أخرجت الاتهامات النارية التي كالها كل من حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وحمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون، خلال تجمع جماهيري بفاس الأسبوع الماضي، إلى قياديي حزب الأصالة والمعاصرة، ب«التخطيط لإحراق العيون»، و«بالوقوف وراء أحداث التي عرفتها المدينة في 8 نونبر لتصفية حسابات سياسية مع حزب الاستقلال بتواطؤ مع محمد أجلموس، الوالي السابق للعيون، (أخرجت) المكتب الوطني للحزب عن صمته، واصفا تلك الاتهامات بأنها «تهجمات هستيرية» و«حركة هروبية إلى الأمام». وحمل المكتب الوطني ل«البام»، خلال اجتماعه الأسبوعي، الذي انعقد بمقر الحزب بالرباط يوم الأربعاء الماضي، بشدة على من سماهم بعض الأشخاص المنتمين لطرف حزبي، متهما إياهم بالتشويش على أعمال اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق حول مخيم «اكديم إيزيك» وأحداث العيون ونتائجها. وأشار الحزب إلى أنه «إذ ينأى بنفسه عن السقوط في مستنقع السباب الرخيص والكلام الساقط، يؤكد أن المصلحة الوطنية اليوم وأكثر من أي وقت مضى، هي فوق كل اعتبار، ويحتفظ بحقه في اتخاذ الإجراءات المناسبة مستقبلا». وكان لافتا خلال التجمع الجماهيري، الذي نظم الأسبوع الماضي بفاس، أن شباط زاد من جرعة هجماته على حزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن نعت مؤسسي حزب البام ب«الأقزام» و«أولاد الخونة» الذين تربوا في أحضان الموالين للاستعمار، مطالبا ب«استرجاع» ما أسماه «هيبة الدولة»، ومسجلا أن «الوافد الجديد أهان كل المؤسسات». وزاد شباط «أن زمن العبد والسيد قد انتهى»، و«أن المغاربة لا يقولون الله يبارك في عمر التراكتور»، و«لن يقبلوا أن يكونوا عبيدا للتراكتور»، متهما الحزب بالرغبة في «قتل» عدد من قيادات حزب الاستقلال الذين كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية في اتجاه مدينة العيون وتعرضت لعطب. إلى ذلك، اعتبر مصدر مقرب من قيادة «البام» أن ضغوطا تمارس على عباس الفاسي من قبل عمدة فاس ومن يدور في فلكه، وكذا من قبل ولد الرشيد «الذي تحركه تخوفات من أن مدينة العيون ستسقط في أيدي حزب «البام» خلال الانتخابات القادمة، بعد أن وضع الحزب اكتساح المدينة ضمن أولى أولوياته»، مستبعدا، بالمقابل، أن يقدم الاستقلال على رفع المذكرة، التي يعكف أعضاء في اللجنة التنفيذية على إعدادها، إلى الملك محمد السادس خلال الأسابيع المقبلة، يلتمس من خلالها التدخل من أجل وقف استهداف الحزب ورموزه من قبل حزب «البام». وفيما رفض قياديون في حزب الاستقلال التعقيب على اتهامات الأصالة والمعاصرة بدعوى أن الأمر يتطلب ردا من الأمين العام للحزب، اعتبر عضو في اللجنة التنفيذية للاستقلال، طلب عدم ذكر اسمه، أن بلاغ «البام» هو الذي يشوش على عمل لجنة تقصي الحقائق بخصوص أحداث العيون، وقال في اتصال مع «المساء» إن «حزب الاستقلال أكبر من أن يرد على مثل تلك الترهات التي لا تخدم بأي حال مصلحة البلاد». المساء