نظمت جبهة العمل الأمازيغي يشراكة مع حزب التجمع الوطني للأحرار ندوة وطنية احتضنها المقر المركزي للحزب بالرباط بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم حول موضوع "العمل السياسي المباشر للفاعل الأمازيغي: الحصيلة والآفاق"، وهي الندوة التي سير أطوارها منسق الجبهة بالجهة الشرقية عبد العزيز دحماني، وأطر محاورها كل من الوزير السابق أنيس بيرو عضو المكتب السياسي للحزب، وأمينة بن الشيخ مستشارة رئيس الحكومة، محمد غيات عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق التجمعي بمجلس النواب، رشيد راخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي ومحيي الدين حجاج المنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي. وقد عرفت الندوة حضورا لعضوي المكتب السياسي لحزب ''الحمامة" رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب ومصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان. هذا وعرفت الندوة حضورا وتفاعلا مهما لنشطاء الحركة الأمازيغية المنتمين لجبهة العمل السياسي الأمازيغي، يمثلون فروع الحسيمة والناضور وطنجة وتطوان، وفي هذا السياق، أشار سليمان أشهبار عن فرع الحسيمة للتنظيم الأمازيغي ونائب المنسق الإقليمي لحزب الأحرار بالإقليم أن "هذه الندوة عرفت نقاشا هادئا ترافعيا حول سبل تفعيل و تنزيل الأمازيغية باعتبارها جوهر الأمة المغربية، و ملاذا ضد كل أنواع الإستيلاب الفكري و الهوياتي". وأضاف ذات المتحدث أن المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين كل من السيد رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب و السيد مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة أبدوا مواقف جد متقدمة إزاء القضية الأمازيغية، مؤكدين انخراط حزب RNI الذي يقود الحكومة في هذا الورش الوطني الذي لا غنى عنه لصقل الشخصية المغربية المواطنة"، مردفا في ذات السياق "أن القضية الأمازيغية هي مسؤولية كل الفاعلين المدنيين والسياسيين، لذلك لابد أن تزهر اليوم بعد سنوات عجاف، خاصة إذا كان الترافع في مستوى الرهانات المنتظرة"، داعيا " النشطاء والفعاليات الحاملة للهم الأمازيغي للإنخراط الجاد والمسؤول في مسار العمل السياسي المباشر من أجل استعادة المبادرة والعمل على توجيه القرار السياسي العمومي نحو المسار الذي يخدم القضية الأمازيغية، والقطع مع منطق الإنتظارية والجمود الذين لا يخدمان الا جيوب المقاومة خاصة قوى الإسلام السياسي و"اللطيفيون الجدد" حسب وصفه. وتناول أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي للحزب، في مداخلته موقع القضية الأمازيغية في أدبيات ووثائق حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث أكد على الأهمية الكبرى لهذه القضية في الفكر التجمعي ولدى رئيس الحزب الذي يحمل التزاما شخصيا اتجاه القضية الأمازيغية، مؤكدا على أهمية التحاق مناضلات ومناضلي الحركة الأمازيغية بالعمل السياسي المؤسساتي وبحزب التجمع الوطني للأحرار. من جانبها، أكدت أمينة بن الشيخ، مستشارة لدى رئيس الحكومة مكلفة بملف الأمازيغية، في مداخلتها على السياق التاريخي لبلورة الفعل السياسي الأمازيغي وتراكمه، حيث ذكرت بمجموعة المبادرات المدنية التي ساهمت في تشكيل الموقف السياسي للفاعل الأمازيغي دفاعا عن القضية الأمازيغية في شموليتها. كما ناقشت مجموع الإجراءات المزمع اتخاذها على مستوى الحكومة لأجرأة القانون التنظيمي لتنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية. في السياق ذاته، أكد محمد غيات، رئيس الفريق النيابي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالبرلمان، على التزام الدولة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، بصون الحقوق الثقافية واللغوية للأمازيغية، كما أثار دور الحزب في الدفاع عن الأمازيغية خاصة في الشق المتعلق بالتشريع وبدور الفريقين البرلمانيين للحزب. من جهته، ناقش رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، في مداخلته أهمية الاهتمام باللغة الأم في المغرب وفي دول شمال إفريقيا جميعا. وسلط محي الدين حجاج، المنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي، الضوء على مسار تفعيل الاتفاق الوطني بين جبهة العمل الأمازيغي وحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث تناول الصعوبات التي واجهت إدماج مناضلات ومناضلي الحركة الأمازيغية في البنية السياسية الوطنية. كما أكد على ضرورة تثمين المكتسبات التي تحققت في السنتين الماضيتين لفائدة القضية الأمازيغية. وقد تميزت مجريات الندوة بمشاركة فكرية فاعلة ومتميزة لكل من رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس مجلس النواب، وكذا مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان. وأكد المشاركون في هذه الندوة الوطنية على ضرورة استثمار التعاون بين جبهة العمل الأمازيغي وحزب التجمع الوطني للأحرار خدمة للمصالح العليا للبلد وللحقوق الثابتة للقضية الأمازيغية.