قال عبد الله البقالي، رئيس تحرير جريدة "العلم" وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بأنه يتضامن مع المعتقل الحقوقي شكيب الخياري ويعتبر بأن الحكم عليه جاء قاسيا.. وقد جاء تعبير البقالي عن هذا الموقف بصفة شخصية ضمن ركنه اليومي "حديث اليوم" الذي يصدر ب "لسان حال حزب الاستقلال"، إذ أورد في معرض إجابته على رسالة انتقاد وجهها له عبر الإعلام رئيس جهة الحسيمة محمد بودرا: "أتضامن مع شكيب الخياري الذي أعتبر أن الحكم عليه كان قاسيا، وإني أقدر نضالات منطقة الريف غاليا وأعتبر أنها عانت فعلا من التهميش والظلم، لكني لا أتفق تماما مع فلسفة الجرار الذي يركبه بودرا وغيره من الباحثين عن «النعمة» في توظيف هذه القضية العادلة لإثارة الفتنة بين شعبنا الموحد". ذات المقال الصادر ضمن عدد الجمعة من "العلم" تضمن رسالة ردّ الردّ لبودرا ورد ضمن ثناياها: "اختار محمد بودرا رئيس جهة الحسيمةتازة تاونات والأمين العام الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة أن يرد عما كتبته في هذا الركن قبل أيام حول استقالته في موقع إعلامي آخر، وهذا لا يضير في شيء، بل إنه في تقديري يندرج في إطار إثراء النقاش السياسي العام. لكن بودرا قد يكون خانه ذكاؤه هذه المرة كما خانه في مرات سابقة حينما قبل بمقايضة ماضيه السياسي بالإلتحاق بحزب الجرار، وحاول دغدغة عواطف أهل الريف الأشاوس بتوظيف مشبوه لعلاقة هذه المنطقة بحزب الاستقلال، وبذلك عجز المناضل المتجدد على الحديث عن موضوع الاستقالة والتراجع عنها، بل حلق بعيدا في مسعى بئيس لتوظيف نعرة الفتنة، وربما يكون السيد بودرا ركب الجرار فعلا الذي يستخدم نفس الآلية في منطقة الريف".
وزاد البقالي: "آمل كل الأمل من بودرا ومن غيره من الذين يعجزون عن مقارعة الأفكار بالأفكار إبعاد اسم عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس عن الجدال السياسي، لأنه ملك جميع المغاربة بدون استثناء.أما من حيث الموضوع يا بودرا أنك قدمت استقالتك من القيم السياسية النبيلة حينما قبلت بدور قطعة الشطرنج في مسرحية انتخاب رئاسة الجهة، وشخصيا لا يهمنا ، بعد ذلك ما إذا كنت قدمت استقالتك أم تراجعت عنها ، لأنك صرت كما صار آخرون".
رسالة ردّ ثانية صدرت عن بودرا بعد "ردّ الرّد" الذي لجأ إليه عبد الله البقالي، وهي الرسالة التي توصلت بها هسبريس مذيلة بإقرار رئيس مجلس تازةالحسيمة تاونات عن عدم عزمه معاودة التعقيب على البقالي مسبقا مهما نشر، وقالت: "البقالي يدرك أني كنت رئيسا للمجلس البلدي، وهو خبير في أن الإمكانيات والصلاحيات فيه أوفر وأوسع بكثير من المجلس الجهوي حسب مقتضيات قانون الجهات حاليا، لذلك فترؤسنا لهذا الأخير كان من منطلق إضفاء الحيوية وخلق الدينامية داخل هذا المجلس استعدادا لأجرأة مشروع الجهوية الموسعة الذي نهفو إليه بحماس نعي أنه مفقود لدى دوائرهم".
وزادت رسالة بودرا للبقالي: " أما فيما يتعلق بموضوع الفتنة التي يؤكد السيد البقالي أني أسعى إلى بثها في قلوب المغاربة، فعليه أن يعلم أن مسقط رأسي كان بالقصر الكبير، ودراستي كانت بالرباط، وبداية مشواري المهني كان بتطُوفتْ بنواحي القصر الكبير، وبعدها في مدن أخرى .. مما جعل مني شخصا محبا في دواخلي، يؤمن بفلسفة التعدد والاختلاف ويمقت النعرات ويبذل قصارى جهده في سبيل تكريس إنسانية الإنسان".