اختار السيد محمد بودرا رئيس جهة الحسيمةتازة تاونات والأمين العام الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة أن يرد عما كتبته في هذا الركن قبل أيام حول استقالته في موقع إعلامي آخر، وهذا لا يضير في شيء، بل إنه في تقديري يندرج في إطار إثراء النقاش السياسي العام. لكن السيد بودرا قد يكون خانه ذكاؤه هذه المرة كما خانه في مرات سابقة حينما قبل بمقايضة ماضيه السياسي بالإلتحاق بحزب الجرار، وحاول دغدغة عواطف أهل الريف الأشاوس بتوظيف مشبوه لعلاقة هذه المنطقة بحزب الاستقلال، وبذلك عجز المناضل المتجدد على الحديث عن موضوع الاستقالة والتراجع عنها، بل حلق بعيدا في مسعى بئيس لتوظيف نعرة الفتنة، وربما يكون السيد بودرا ركب الجرار فعلا الذي يستخدم نفس الآلية في منطقة الريف. وبما أن لحزب الاستقلال أجهزته التقريرية والتنفيذية المخولة قانونا الحديث باسم الاستقلاليين في هذا الصدد إن هي ارتأت فعلا الجواب عن أمر غارق في التفاهة، إلا أن كل ذلك لا ينفي أن أطمئن السيد بودرا الذي يعرض صورة كاريكاتورية لشخصه حينما يظهر أن سبب تغييره لجلده كان بسبب الظلم الذي طال منطقة الريف المجاهدة، بأني شخصيا أتضامن مع شكيب الخياري الذي أعتبر أن الحكم عليه كان قاسيا، وإني أقدر نضالات منطقة الريف غاليا وأعتبر أنها عانت فعلا من التهميش والظلم، لكني لا أتفق تماما مع فلسفة الجرار الذي يركبه بودرا وغيره من الباحثين عن «النعمة» في توظيف هذه القضية العادلة لإثارة الفتنة بين شعبنا الموحد. وآمل كل الأمل من السيد بودرا ومن غيره من الذين يعجزون عن مقارعة الأفكار بالأفكار إبعاد اسم عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس عن الجدال السياسي، لأنه ملك جميع المغاربة بدون استثناء. أما من حيث الموضوع يا سيد بودرا أنك قدمت استقالتك من القيم السياسية النبيلة حينما قبلت بدور قطعة الشطرنج في مسرحية انتخاب رئاسة الجهة، وشخصيا لا يهمنا ، بعد ذلك ما إذا كنت قدمت استقالتك أم تراجعت عنها ، لأنك صرت كما صار آخرون.