خرج السيد بودرا بمقال هزيل كعادته يتقن فن التملق للقصر وصناع القرار السياسي بالمغرب وفي نفس الوقت يحاول صناعة الأعداد من الخارج, واللعب على أوتار الانتماء الريفي الذي تهدده جهات خارجية حسب تصوره, محاولة منه ترميم صورة حزبه المنبوذ وحديثه عن مؤامرات وانتم في حزبكم أهل المؤامرات كما فعلت في بوكدارن الحسيمة ...وتصف المناضلين الحقيقيين و الشرفاء وحركة 20 فبراير و اللذين يفضحون المفسدين يعشقون الحرية بأنهم مدفوعين من جهات خارجية, أليس انتم من دفعكم القصر بولادتكم القيصرية من رحمه وتحايلتم على قانون الأحزاب ... ومع ذلك تدعون المعارضة , إنها فعلا فوضى سياسة منضمة. لقد أشرت في مقال سابق إن صناع القرار السياسي يعيشون ورطة سياسية كبيرة ,فبعد سعيهم في احتواء الحراك السياسي الاجتماعي بكل ما يمليه عليهم ذكائهم الخبيث ,وحيلهم الميكيافلية المعهودة بما يمكنهم إن يقدموا أنفسهم على أنهم استثناء في ربيع الشعوب عبر اللعب على وتر "الخطاب التاريخي" وتر "الإصلاحات الدستورية,وتر انتخابات مبكرة"بيد أن هذه الأوتار لم تؤدي لهم أي لحن ولا نغم أمام قوة صوت وتر 20 فبراير و المناضلين الشرفاء وكافة الأحرار , مما جعل المخزن يلجئ إلى سياسة الاختطافات و الاعتقالات المظيقات و التهديدات التي تطال مناظلي حركة 20 فبراير والجمعية الوطنية لحاملي الشهادة المعطلين كما وقع مع عبد الحليم البقالي , واغتيال كمال الحساني الذي ينظاف إلى شهداء الحرية, والى حد الآن هناك قرائن تثبت تورط الجهاز القمعي في ايت بوعياش , هذه السياسة تأتي ضمن خطوة مخزنة تسعى نحو زرع الرعب والخوف في المواطنين و محاولة زعزعة صمود الحركة ,بغية تهدئة الأجواء بعد الانتخابات لتكون الساحة السياسية خالية من الحركات الاحتجاجية , ويخرج وزير الداخلية و وزير الاتصال يتحدثون عن الشفافية في الانتخابات ويؤكدون على أن المغرب فعلا استثناء ..؟ نقول لهؤلاء أنكم واهمون إن فكرتم إن بعد الانتخابات تتوقف المظاهرات و الاحتجاجات ,أنكم واهمون إن سياسة الاختطافات و الاغتيالات ستثني المناضلين في الستمرا رفي مسيراتهم النضالية حتى تحقيق المطالب المشروعة و العادلة و الإعلان عن إصلاحات حقيقية تستجيب لطموحات المواطن المغربي. يجب أن لا نستغرب عندما نسمع في الإعلام الرسمي بان المغرب دولة الديمقراطية والعادلة و الشفافية والحق و القانون ,هذا ليس بكذب ولا افتراء بل حقيقة لكن ليس مع الشعب بل العادلة موجودة بين صناع القرار في نهب و تقسيم خيرات البلاد بينهم كل حسب الدور الذي يقوم بيه, بعض الفلاسفة يؤكدون على أن العادلة كمبدأ أو كصفة أو نظام...لا يمكن الاستغناء عنه حتى عند اللصوص في الوصول إلى أهدافهم الدنيئة هذه هي ديمقراطية المغرب فلولا العادلة الموجودة بين هؤلاء في تقسيم خيرات البلاد فيما بينهم لا كان مشروعهم اندثر منذ زمان,إنما فوضى سياسية منظمة. • هما على بعد 20 يوما عن موعد "الانتخابات" أقول هما للآنني شخصيا هذه الانتخابات لا تعنيني شيئ -انتخابات تسهر عليها وزارة الداخلية التي لها تاريخ اسود والتي لها باع طويل وتجربة وخبرة في التزوير, البرلمان مؤسسة شكلية لا تشرع .أغلبية النواب يقومون بشراء الأصوات لكن مع كل هاته النقائص التي تشوب الانتخابات تجد هذه الأيام كوادر الأحزاب منهمكة في التحالفات والصراعات والخرجات الإعلامية ... ليس لشيء إلا من اجل تحقيق مصالحهم الضيقة متناسين هموم المواطنين . ومطالبهم الحقيقية .فهناك من يسمي نفسه بتحالف 8 ج وهناك من يسمى نفسه بأحزاب الوسط ... هناك فعلا شرخ وهوة سحيقة بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات وعموم المواطنين اللذين ينادون بالعيش الكريم الذين يقاطعون هذه المهزلة كما وقع 2007 .إذن على بعد 20 يوما على هذا الموعد وحرب التزكيات و التهافت على شرائها والتغيير في اللون السياسي بين عشية وضحاها مما يزكى على أن المرشح لا يقتنع ببرنامج حزب معين بقدر ما يريد مصالحه الخاصة والضيقة . إذا كانوا فعلا يتحدثون عن الإصلاحات فلماذا لا يتم تحديد مستوى تعليمي معين للمرشح كما قاموا بتحديد سن معين ,كيف مثلا لشخص يترشح بحزب الوردة وهولا يعرف تاريخه وبرنمجه .... بعد إن كان هذا الشخص في حزب الشمعة التي ذابت انتقل إلى حزب الجرار لكن بعد ما أصيب الجرار بعطب تقني في الريف أو كما سميته في مقال سابق رقصة الديك المذبوح, انتقل إلى حزب الوردة التي هي أيضا أصابها الخريف الذي افقد بريقها , إنها فعلا فوضى سياسية منضمة . في الأخير لا يسعني إلا أن أتقدم بالتعازي إلى عائلة الشهيد كمال الحساني, نعم الشهيد وليس لفقيد كما اسمه بودرا في مقاله. عاش الشعب المغربي حرا عاشت حركة 20 فبراير