دعا المشاركون في ندوة، نظمت ليلة أمس الجمعة بمدينة الحسيمة لتسليط المزيد من الضوء على الحريق المهول الذي شب مؤخرا بالجماعة القروية الرواضي (إقليمالحسيمة)، إلى إشراك الساكنة المحلية وجمعيات المجتمع المدني من أجل تدبير أفضل للمتنزه الوطني. وأجمعوا على ضرورة تكثيف جهود جميع الأطراف، من إدارة المياه والغابات والسلطات المحلية والجمعيات والساكنة المحلية، من أجل الحفاظ على المتنزه الوطني، الذي يمثل منظومات بيئية وإيكولوجية من أندر النظم على المستوى المتوسطي المغربي، وحمايته من التصرفات الطائشة التي تتسبب في الكوارث البيئية والدمار. وطالبوا بتقديم الدعم اللازم للساكنة المحلية، وذلك بتوفير أبراج للحراسة، إلى جانب الحراسة بواسطة دوريات الخيول وحراسة الراجلين، وتهيئة مسالك لإيقاف الحرائق، ووضع علامات التشوير، ووضع طائرات مختصة بإخماد الحرائق رهن إشارة المناطق الصعبة الولوج، خاصة أن الإقليم عرف خلال السنة الجارية حرائق متعددة. كما طالبوا بفتح تحقيق نزيه وجدي حول ملابسات الحريق الذي شب في سادس غشت الجاري بغابات المنتزه الوطني مع إطلاع الرأي العام على نتائجه، وتكثيف البحث من أجل إلقاء القبض على الجاني أو الجناة الذين تسببوا في هذه الكارثة البيئية التي استمرت على مدى أربعة أيام قبل السيطرة عليها نهائيا، والحكم عليهم بأقصى العقوبات. وفي هذا السياق، أكد رئيس شبكة الجمعيات التنموية العاملة بالمنتزه، عبد الحميد توفيق، في مداخلة له، على ضرورة حماية المنتزه كفضاء إيكولوجي بالمنطقة الساحلية المتوسطية المغربية والمحافظة على التنوع البيولوجي (النباتي والحيواني) وتطوير أنشطة ذات مردودية تستجيب لحاجيات السكان، وتضمن استغلالا أمثل للموارد الطبيعية من دون أن تتعارض مع متطلبات المحافظة على البيئة وتوعية السكان بمشاكل البيئة. وأشار إلى أن العوامل البيئية المرتبطة بمناخ المنطقة (جاف وشبه جاف)، إلى جانب عوامل التربة ذات الطبيعة الكلسية، تشكل المحددات الطبيعية الأساسية لتوزيع النباتات بالمنتزه التي تم التعرف إلى حد الآن على 74 عائلة نباتية منا، والتي تضم أزيد من 250 نوعا يتواجد ضمنها على الأقل 25 نوعا مستوطنا، إما ريفي أو مغاربي، حسب درجة اتساع مجال انتشاره في شمال إفريقيا. وأكد أن الساكنة المحلية تضررت مباشرة من هذا الحريق، الذي تسبب في إتلاف أشجار ونباتات متنوعة ذات أهمية إيكولوجية، حيث كانت هذه الأخيرة تعتمد على الدوم والحلفاء كمواد أولية تستخدم في الصناعة التقليدية المحلية، فضلا عن الرعي وتربية النحل، مشيرا إلى أن المنتزه يتوفر أيضا على مجال بيئي بري زاخر بالحياة الطبيعية حيث تعيش أصناف طيور نادرة ومنقرضة في أنحاء أخرى من العالم، ساعدها في ذلك النظام البيئي الذي يشتمل على أجراف عالية تحمي وتأوي طائر السرنوف الحركي ونورس أودودان، والعقاب الحر.