هذه الفقرة للصحافي "الشجاع" و"محامي الشعب" السيد رشيد نيني ليوم الجمعة 29 ماي 2009 في عموده الشهير شوف تشوف المعنون ب:"دوي علينا وجي علينا",وقبل التعليق على هذا الجلد الذي يتعرض له عمال القطاع الزراعي باقليم شتوكة ايت باها , من الضروري ان نضع القارئ في الصورة حتى يستجلي أجزاء صور المعاناة التي كتب عنها السيد نيني متهكما وشامتا. صوبروفيل ورزافلور هما شركتين تنتميان الى نفس المجموعة الاستثمارية الفرنسية المغربية التي تستثمران في القطاع الزارعي , تتميز هاتين الشركتين باستغلالهما المفرط للعمال ,استغلال لا يمكن تصوره, فاق كل الحسابات ولا ادل على ذلك التذكير ببعض الاحداث او بالاحرى بعض المحطات التي ذاق فيها العمال الويلات من طرف الباطرونا وبتواطؤ مباشر مع اجهزة الدولة التي هي في الاخير اجهزة النظام الطبقي ,نظام مصاصي دماء الكادحين. هذا الاستغلال البشع دفع بالعمال الى رص صفوفهم وتشكيل مكتب نقابي كحق مشروع يكفله قانون الشغل المفترى عليه,هذا الامر دفع بالباطرونا الى ان تجن جنونها فحركت الية الطرد لعقاب هؤلاء العمال وهو الامر الذي لم يستسلم له العمال بل قاموا بإضرابات بطولية مطالببين بارجاع المطرودين وتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة,ولاباس من الاستئناس بالتقرير الذي صاغه فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع شتوكة ايت باها حول الاحداث التي كانت السبب في صدور المتابعة في حق 12 عاملا في بداية شهر فبراير 2009:" أحداث زورافلور: اعتصام العمال أمام الشركة إلى حوالي العاشرة صباحا حيث فوجئوا بالتدخل العنيف لمدير العام للشركة ” بيريك بوش ” ذو الجنسية الفرنسية و الذي كان يقود سيارته بشكل جنوني مما ترتب عنه إصابة العامل” حيجوب محمد”و نقله إلى المستشفى في حالة إغماء والسيدة ” حيمي فاطمة ” التي أجهضت و مازالت تعاني من نزيف حاد ، حيث نقلت إلى مستشفى الحسن الثاني باكادير( بلوك 9 ) و لم تتمكن من الخروج منه إلا يوم 4 فبراير2009 و سلمت لها شهادة طبية حددت مدة عجزها في 30 يوما ... - أحداث صوبروفيل: انطلق الإضراب في السادسة صباحا و حتى حدود الثانية بعد الزوال حيث أقدمت الشركة على إحضار مجموعة من الغرباء ” الدياشة” حوالي 30 شخصا و بدعم من المسؤول عن المحطة و بعض الادارين بها و 8 من الحراس حيث قاموا برشق المعتصمين بالحجارة مما ترتب عنه إصابة 4 أشخاص من بينهم امرأة ،و رغم هذه المجزرة التي اقترفتها الشركة في حق العمال و العاملات فقد أبى القضاء إلا أن يتابع ممثليهم النقابين ويغض الطرف عن المجرمين الذين نكلوا بالعاملات و العمال و أدوا إلى إجهاض عاملة حاملة و إصابة عدد من العمال ، وقد صرح لنا العمال بان الشركة لجأت إلى إغراء بعض الأشخاص للإدلاء بشهادتهم في إطار البحث التمهيدي لدى الدرك مقابل 1000 درهم للواحد في حين تم رفض الاستماع لعدد كبير من شهود العمال المعتقلين . كما بلاغ إلى علم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باشتوكة ايت باها نبأ وفاة القاصر”هشام الزيتوني ” المزداد بتاريخ 28 أكتوبر 1993 و الساكن بدوار المعاشية – ببيوكرى صباح يوم 17 يناير 2009 ، في إحدى ضيعات المدعو” امحمد الكادي” و التي كان يشتغل باها مقابل أجرة 200 درهما للشهر ، ولم تتوصل الأسرة بأية وثيقة تبين سبب وفاة ابنها رغم أنها سبق لها أن وجهت إلى السيد وكيل الملك طلبا لتشريح الجثة."عن المكتب بيوكرى 05/02/2009. بعد ذلك توالت الأحداث وتوالت معها تعسفات الباطرونا ومعاناة العمال والعاملات,حيث المتابعات البوليسية شبه اليومية والمؤامرات الخسيسة التي جندت لها كل الوسائل من اعوان السلطة الى شراء ذمم الناس ليشهدوا ضد العمال في المحاكم مع رفض شهادات العمال وتكالب الصحافة البورجوازية بشتى تلاوينها من جريدة رجال الاعمال ليكونوميست التي كتبت عن أحداث فبراير يوم 24 فبراير 2009 ، واصفة نضال عمال الزراعة بأنها تخرب حملات التصدير، و ناعتة العمال بالمتلاعبين بمهنهم معتبرة "ان لا غرض للإضرابات غير إلحاق الضرر والتخريب و الإصابة بالشلل" فيما كتبت مجلة باك انفو العدد السابع في فبراير 2009 ان دفاع العمال عن حقهم بالإضراب والاعتصام من تنظيم" أيادي مفسدة وشيطانية تتلاعب وتزرع الاضطراب" ووصفت النقابيين ب" المسخرين بأجرة من طرف أيادي وسخة من جهة ما".واخيرا كتب "مناضل الشعب" رشيد نيني ان إضراب العمال هو اضراب فرضته حسابات الانتخابات الجماعية ووفرة العمل أي ان العمال شبعوا من العمل ومن المال فقرروا ان يهددوا الباطرونا في أرزاقهم (مسكينة هذه الباطرونا), ولم تفرضه الأوضاع المأساوية حيث الاجر لا يتعدى 1300 درهم في الشهر ولا الانتهاكات الخطيرة وتهديد حياة العمال حيث يعاني العمال الآتية أسماءهم من أعراض خطيرة نتيجة تعرضهم للضرب الرفس من طرف الباطرونا وأعوانها: • كبوري امباركة (كسر على مستوى الصدر) • سعيدة السلواني (جرح خطير أسفل الأذن) • محمد الشميطي (جرح خطير على مستوى قافة الرأس) • الحمداني فاطمة (رضوض على مستوى الرأس وإغماء) • الحموي بنعيسى (ضرب على مستوى الرأس) • مكري وردية (كدمات على مستوى الدراع واغماء) • مليكة غنام (كدمات على مستوى اليد) • نزهة طبق (ضرب على مستوى الذراع) ولم يكن ذنب هؤلاء العمال والعاملات الا انهم تحركوا وقاموا بخطوات نضالية "على إثر استمرار الشركتين في طرد العمال والعاملات وتوقيف أغلب أعضاء المكتبين النقابيين عن العمل وعدم تطبيق مدونة الشغل على علاتها، إضافة إلى رفض الشركتين لائحة مناديب العمال المنتمين ل cdt والتي تم وضعها لدى إدارة الشركتين بشكل مباشر أو عبر البريد المضمون كما تم وضعها لدى مفتش الشغل الذي وقع عليها. وهروبا إلى الإمام لجأت الشركتين إلى التهديد والاغراء أحيانا للعاملات والعمال سواء بمحطتي التلفيف بأيت اعميرة وبيوكرى وبالضيعات الفلاحية بثنيهم (ن) عن الانتماء للنقابة وقرارها بإجراء انتخابات مناديب العمال يوم 15 ماي 2009 وذلك عبر إقصاء لائحة CDT وتقديم لائحة وحيدة موالية للإدارة مما دفع بالعمال والعاملات بتأطير من نقابتهم إلى رفض هذه المهزلة عبر تنظيم اعتصام أمام مقر الشركتين مما دفع بإدارة صوبروفيل إلى تنظيم هجوم مخطط له على العمال والعاملات من طرف مسئولين بالشركة وعناصر مسخرة لذلك باستعمال الرجم بالحجارة كما هو الشأن بروزافلور نتجت عنه إصابات خطيرة (كسور جروح إغماءات)" بعد وضع الأحداث في سياقها لابد من طرح بعض الاسئلة حول اجندة بعض الجرائد و بعض الجهات الإعلامية التي عادة ما تنعت بانها جرائد الشعب وصوت المقهورين كجريدة المساء ,فان تكتب جريدة ليكونوميست ما كتبته حول نضالات العمال هو امر عادي ما دام ان الكل يعرف ان هذه الجريدة هي جريدة رجال الاعمال فلا ننتظر منها الا العداء المسعور لتحركات العمال, لكن ان تنخرط جريدة المساء في هذا الهجوم وبشكل اكثر وحشية واستهتارا فهو أمر قد يطرح بعض الاسئلة لدى أولئك الذين عن سذاجة يتوسمون خيرا في مثل هذه الجرائد ويعتقدون انها منابرهم هم الذين لا منابر لهم, في حين ان الجسم الصحفي يحبل بمؤامرات و نسج خيوط يكون ضحيته المواطن البسيط المغلوب على امره,فهناك من الجرائد من يقوم بدور التنفيس او كما يسمى في علم النفس بالتصعيد فما يكتبه نجم الشباك الاول رشيد نيني لا يخرج عن هذا الاطار فتلك الجرعات الزائدة التي يتضمنها عموده ما هي الا تلك الشجرة التي تخفي الغابة أي المكياج الذي يخفي حقيقته ودوره الاصلي,فهذا الصحافي ليس الا كركوز يؤدي دوره في مسرح العرائس كما تشاء الايادي المتحكمة من وراء الكواليس .فهل يعقل ان يكتب كل ذي ضمير حي ما كتبه نيني عن هؤلاء العمال,في تقاليد الحركة العمالية يقصد بمصطلح الفاشيسيت مكسري الاضرابات أي اولئك الذين تستخدمه الباطرونا لتكسير إضرابات العمال,ان كان الأمركذلك فما هوالوصف المناسب لحالة "المناضل" نيني وهو الذي جند نفسه لجلد العمال على صفحات جريدته وكأنه لم تكفيه ما فعلته هراوات مصاصي الدماء و كلابهم المدربة,وأسدى نصيحته"الغالية " الى العمال بان يحافظوا عن مناصب شغلهم كيفما كان الامر في ظل الازمة الاقتصادية وهذا هو الخطير في الامر فهكذا نصائح لا يمكن ان تبوح بها حتى اجهزة الدولة الطبقية رغم انها تعمل على ذلك ليل نهار, فهل هي أعراض رسالة الاستعطاف التي بعثها الى القصر مستعطفا ومتوسلا؟؟؟ وهل هذا هو المقابل الذي تعهد به؟؟؟.فرشيد نيني يقول للعمال استسلموا واخضعوا لارادة الباطرونا كيفما كانت الاحوال فهذا قدركم وكل من سولت له نفسه ان يتمرد ويطالب بحقه الذي سيزعج مصاصي الدماء فيضطرون إلى اغلاق معاملهم اذ ذاك لا يلوموا الا نفسهم"«وديك الساعة خدمو فالإضراب، وملي تكلمو طلعو تخلصو من عند الأموي»." لا يسعني ان اقول لنيني الا ما قاله كارل ماركس للاقتصادي المعروف مالتوس صاحب النظرية المشؤومة حول التزايد السكاني والانتاج الغذائي,اذ حسب رأيه فالأول يسير وفق متوالية هندسية في حين ان الثاني يسير وفق متوالية حسابية فخلص الى نتيجته وهو ان يتم التخلص من العدد الزائد من السكان الذي يهدد الامن الغذائي ,فرد عليه ماركس بانه ان كان هناك من انسان زائد على هذه البسيطة فهو انت يا مالتوس.لذلك ان كان هناك من احد يستحق كل هذا السم الذي نفثته كالافعى المرقطة في وجه العمال والعمالات العزل فهو انت ايها التافه الضيق الافق. اخيرا وليس اخرا لابد من خلاصات لعل أهمها انه بقدر ما تزداد شراسة ازمة نظام الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج بقدر ما تزداد سقوط اوراق التوت التي كانت تغطي سوءات البعض,بعض الرموز الإعلامية والثقافية و الجمعيات والتنظيمات السياسية التي كانت تغذي العمال والكادحين بأقراص الأوهام ومسكنات اوجاع الصراع الاجتماعي المحتدم بين من يملكون وسائل الانتاج ومن يملكون سواعدهم وعرقهم مما يطرح ملحا حية وراهنية رص الصفوف من اجل الاداة السياسية للطبقة العاملة. ملاحظة اخيرة: يلاحظ في الاونة الاخيرة تزايد حدة تبادل الاتهامات بين بعض الصحافين وخاصة اولئك الذين كانوا يشكلون هيئة تحريرالمساء.لذا لابد من التوضيح ان هذا المقال يربأ بنفسه عن هذه الصرعات التي لا اعتبرها الا صراعات "اولاد عبد الواحد" كما يقال في المثل المغربي ,وصاحب المقال ليس من ابناء عبد الواحد ولا يمت اليهم بقرابة.كما انني بقدر ما ادافع عن حق التعبير للكل وادين الغرامة المبالغ فيها التي استهدفت المساء لكن هذا لم يمنعني ولن يمنعني من فضح المؤمرات التي تحاك ضد العمال والمستضعفين سند الامة المغربية. وفيما يلي صور بعض العمال ضحايا همجية الباطرونا الذين تهكم عليهم رشيد نيني : محمد المساوي / طنجة 31/05/2009