبح صلبا بما يكفي لتجاوز هذه الحرب.- يتهمونك بأنك تلتوي.+ الحقائق صحيحة. كنت هنا، وعدت الى هنا. لكن مرت تسع سنين. تغير الوضع، وتغير بيبي. ما هو الأهم التمسك برأي ما كان لك قبل عقد أو النظر حولك ومحاولة انقاذ دولتك؟.- كتب يوسي سريد أن انتقالك من نتنياهو الى براك ثم الى متسناع يجعلك بطل البلاد في القفز الثلاثي. وهو يشير الى أنه لا يمكن تأييد نتنياهو والمستوطنين ومتسناع ميرتس ايضا.+ يستطيع الناس أن ينقدوني. أنا أحترم النقد الموضوعي. لكن لي توقع واحد من يوسي سريد أن يدقق في الحقائق. لم اؤيد قط عمرام متسناع. - الزعم العام الموجه اليك والموجه الى بعض الجنرالات الآخرين هو أنكم بلا بوصلة ايديولوجي.+ لا أنوي الاعتذار لأنني كنت ألبس البزة العسكرية ثلاثين سنة. هل نحن بلا بوصلة ايديولوجية؟ نحن؟ وعندما يجلس تساحي هنغبي وشمعون بيرس في حزب واحد هل لهما بوصلة ايديولوجية؟.تحت عدسة تكبير- لماذا السياسة؟ لماذا الآن؟ امتنعت لسنين من النشاط السياسي ذي الشأن. + اقترح علي مرتين في الماضي رؤساء حكومة في عملهم أن أتولى وزارة. من غير انتخابات تمهيدية، ومن غير نضالات، وباختصار. رفضت هذين الاقتراحين لأنه يهمني أن أكون انسانا حرا. أريد الرقص على الطاولة عندما أشاء. وأن اسافر مع الاصدقاء الى رودوس وأدخل الكازينو لألعب "لاك جاك". الآن اذا قمت بهذه الاشياء كفرد لا يستطيع أحد أن يقول كلمة. ولكن اذا أصبحت رجل حياة عامة فانهم يقولون "الويل، يظهر يوسي بيلد في الكازينو". في هذا الكثير من التزييف، والكثير من النفاق، ولا أريد ذلك. لا أحب أن أعيش وعلي عدسة تكبير. كنت لسنين كثيرة في الجيش تحت عدسة تكبير.- ما الذي تغير؟ لماذا ينهض يوسي بيلد فجأة في الصباح ويقرر أنه أهل لأن يكون وزيرا؟+ ما حدث هو الحرب. وجهت الي الحرب ضربة شديدة للوعي. لقد فتحت لي رأسي. فكرت دائما أن دولة اسرائيل مثلث متساوي الاضلاع: الاقتصاد، والأمن، والتربية. لكنني أدركت فجأة جراء الحرب أن هذا المثلث قد اختل تماما، وأننا نجد انفسنا في وضع لم تعد فيه دولة اسرائيل شيئا مفهوما ضمنا وأنه يجب أن نبني من جديد هذا الأساس الذي يسمى أمن اسرائيل. فكرت في أنني أملك تجربة وميراثا في هذا المجال، ولهذا قررت أن أجند نفسي في الاحتياط، لا في القوات الدائمة. لا أن أمضي الى حياة مهنية سياسية بل أن آتي للقيام بمهمة. أن احاول الاسهام بما استطيع لاعادة بناء الجيش.- هل الوضع شديد جدا حقا؟ هل يحتاج الجيش الاسرائيلي الى اعادة بناء؟+ اسمع، الجيش الاسرائيلي عزيز علي جدا، لكن في السنين الأخيرة اختل شيء ما. حدث لنا شيء سيء جدا. فقدنا الاتزان بين الأذرع، ونشأ تصور يقول ان سلاح الجو سيحل كل مشكلة. وبنوا هنا عجلا ذهبيا اسمه التكنولوجيا. اعتقدوا أن التكنولوجيا تستطيع حسم الحرب. ولهذا يوجد الجيش البري اليوم في ضائقة شديدة. ما يجب فعله هو تدريب انهاض للجيش البري.- هل أصبح الجيش البري الاسرائيلي جيشا غير ذي قدرة؟+ في سنة 1998 كتبت الى رئيس الحكومة والى وزير الدفاع رسالة حذرت فيها من أن الحرب القادمة ستكون مع الكثير من التكنولوجيا، والكثير من السلاح الذكي والكثير من السلاح الدقيق، ولكن لن يكون جيش. لن يكون جيش في الأسفل. لن يكون من يحارب ومن ينفذ. وهذا ما حدث على وجه الدقة في حرب 2006. أرجو ألا تفهمني فهما غير صحيح: يُحتاج الى سلاح جو قوي، ويُحتاج الى تكنولوجيا ممتازة. لكن يجب الحفاظ على التناسب. وهنا، ولسنين، فقدنا التناسب. انفصلنا عن الواقع. ضيقنا عدد القوات، وقللنا من التدريبات. دربنا القادة في سيارات الجيب والكوموندارات بدل التدريب الحقيقي. نشأ وضع أصبح فيه قائد اللواء قائد فرقة من غير أن يكون قاد لمرة واحدة تدريبا لوائيا حقيقيا. ألغوا التدريبات الأساسية. وأفسدوا الجاهزية في الحد الأدنى. لكنهم كانوا ما زالوا يقصون قصة فانتازيا فحواها انه حينما تأتي الحرب ستسافر الفرق ليلا الى دمشق. لكن الفرق لا تستطيع السفر ليلا الى ما حول دمشق اذا لم تتدرب على ذلك. اذا لم يُجرب قادتها ذلك قط. اذا كان جنودها لم يروا دبابة منذ خمس سنين. هل يخطر في بال أحد أن لاعب كلة سلة لم يرمِ نحو السلة لسنة كاملة سيكون في التركيب الممتاز لفريق ما؟ هل يعتقد أحد أن عازفا في جوقة موسيقية لم يعزف لمدة نصف سنة على الكمان سيصعد ليعزف في حفل موسيقي؟ الحرب فن. فن صعب. ومن لا يتدرب لا يعرف كيف يكون فنانا في الحرب.- كانت مشكلة في التدريبات. يمكن تقويم ذلك. هل توجد مشكلات اخرى؟+ توجد مشكلة قيمية شديدة جدا. توجد ازمة قيمية في مجال القيادة. أنا آسف لأنني لا أعرف استعمال كلمات فصيحة. أنا أحسد اولئك الذين يعرفون كيف يكونون أناس تنظير. لكنني انسان بسيط اؤمن بالاشياء البسيطة. اؤمن بأن الجيش فيه أهمية للبساطة. وتوجد أهمية للجانب العملي. ولكن عندما لا تتدرب لا يجب أن تعلم. وعندما لا تعلم فانك غير متخصص. وعندما لا تكون متخصصا لا يُطلب منك مثال شخصي ومعرفة شخصية. وهذا ما حدث هنا. نشأ اعتقاد ما بأن القادة سيحركون القوات عن طريق مختلف الاجهزة. عن طريق شاشات البلازما. لا أعرف أي التقنيات ستكون في العالم. لكنني أعرف أنه في المستقبل الظاهر لن يحرك أي شيء تكنولوجي السرايا والكتائب والألوية لتنقض ولتحتل. لن يحرك أي شيء تكنولوجي الجنود والقادة في الميدان ليعرضوا حياتهم للخطر. اذا لم يكن بجانبهم ضباط يرونهم ويؤمنون بهم فانهم لن ينقضوا. وتبين في هذه الحرب أن هذه القيمة الأساسية قد فقدناها. لولا أنني كنت مع لوائي في حرب يوم الغفران، لما كنت بقيت في عملي ساعة واحدة. كان قادتي سيعزلونني أو سيعزلني جنودي. يجب على القائد أن يشعر بالمعركة. يجب أن يشمها. أن يرى بعينيه أين الضعف وأين الخطر وأين احتمال المفاجأة. ولكن هنا لم يكن جزء كبير من قادة الألوية في الميدان. لقد بقوا في الخلف. واسأل ماذا حدث هنا. من أين امتلك قائد اللواء 7 القوة ليوجه الأوامر الى قادة كتائبه، ليرسلهم الى النار، وليعود الى غرفته للنظر في شاشة البلازما. من أين قوة النفس هذه. من أين هذه القوة؟.- ما تصفه يبدو مثل جنون.+ لا يبدو هذا جنونا. هذا جنون. هذا عدم مسؤولية. اقتطعوا واقتطعوا واقتطعوا لكنهم لم يتحملوا المسؤولية عن الاقتطاعات. لم يعترفوا بأنهم لا يستطيعون الآن إحداث نفس الأمن الذي أحدثوه قبل. واعتقدوا بدل ذلك أنهم يجدون حلولا بديلة في التكنولوجيا وفي مختلف التصورات الفظيعة المحكمة. جعلوا الجيش تكنولوجيا ذكيا. وهذا الذكاء التكنولوجي لم يثبت في الامتحان. عندما حانت الحرب لم يثبت في الامتحان. رأيت فجأة انه لا يوجد مثال يُحتذى. لا يوجد تمسك بالمهمة. لا يوجد حصر للجهد. لا يوجد تتابع للقتال. لا تتم الحرب بالحيل. انك تملك جيشا لا ينجح في الوفاء بالمهمة حتى في حرب مقلصة.- من المسؤول عن هذا الفشل؟+ كل من قاد الجيش في السنين الست أو السبع الأخيرة.- هل هو بوغي؟+ بوغي هو أحد الوقوف الرئيسيين في هذه القصة كلها.- هل هو موفاز؟+ كان موفاز رئيس اركان وبعد ذلك على الفور وزير دفاع في توالٍ لما يقرب من ست سنين أو سبع تقريبا.- وماذا عن القيادة الحالية؟ اولمرت - بيرتس - حلوتس؟+ يتحمل المسؤولية من أخذ على عاتقه قرار الخروج الى الحرب في هذه الظروف وفي هذه المعطيات ومن أدار الحرب كما أدارها. لا يخلصه من المسؤولية حقيقة أنه تولى عمله لبضعة اشهر بائسة فقط.- هل ترى أن من الصحيح أن تستقيل القيادة الحالية؟+ ليس الامر أمر الصحة. لا مفر. يشعر الجمهور بعدم الثقة. بالقلق. انه يسأل نفسه هل نحن قادرون على دخول مواجهة اخرى مع هذا التركيب. لهذا لا مفر.- لكن زعم القيادة هو أن الحرب لم تنته نهاية سيئة جدا. وجدت انجازات سياسية. وضُرب حزب الله.+ كان في الحرب عدد من الانجازات الرائعة. يجب امتداح الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو ودان حلوتس لانهم منعوا الصواريخ بعيدة المدى من السقوط في المكان الذي نجلس فيه الآن، في وسط تل ابيب. لكن كانت في الحرب أمور مقلقلة. الجبهة الداخلية، والقيمية، ومكان القادة، والتمسك بالمهمة، وعدم استعداد القوات، وعدم قدرتنا على الوصول الى حسم. سببت لي هذه الامور صدمة. شرق أوسط بلا اسرائيل- أوجد عندك ذعر وجودي؟+ لا بالنسبة لهذه الحرب. لا للحظة واحدة. ولكن بالنسبة للانعكاسات - أجل. وهو موجود معي الان ايضا. نحن نقول لانفسنا دائما اننا أقوياء. ولكن اذا كان الطرف الثاني يعتقد اننا ضعفاء فلا يهم ما الذي نعتقده. لان الامتياز الامني لدولة اسرائيل كان في أنهم خافوا ممارستنا. وقد فقدنا هذا الامتياز الامني في الحرب. حتى لو قلنا لانفسنا مائة مرة اننا لم نفقد ذلك نعتقد أننا فقدنا ذلك. أسمع اليوم من سوريا اصواتا لم اسمعها منذ سنين كثيرة. انه يمكن كما يبدو مواجهة دولة اسرائيل. نحن لا نُرى اقوياء كما كنا. وأنا اقول لك هذا القول عن علم لا تخمينا. يوجد في الجيش السوري شعور بان النمر الاسرائيلي ليس النمر الذي عرفناه. انه لم يعد يجري سريعا جدا. ولا يعض بقوة كبيرة. بدأت أسنانه تسقط. لقد قلبت الحرب رؤوس السوريين. لهذا اذا كنا حتى حرب لبنان بعيدين جدا جدا جدا عن حرب مع سوريا، فاليوم نتيجة الحرب، لن تفاجئني مواجهة مع سوريا بمبادرة سورية. - أعطني سيناريو؟+ سيناريو بسيط. يومين شتويين ماطرين، وضباب كثيف. تستيقظ في صباح ما مع فرقتين أو ثلاث من الكوماندو السوري تقومان على سفوح جبل الشيخ وشمالي هضبة الجولان. فاذهب وعالج ذلك. - أنت تحذر من عملية خاطفة سورية في الجولان تكون لها مميزات حزب الله.+ بالضبط. لهذا أقول انه لا يحل لنا أن ننام الان. يجب أن نعيد سريعا جدا للجيش الاسرائيلي قدراته. أن نزيد النفقات. وان نغير ترتيب الاوليات. هذا صعب ولكن لا يوجد ما نفعل. تخيل ان تنجح عملية سورية لاعادة الجولان بالقوة . تخيل ماذا ستكون معانيه، ان ذلك لم ينته عند طبريا ونهر الاردن. لهذا يجب علينا الان ان نعمل. اذا لم نفعل ذلك من الفور فسنعيش عددا من السنين الجيدة بعد وعندها لن نكون ههنا. من الممكن جدا الا نكون ههنا.- لكن قد توجد سبيل اخرى. ربما يمكن أن نعيد الى السوريين هضبة الجولان مقابل اتفاق سلام.+ أنا مستعد للتحدث الى السوريين. أنا مع التحدث، ولكن في الامد المنظور لا يحل النزول عن هضبة الجولان. - يبدو ذلك صقريا جدا.+ تقول فلسفة حياتي ان السلام هو الشيء الاهم لدولة اسرائيل. يوجد شيء واحد فقط أهم: وجودنا. اذا وجد الوجود، فان السلام هو الاهم. لكنني افضل وجودا بغير سلام على سلام بغير وجود. ولاسفي فان الشرق الاوسط الجديد الذي يوافق العرب عليه هو شرق أوسط بلا اسرائيل. - أتتوقع مواجهة قريبة أيضا مع حزب الله؟+ بلا شك. لا اعتقد أن المسألة مسألة اشهر. مع كل ذلك تلقوا ضربة في هذه الحرب. لكن لايران مصلحة في ابقاء اسرائيل تحت الضغط. وسبيل فعل ذلك من طريق حزب الله. لهذا سيبحثون عن اليوم الملائم، وعن التأييد الملائم وعن الذريعة الملائمة لتسخين المنطقة من جديد. يجب الاستعداد لذلك ايضا. - أنتَ متشائم جدا في حال كونك فتى متفائلا.+ أدعو الله أن اكون مخطئا. اكتب في العنوان: يوسي بيلد يدعو الله أن يكون مخطئا. ولكن منذ الهجوم على برجي التوأمين وأنا اعيش بشعور أننا في بداية حرب حضارات. نحن في مسيرة تقوي الاسلام المتشدد. ونحن هنا جزيرة يهودية داخل بحر اسلامي متلاطم الامواج. لهذا فانني اقول يا رفاق، أتريدون ان تغرقنا الامواج؟ تنبهوا. أقيموا سدودا، والا فسيأتي الطوفان ويغرقنا. - أنتَ في الحقيقة تقول انه يجب على اسرائيل أن تستعد لتسونامي.+ يجب الاستعداد لتسونامي اسلامي، بلا شك. لا اؤيد اثارة الحماسة. لكنني اعتقد أننا نواجه تسونامي اسلاميا. ويجب أن نتذكر أنه كما سقط الشاه فان مبارك يمكن أن يسقط. واذا وجد الاخوان المسلمون مع السلطة في مصر، فانهم سيلغون في غضون 72 ساعة اتفاق السلام مع اسرائيل. أهذا سيناريو خيالي في رأيك؟ الا يمكن ان يحدث هذا؟ - في هذه اللحظة تقلقني ايران أكثر. كم من الوقت بقي لنا في وجه ايران؟+ أعتقد أننا ندبر الامر في وجه ايران على محور زمني مقداره سنتان أو ثلاث. قد يكون هذا القول متفائلا. قد يكون المحور الزمني اقصر. - هل ستصبح ايران ذرية في غضون سنتين؟+ إفهم يا آري: ايران عالم مغاير. هذا تهديد وجودي مباشر لاسرائيل. لكن الولاياتالمتحدة أيضا لن تكون القوة العظمى كما هي اليوم. لا تستطيع ان تتصرف مثل شرطي عالمي. ان ايران الذرية ستردع الاوروبيين يقينا. لهذا فان الحديث عن الاخلال بالتوازن العالمي. لكن الاخلال بهذا التوازن سيزيد تهديدنا فقط. وبالاضافة الى التهديد المباشر سيوجد ايضا تهديد فقدان مظلة الدفاع الدولي عن دولة اسرائيل.- اذا كان الامر كذلك، فان معنى كون ايران ذرية هو أن اسرائيل في وقت مستعار.+ أجل، يوجد خيار كهذا. لهذا يجب علينا منع هذا التهديد. - أبكل ثمن؟+ بكل ثمن.- وهل نملك القدرة على فعل ذلك؟+ لا أعرف. لا اريد الحديث في ذلك. لكنني اقول لك: بكل ثمن.- التفضيل هو أن يعمل الغرب. ولكن ماذا سيحدث اذا لم يملك تصميما كافيا؟+ اذا كنا نرغب في الحياة فيجب علينا أن نجد سبيلا لحل ذلك.- ابأنفسنا؟+ أجل. - أنت تصف سيناريو دراماتيا لا مثيل له.+ منذ بدء العودة الى صهيون قبل نحو مائة سنة، هذا التهديد هو أكبر تهديد وهو التهديد الاكثر حقيقية والاكثر وجودية الذي يقترب من خيار ان دولة اسرائيل هي ظاهرة عابرة.- أهكذا حقا؟+ هذا تهديد وجودي مخيف. مخيف. لا توجد ههنا بطولات، ولا يوجد ابطال. لا يوجد اهتياج. هذا عالم مغاير تماما. أنت تدفع وضعا مغايرا تماما. اسمع، لست على ثقة من أننا ندرك الاثار البعيدة الامد لهذا. يفكرون في السيناريو الاسوأ. سقطت قنبلة. زالت تل ابيب، وزالت رمات غان. ولكن من الذي يقول أن الجميع سينتظرون حتى يحدث هذا؟ قد يكون ههنا الاف لا يريدون العيش تحت تهديد كهذا. لهذا توجد هنا درجات تهديد مختلفة. يوجد مستوى ماذا سيحدث اذا سقطت هنا قنبلة وخربت منطقة غوش دان كلها. يسهل وصف هذا. ولكن ربما من غير سقوط شيء هنا سيوجد تيار كبير من الناس يتركون البلاد. لقد جعلت تهديدات اقل حدة الناس يتركون. لهذا اذا لم نعد الى الوحدة الداخلية واذا لم ندخل التناسب في الحياة واذا عشنا فقط من اجل المال فلست على ثقة من أن الامهات والاباء سيوافقون على تنشئة ابنائهم تحت تهديد كهذا. قد ينهضون ويأخذون عائلاتهم ويقولون ان من الافضل العيش على شاطىء البحر في قبرص، أو في اسبانيا، أو في البرتغال. أترى أن ما أقوله خيالي؟- أتفكر في هذا كثيرا؟+ كثيرا. أعرف أن الهازلين سيسخرون مني. وأنهم لن يصدقوني. وسيقولون انني افعل ما افعل من اجل الذات. لا يعني انني بلا ذات. ولا أنه لا توجد عندي طموحات. لكنني اقول لكَ لي دولة واحدة ووحيدة. دولة اليهود. أنا احبها وأهتم بها. أنا خائف على وجودنا. - اذا كنت محقا فان رئيس الحكومة ووزير الدفاع في السنتين القريبتين سيضطران الى اتخاذ اكثر القرارات مصيرية في تاريخنا.+ الاكثر مصيرية. لا تمكن حتى تسويتها بقرارات حرب التحرير. يستطيع هذا التهديد محو الدولة. - هل الهدف هو ان يكون يوسي بيلد وزيرا للدفاع؟+ لم يعدني نتنياهو أن اكون وزير دفاع. لا حقا. لكنني لم آتِ لاشغل نفسي بالتربية أو بالاقتصاد أو بالصحة. جئت لاسهم في المكان الذي يوجد عندي ما اسهم به. - أكنت تجري اليوم محادثات مع حماس؟+ انهم لا يسألوننا من نختار ولا نستطيع أن نسألهم. ضغطنا مع الامريكان: انتخابات، انتخابات، انتخابات. انتخبوا. توجد الان نتائج ونحن نقول انها باطلة ولن نلعب. - اذا كان الامر كذلك فانه يجب الجلوس والحديث الى حماس.+ لا يجب التخلي من اي شيء. لكن يجب التحدث. يستطيع التحادث ان ينشيء حِراكا. كنت سأحاول التحدث الى كل من يستطيع التحدث اليّ. قلنا اننا لن نتحدث مع عرفات وتحدثنا اليه آخر الامر. فلماذا ننتظر مائتي سنة اخرى. - أتقبل قيام دولة فلسطينية؟+ من ذا يسألني؟ الامر أمر وقت فقط. - هل تؤيد ذلك حتى لو كان يصحبها اخلاء عشرات المستوطنات؟+ ربما. - أتؤيد حلا خلاقا في القدس؟+ أجل، أجل. لا أتحدث عن سيادة بل يجب وجدان طريق ليكون عند المسلمين والمسيحيين واليهود احساس بانهم متساوو الحقوق في مجال الدين في المدينة. - أنت في الحقيقة تؤيد على التقريب اقتراحات ايهود براك في كامب ديفيد. + عندما ينضج الوقت لذلك سيكون في الامكان العيش معها، ما عدا قضية اللاجئين. لا يحل الحديث حتى عن اعادة لاجيء ونصف. القضية قضية موت أو حياة. ترجمة "المصدر" عطا القيمري عن : حركة القوميين العرب