«سرطان سياسي ينخر الديمقراطية المغربية».. « هو حزب المهرجين».. «أولاد الخونة» كلها نعوت أطلقها عمدة مدينة فاس حميد شباط على حزب الأصالة والمعاصرة ومناضليه. في كل مناسبة وخرجة إعلامية لا يتردد القيادي الاستقلالي، المعروف بخرجاته الشهيرة، في كيل سيل من الاتهامات لقياديي حزب التراكتور. حرب كلامية أتت على الأخضر اليابس ولم تترك أي جبهة في منأى عنها، آخرها كان أحداث العيون الأخيرة. وحسب حميد شباط، فإن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، هو من يقف وراء هذه الأحداث من خلال «استعمال لغة القبيلة بالمدينة». كلام اعتبره صلاح الدين الوديع، الناطق الرسمي باسم حزب الهمة، لا يخرج عن كونه مجرد «محاولة لجذب «البام» لصراع هامشي». وانتقد الوديع في تصريح خص به جريدة «المساء» إصدار قيادي حزبي اتهامات بدون أدلة وقال: «هذا الكلام يجب الإتيان عليه بالدليل والبراهين». تفاصيل القصة تعود إلى نهاية الأسبوع ما قبل الأخير، ففي الوقت الذي بدأت لجنة تقصي الحقائق النيابية عملها حول حقيقة ما وقع خلال عملية إخلاء مخيم «كديم إزيك» بضواحي العيون يوم 8 نونبر، بدأت تتعالى أصوات حمدي ولد الرشيد وحميد شباط المنتقدة لحزب «البام»، حيث اتهاما قيادات بعينها من حزب التراكتور بالوقوف وراء أحداث العيون. تصريحات رغم أن صلاح الوديع خرج على صفحات الجرائد للرد عليها، وقال ل»لمساء» إن «أن أي خوض في الموضوع هو تشويش على عمل اللجنة»، فإن المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في اجتماعه الأسبوعي ليوم الأربعاء الأخير، تدارس موضوع هذه الاتهامات ضمن جدول أعماله وسارع إلى إصدار بيان صريح يعتبر فيه تصريحات « بعض الأشخاص المنتمين إلى طرف حزبي»، في إشارة إلى كل من عمدة العاصمة العلمية حميد شباط، و كذا حمدي ولد الرشيد، رئيس بلدية مدينة العيون، بأنها «تهجمات هستيرية على الحزب ومناضليه» في «حركة هروب نحو الأمام» تهدف إلى «التشويش على أعمال اللجنة ونتائجها». إدانة المكتب الوطني لحزب التراكتور لم تكن القرار الوحيد، بل احتفظ أعضاء المكتب للحزب بحقهم في اتخاذ «الإجراءات المناسبة مستقبلا». اتهامات شباط ل«البام» في الوقوف وراء أحداث العيون ليست الوحيدة التي كالها عضو اللجنة التنفيذية لحزب الميزان مؤخرا، إذ قال شباط «إن زمن العبد والسيد قد انتهى»، و«إن المغاربة لا يقولون الله يبارك في عمر التراكتور»، و«لن يقبلوا أن يكونوا عبيدا للتراكتور». كما أن الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغربي لم يتأخر، في معرض عرضه لأحداث مخيم «كديم إزيك» بضواحي العيون، في تحميل مسؤولية ظهور المخيم للوالي السابق محمد أجلموس، لأنه، حسب توصيف شباط، فإن أجلموس «كان والي التراكتور»، في إشارة إلى أنه كان يطبق تعاليمات بعض أعضاء الحزب. هي صراعات تم افتعالها على صفحات الجرائد بالتزامن مع بدء أعمال لجنة تقصي الحقائق، يقول الوديع، الذي يشير إلى أن «حمى هذه التصريحات اشتدت مع بداية عمل اللجنة، و أن حزبه بعيد عن أن يذكيها». وأضاف أن «الحزب تعرض لهجومات في فترات متعددة من أطراف سياسية متعددة، لكنه ظل على نهجه»، مشيرا إلى أن مثل هذه الهجمات لن تغير من طريقة اشتغال الحزب. انتقادات شباط اللاذعة والمتواصلة لحزب الأصالة والمعاصرة ومناضليه، التي يطلقها خلال خرجاته الإعلامية، أحرجت حتى عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي وجد نفسه يتبرأ من عضو اللجنة التنفيذية خلال اجتماع له مع وفد حزب الأصالة والمعاصرة، يتزعمهم الأمين العام محمد الشيخ بيد الله بمقر الوزارة الأولى، في وقت سابق من هذه السنة، في سياق المشاورات التي أجراها الوزير الأول مع الأحزاب قبيل موعد التصريح الحكومي. درجة الهجوم على حزب الأصالة والمعاصرة، حسب الوديع، تعكس شدة الانزعاج من اشتغال الحزب، إذ في تصريح ل«المساء» قال: «على من ينزعج في العمل السياسي أن يعرف كما يقول المثل المغربي بأن الفار المقلق من سعد المش».